وضع الجامعة العربية لا يختلف كثيرا عن وضع الأممالمتحدة. مؤسستان ولدتا من رحم حربين عالميتين ونظام دولى جديد ، المشترك بينهما هو القدرة على الاستمرار بغض النظر عن قدرتهما على حل النزاعات الدولية والإقليمية وبغض النظر عن حجم الاتفاق أو الاختلاف بين الدول الأعضاء. عقب ما يزيد على سبعين عاما مرت منذ 1945 ما زال النظام الدولى ينتج العديد من الاختلالات التى تركت آثارها على العلاقات الدولية وظهرت بشكل واضح فى عدم القدرة على التدخل دبلوماسيا أو من خلال فرض الحلول بالقوة المسلحة، اتفاقات بريتون وودز فى حاجة إلى إعادة نظر، هيمنة قوة وحيدة واستمرار التوترات فى العلاقات الدولية وهو ما انعكس بشكل واضح على أداء الجامعة العربية التى تصمت إزاء مشكلة تجميد عضوية دولة مثل سوريا، وعدم حسم الخلافات بين الدول الأعضاء ولا أفق لرأب الصدع بين أطراف تأثرت بتدخلات تركيا وإيران فى كل من العراقوسوريا ولبنان واليمن وكارثة منح ترامب الجولان لاسرائيل. الأزمات العربية تفاقمت فى ظل الجامعة العربية فلم تعد فلسطين هى القضية المركزية للعرب، وإنما أضيف إليها العراقوسوريا واليمن وليبيا، وأصبحت الجامعة فى وضع صعب لخلق توافقات بين الدول الأعضاء فى ظل تزايد الخلافات بين الدول الأعضاء. المشهد لا يوحى بالخير ويحتاج الى رؤى وتصورات جديدة للحركة بهدف حماية الحد الأدنى من المصالح العربية وهو منع انهيار دول وتحقيق قدر من التنسيق يبتعد كثيرا عن التكامل الذى أصبح حلما وهو ما لن يتم دون تنمية اقتصادية تلبى احتياجات المواطن العربى، وتنمية سياسية تسمح بقدر كبير من الشفافية والمحاسبية، وتداول السلطة وتكريس مفاهيم الحريات العامة. لمزيد من مقالات جمال زايدة