ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن تركيا دخلت أمس عصرا جديدا بعد فوز المعارضة بالمدن الكبيرة خلال الانتخابات المحلية التى جرت أمس الأول، فيما يشبه زلزالا سياسيا ضرب سلطة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» الحاكم، خصوصا بعد خسارته مدينة إسطنبول، التى كان يعتبرها أردوغان «عشقه الكبير». وعلى الرغم من أن النتائج غير الرسمية التى أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات فى تركيا وكذلك وكالة أنباء الأناضول الحكومية وأشارت إلى فوز مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول، إلا أنه يقوم بتعليق لافتات فى شتى أرجاء إسطنبول تحمل عبارة «شكرًا إسطنبول، لقد فزنا ببلدية القلوب» للإيحاء بفوزه بالانتخابات. وشرع الحزب فى نشر لافتات تضم صور مرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول الذى جاء فى المرتبة الثانية بن على يلدرم، بشكل مكثف هذا بجانب صورة أردوغان. وكشفت صحيفة «حرييت» عن أن حزب العدالة والتنمية قرر الطعن فى نتيجة الانتخابات فى جميع أحياء إسطنبول التسعة والثلاثين. وفى الوقت نفسه، بدأ مسئولو بلدية أنقرة بإزالة منافذ بيع الخضراوات والفاكهة بأسعار رخيصة التابعة للبلدية، عقب إعلان فوز مرشح المعارضة. وكانت تلك المنافذ التى سماها أردوغان ب «منافذ التنظيم» قد انطلقت قبيل الانتخابات المحلية للتصدى لارتفاع أسعار السلع الغذائية. ولكن تمت إزالة منافذ التنظيم عقب خسارة مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم محمد أوزحسكي، رئاسة بلدية أنقرة لمصلحة مرشح الشعب الجمهورى منصور يافاش. ومن جانبه، قال دوغو برينتشاك رئيس حزب الوطن التركي، إن حزب العدالة والتنمية لم يعد يمتلك فرصة للاستمرار بالحكم، وإن النظام الرئاسى لا يشكل حلا. وأوضح برينتشاك أن الإفلاس الاقتصادى الذى تشهده تركيا انعكس على نتائج الانتخابات، وأن تركيا تعانى مشكلة بالحكومة والسلطة الحاكمة، مشيرا إلى أنه لم يعد بإمكان حزب العدالة والتنمية تولى إدارة تركيا بمفرده. وأضاف أن إدارة حزب العدالة والتنمية لتركيا بلغت نهايتها، وأن تركيا باتت تبحث عن إدارة جديدة للمرحلة المقبلة.فى سياق متصل، واصلت العملة التركية «الليرة» تقلباتها أمام العملات الأجنبية، وسط حالة من الضبابية عقب انتخابات المحليات وتصاعد النزاع مع الولايات المتّحدة على خلفية إصرار على تركيا إتمام صفقة شراء منظومة صواريخ «إس 400» الروسية، وقرار واشنطن وقف تسليم معدات مرتبطة بمقاتلة «إف 35» لتركيا. وخسرت الليرة التركية أكثر من 2% مقابل الدولار فى المعاملات المبكرة أمس بعد أن أوقفت واشنطن تسليم معدات مرتبطة بالمقاتلة الشبح «إف - 35» إلى تركيا، وبعد أن كانت ضعفت 2٫5% إلى 5٫7 للدولار قبل أن تعوض خسائرها لاحقا. وقال خبراء فى إدارة الأصول: «الليرة تحت ضغط مع عودة التركيز الآن على المشاكل الهيكلية للاقتصاد التركي». وأضافوا أن عجز ميزان المعاملات الجارية الآخذ فى الزيادة قد يعمق انكماش الاقتصاد من خلال مزيد من الانخفاض فى العملة بما يؤدى إلى ارتفاع فى التضخم وتكاليف الاقتراض.