تقدمت السيارة السوداء المهيبة التي يرفرف علي مقدمتها علم مصر ويتحرك معها علي الجانبين أربعة من رجال الأمن الذين تميزهم نظاراتهم السوداء, بعد خطوات توقفت السيارة أمام منصة الاحتفال العسكري الكبير المقام في معسكر الهايكستب والذي انتظر فيه قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة. وبتوقيت مدروس امتدت يد أحد أصحاب النظارات السوداء لفتح باب السيارة الأيسر الذي نزل منه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تقدم بسرعة إلي أمام باب السيارة الأيمن, وفي لحظة توقفه فتح الباب لينزل منه الرئيس محمد محمد مرسي فيجد أمامه المشير طنطاوي الذي كان معه إلي جانبه في السيارة ولكن هذه المرة يستقبله بصورة رسمية ويقدم له التحية العسكرية كرئيس لمصر والقائد الأعلي لقواتها المسلحة, ولا ينسي الرئيس مرسي هذه اللحظة التاريخية التي يواجهها لأول مرة في حياته والمشير يرفع يده تحية له وكذلك قادة الجيش, فيقول في كلمته أمامهم: أقدر هذه التحية العسكرية التي قدمتها قيادات المجلس العسكري, وكنت أتمني لو كانت الأعراف العسكرية تسمح لي برد التحية, ولكني أردها بقلبي وعقلي. بهذا المشهد أغلقت صفحة الشائعات التي ظلت تطرق آذاننا شهورا مرددة إن العسكريين لا يمكن أن يتركوا مقاعد السلطة التي نعموا بها17 شهرا, ولكن ها هو المشير الذي قام بعمل رئيس الجمهورية يسلم الأمانة في موعدها لمن اختاره الشعب ويعلن أمامه: سيادة الرئيس لقد وقفنا إلي جانب الشعب في ثورته وتحملنا مسئولية إدارة البلاد خلال مرحلة انتقالية غاية في الصعوبة, وسنقف معكم امتثالا لإرادة الشعب. تعظيم سلام باسم ملايين المصريين. مصر التاريخ والحضارة والعسكرية الوطنية. تعظيم سلام للمشير طنطاوي ومجموعته العظيمة في المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. تعظيم سلام لقوات مصر المسلحة ضباطا وجنودا.. تعظيم سلام لحكومة الدكتور كمال الجنزوري وأسرته الوزرارية التي لا أجد صورة معبرة عنها أجمل من صورة الجنزوري يقبل رأس الوزيرة فايزة أبو النجا محبة وامتنانا.. تعظيم سلام للشعب ولتحيا مصر الأمل. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر