يوما بعد يوم يزداد التغلغل الإسرائيلى فى دول القارة الإفريقية وآخر ما كشف عنه تقرير عرضته القناة 13 الإسرائيلية هو وجود قوات كوماندوز إسرائيلية فى أكثر من 12 بلدا إفريقيا لتدريب قوات هذه الدول على عمليات القتال وانقاذ الرهائن كجزء من استراتيجية إسرائيلية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول القارة السمراء . وعرض تقرير القناة مقاطع لضباط إسرائيليين يقومون بتدريب جنود أفارقة على فنون القتال. زيادة التعاون العسكرى مع الدول الإفريقية، جاء كما يقول تقرير القناة كنتيجة مباشرة لجهود رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو لتحسين العلاقات مع الدول الإفريقية وفى خطاب ألقاه أخيرا أمام قادة يهود أمريكيين قال نيتانياهو: لقد زرت إفريقيا أربع مرات فى العامين الأخيرين وهذا يعنى الكثير، وكشف التقرير عن أنه إلى جانب ما يقوم به نيتانياهو هناك جهود تقوم بها وزارة الخارجية والجيش الإسرائيلى وجهازا الموساد والشاباك لتعزيز العلاقات مع إفريقيا ، وذكرت القناة 13 أيضاً أن وزارة الدفاع الإسرائيلية استدعت أخيرا الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف لجلسة استماع فى ضوء الاتهامات الأمريكية له ببيع أسلحة بقيمة 150 مليون دولار لجنوب السودان وادعى زيف فى جلسة الاستماع هذه انه يدير فقط شركة للخدمات الزراعية فى جنوب السودان، لكن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت فى ديسمبر الماضى عقوبات على زيف وشخصين آخرين لدورهم فى الحرب الأهلية والأزمة الانسانية فى جنوب السودان واتهمت الولاياتالمتحدة زيف بأنه يستخدم شركة جلوبال كغطاء لبيع الأسلحة للحكومة والمعارضة فى جنوب السودان . وفى يوليو من عام 2016، قام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو بزيارة لأربع دول افريقية استمرت لمدة خمسة أيام وحظيت بقدر هائل من الاهتمام نظرا لكونها أول زيارة على هذا المستوى منذ عقود، حيث اصطحب نيتانياهو فى هذه الجولة عددا كبيرا من رجال الأعمال كما صاحبته فى الجولة أيضا زوجته سارة. والهدف المعلن من الزيارة كما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى ذلك الوقت هو تطوير وتقوية العلاقات على المستويين السياسى والاقتصادي وعقب الاحتفال عقد لقاء قمة بين نيتانياهو وسبعة من قادة دول شرق إفريقيا. وكان البيان الصادر عن مكتب نيتانياهو قد اولى اهمية اقتصادية خاصة لهذه الزيارة بدليل اصطحابه 80 رجل أعمال يمثلون أكثر من 50 شركة بهدف إقامة علاقات اقتصادية وتعاون مع شركات ودول فى افريقيا ، وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية على تقوية العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول افريقيا وعقد صفقات بملايين الشيكلات. وجاءت زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلى تتويجا لزيارة وزير خارجيته لدول القارة ، ففى العاشر من يونيو عام 2014 قام وزير خارجية إسرائيل فى ذلك الوقت أفيجدور ليبرمان بزيارة عدد من الدول الافريقية واستغرقت عشرة أيام ولم تكن الزيارة الاولى له، ففى سبتمبر من عام 2009 قام ليبرمان أيضا بجولة إفريقية ، وقال فى ذلك الوقت انه من المهم ومن خلال الاتحاد الافريقى أن تعكس قرارات وأنشطة الدول الافريقية تناولا إيجابيا ورفضا للقرارات المنحازة ضد إسرائيل وفى زيارته كان ليبرمان قد اصطحب 50 من رجال الأعمال ومسئولى شركات ومؤسسات تصنيع وتجارة الأسلحة خاصة مسئولى مؤسسة التصنيع العسكرى « البيت معرخوت» وكان هدف زيارة ليبرمان - كما قالت صحيفة معاريف فى ذلك الوقت - هو فتح أسواق للمنتجات الإسرائيلية لمواجهة مخاطر التهديد بمقاطعة دولية لتلك المنتجات، معدات الري، والزراعة، والكيماويات. وكما يقول ترانس كلينجمان رئيس شعبة الأبحاث فى هيئة الاستثمار الإسرائيلية فإن هناك مخاوف لدى الشركات ولدى السياسيين الإسرائيليين أيضا من عزلة دولية تؤثر على حجم صادراتها للخارج. لذا تسعى إسرائيل إلى فتح أسواق لمنتجاتها فى دول افريقيا بعد النجاح الذى أحرزه الفلسطينيون فى مساعيهم لفرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية على إسرائيل خاصة منتجات المستوطنات. وأيضا بعد تجاوب عدد من الدول مع هذه المساعى وتقليلها لحجم التعاون الاقتصادى مع إسرائيل. وقد وصلت قيمة الصادرات الإسرائيلية للدول الافريقية عام 2013 إلى 1٫4 مليار دولار، وهو مبلغ يزيد أربع مرات على ما كان عليه عام 2003 حيث وصل فى ذلك الوقت إلى 374 مليون دولار على حد قول شاؤل كتسنسلون المسئول بمعهد التصدير والتعاون الدولى بتل أبيب. إذن فنيتانياهو وليبرمان يسيران على خطى قادة إسرائيل الأوائل بمحاولة وضع قدم إسرائيل داخل معظم دول القارة. كما تسعى إسرائيل للحصول على تأييد إفريقى لضمها كعضو مراقب فى الاتحاد الافريقى .