أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى حرص مصر على دعم عملية الإصلاح الجارية داخل الأممالمتحدة بالشكل الذى يساعد على دفع جهود الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتحسين فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمى الراهن، بالإضافة إلى إحداث نقلة نوعية فى الخدمات والأنشطة التنفيذية المقدمة للدول من الأممالمتحدة، جاء ذلك خلال استقباله أنطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، على رأس وفد أممى رفيع المستوي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة، بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بزيارة سكرتير عام الأممالمتحدة إلى القاهرة، مؤكدا تطلع مصر لمواصلة التعاون والتنسيق مع المنظمة الأممية لتعزيز دورها الأساسى فى معالجة الملفات ذات الأولوية كالقضاء على الفقر وتفعيل نظام اقتصادى دولى عادل ومنصف يراعى مصالح وشواغل الدول النامية، فضلاً عن إيلاء الاهتمام اللازم لقضايا تمكين الشباب والمرأة، ومتابعة تنفيذ الالتزامات الدولية، وتمويل تطبيق أجندة التنمية المستدامة 2030. وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الرئيس دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة وفقاً للمقررات والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مشدداً على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعاً جديداً يساعد فى تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة، فى حين أشاد السكرتير العام للأمم المتحدة بالجهود التى تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع فى غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التى يتعرض لها سكان القطاع، فضلًا عن الاتصالات المستمرة التى تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي. وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء شهد مناقشة توحيد الجهود الدولية فى إطار فعال لمكافحة تفشى ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وكيفية الاستفادة من التجربة المصرية ذات الصلة، حيث استعرض الرئيس رؤية مصر فى هذا الإطار، والتى تستند إلى التعامل مع تلك الظاهرة من كافة جوانبها بما فى ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلاً عن التصدى لآليات التمويل والدعم السياسى والإعلامى للجماعات الإرهابية، مؤكداً أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولى لمنع استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتى والتكنولوجى والذى ساهم فى إضفاء أبعاد خطيرة من خلال التحريض على التطرف وتجنيد الأفراد وانتشار خطر العناصر الإرهابية من المقاتلين الأجانب، وهو ما أكده جوتيريش، موضحاً أن الأممالمتحدة عازمة على صياغة إطار أممى جمعى لمكافحة الإرهاب، خاصةً فى الفضاء الإليكتروني. وقد تطرق اللقاء كذلك إلى التباحث بشأن آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث تم التوافق بشأن أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف فى هذا الخصوص خلال الفترة القادمة بين مصر والأممالمتحدة، خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن، واستعرض المسئول الأممى الجهود التى تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لتلك القضايا، مشيراً إلى حرص الأممالمتحدة على تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين فى منطقة الشرق الأوسط. وفى هذا السياق، أكد الرئيس ثوابت السياسة المصرية فى هذا الصدد والتى ترتكز على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الدول ودعم مؤسساتها الوطنية. وأوضح المتحدث أن السكرتير العام للأمم المتحدة أشاد من جانبه بالمكانة المتميزة لمصر فى منظومة العمل الدولى متعدد الأطراف، لا سيما فى ضوء التطورات الاقتصادية والاجتماعية التى تشهدها مصر مؤخرا على شتى المستويات، فضلاً عن اضطلاعها بدور محورى فى محيط دوائرها الإقليمية، وكذا رئاستها الحالية للاتحاد الإفريقى، بالإضافة إلى الدعم المصرى المستمر لمبادرات إصلاح الأممالمتحدة فى مختلف المسارات، إلى جانب المساهمة المصرية الكبيرة فى عمليات حفظ السلام الأممية. كما أكد جوتيريش تعويل الأممالمتحدة على القاهرة، فى إطار الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى خلال عام 2019، لتعزيز وتعميق الشراكة الإستراتيجية بين المنظمتين، وذلك تحت مظلة الأطر القائمة للتعاون بينهما، لا سيما فى مجالى السلم والأمن، والتنمية. حضر اللقاء سامح شكرى وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة.