حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير العراق بالقاهرة: مصر تتعرض لمؤامرة.. وعلى الشعب الالتفاف حول الرئيس

* مصر «صمام أمان» العرب وغياب دورها الإقليمى فجَّر الأزمات
* سامح شكرى «الرجل المناسب في المكان المناسب»
* مشروع نفط إستراتيجى بين بغداد والقاهرة يكفى احتياجاتها ويفيض
* نؤيد الحكومة الشرعية في اليمن
* نرفض التدخل الإقليمى والدولى في سوريا
* الخلافات تعيق أداء الجامعة.. وأبوالغيط لا يمتلك «عصا سحرية»
* الرئيس التركى يبحث عن حلم مستحيل
* علاقتنا مع إيران قائمة على الاحترام المتبادل
* هذه تفاصيل أزمة بغداد مع الرياض
العراق.. الرقم الصعب في معادلة منطقة ملبدة بغيوم الخلافات العربية، تواجه حربا على إرهاب يحرق الأخضر واليابس، وسط تربص أصحاب المشاريع الخارجية بمقدراتها، وأحلام بفرض الهيمنة على دولها مستغلة الخلافات الداخلية، وأمل في عودة عواصم قوية لممارسة دورها الريادى الذي يرسو بسفينة الأمة على بر أمان قبل غرقها في قاع بحر الأزمات.
جميع الأسئلة التي تلح على ذهن القارئ المصرى والعربى حول العراق والأمة العربية، ومستقبل القاهرة وبغداد، وضعتها «فيتو» على طاولة الحوار مع السفير حبيب محمد هادى الصدر، سفير بغداد لدى القاهرة ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، كما سألناه في الحوار الذي أجريناه قبل قيام وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بزيارة إلى بغداد عن أسباب توتر العلاقات بين البلدين، وجاءت الإجابات التالية لتحمل الكثير من التفاؤل الحذر حول مستقبل أمة مأزومة.. فإلى نص الحوار:
بداية.. حدثنا عن خطتك الدبلوماسية لتطوير العلاقات بين مصر والعراق؟
اختارتنى حكومة بلادى لأكون سفيرا في هذا البلد العريق والكبير الذي يمثل عمود الخيمة العربية، لأصبح همزة الوصل بين أقدم حضارتين عرفهما التاريخ.
أما عن خطة الدبلوماسية لتطوير العلاقات، فأؤكد هنا أن العلاقات بين القاهرة وبغداد ليست وليدة اللحظة وقناعتنا في العراق أن العلاقات مع مصر هي خيار إستراتيجي، وليست خيارا مرحليا مبنيا على ظروف أو طوارئ أو زعزعة في العلاقات مع بلدان أخرى، وعليه فإن خطتى تعتمد على تعزيز كل ما يربط بيننا على الصعيد السياسي والاقتصادى والمجتمعى والرياضى، مؤمنا بأن جسرى الاقتصاد والثقافة سيكونان أسرع وأقصر طريقين للوصول إلى المستوى المرجو في العلاقات.
ما هي رؤيتك لمستقبل التعاون في هذه المجالات وفرص الاستثمار المتبادل؟
كما أسلفت، إن امتداد العلاقات كبير جدا، ولا نستطيع الوصول لنقطة نعتبرها المستوى المطلوب، ونحدث الخطط سنويا لمزيد من الارتقاء، ونعترف أنه حتى اليوم لم نصل إلى المستوى المأمول، وبدأنا على المستوى السياسي، تنسيق المواقف بين العاصمتين والتأكيد على المواقف المشتركة وهى كثيرة، أما اقتصاديا فلا يزال التبادل التجارى ضعيفا ولا يرقى إلى مستوى العلاقات بين العراق والبلدان المجاورة له مثل الكويت وتركيا وإيران، ولدينا هدف أساسى يتمثل في زيادة التبادل التجارى إلى الضعف.
وبدأنا فعليا بعقد الاجتماع الثالث لمجلس رجال الأعمال (العراقى - المصري) بعد طول انقطاع منذ عام 2004، كما نسعى لمشاركة الشركات المصرية الكبرى في مشروعات إعادة الإعمار، التي ستبدأ فور الانتهاء من تحرير التراب الوطنى من برابرة العصر –داعش- وهنا تمكن الفرصة الذهبية لمصر، وسوف يصاحب دخول هذه الشركات إلى السوق العراقى دخول الآلاف من الأيدى العاملة المصرية، ليعمر أخيار مصر ما دمره أشرار داعش.
السؤال الأهم في النواحى المتعلقة بالاقتصاد، متعلق بشحنات البترول وحقيقة المليون برميل.. هل يمكن أن تقدم لنا تفاصيل في هذا الملف؟
عمليا، وقعت العراق ومصر عقدا لتزويد الأخيرة بمليون برميل نفط خام بشروط ميسرة في السداد، وعلاوة على ذلك نعمل على مد أنبوب للنفط والغاز من حقول البصرة إلى مصر مرورا بالأردن وبناء خزانات عملاقة على السواحل المصرية المطلة على البحر، تأخذ القاهرة كفاياتها منها ويصدر الباقى إلى الأسواق العالمية، وهو مشروع إستراتيجى كبير.
كما تم البدء في توريد زيت الطعام المصرى إلى العراق ضمن برنامج الحصة التموينية العراقية، وقريبا سيتم توريد الأدوية والمواد الإنشائية المصرية، إلى جانب وجود شركات مصرية عاملة حاليا في العراق في قطاعات البترول والاتصالات والإنشاءات منها بتروجت؛ ترمنت؛ صن مصر؛ المقاولون العرب؛ بجيسكو؛ والسويدي.
في ظل هذه الخطوات هل يمكن القول إن هذه الأمور مقدمات لإحياء حلف "القاهرة بغداد" بروح وطنية، بعيدا عن منحى الطائفية؟
العراق اليوم لا يرغب أن يكون داخل محور سياسي في مقابل محاور أخرى، بل يسعى لتكوين قاعدة اعتدال عربى بالتنسيق مع الشقيقة الكبرى مصر، ويمكن أن ينضم لهذه القاعدة عدد كبير من الدول العربية وربما الإقليمية لإعادة الهدوء إلى ربوع الإقليم الجديد.
خلال السنوات الماضية شهدنا الكثير من الصراعات والدماء وكل ذلك بسبب غياب دول كبرى تميزت بالوسطية والاعتدال، وهنا يبرز دور الأزهر والنجف الأشرف لتصحيح الرواسب.
كيف تقيم دور مصر الإقليمى الآن بعد سنوات الغياب؟
لا شك أن جميع المراقبين لاحظوا التدهور الكبير الذي مرت به أوضاع المنطقة نتيجة غياب الدول العريقة مثل مصر وسوريا والعراق عن المشهد السياسي، هذا الغياب أدى إلى تدويل مشكلاتنا العربية والإقليمية والوقوف موقف المتفرج مما يجرى في الإقليم.
وخلال السنوات الأخيرة بدأنا نشهد عودة مصر والعراق للمشاركة في قرار المنطقة، لكننا نأمل في عودة مصر القوية التي تقود العالم العربى من جديد.
كيف ترى الرئيس عبدالفتاح السيسي؟.. وهل تشعر أنه يتعرض لمؤامرة؟.. ومتى نراه في بغداد؟
أكن للرئيس السيسي جل الاحترام والتقدير، هو رئيس أفتخر أنا كعراقى به، يجمع بين فن القيادة التي اكتسبها خلال نشأته العسكرية، إضافة إلى أفق واسع ورغبة جامحة في تطوير بلاده ووضعها على الطريق الصحيح، وجميعا نرى أنه لا يخلو يوم من عقده اجتماعات وجولات ميدانية لأجل صالح بلده وشعبه، ويجب على الشعب الالتفاف حوله للوصول بهذا البلد العزيز علينا إلى بر الأمان.
وفيما يتعلق بالمؤامرة عليه، اذكر لى بلدا عربيا لم يتعرض لمؤامرة، ومصر هي حجر الزاوية وعمود الخيمة في العالم العربى، وأعداء الأمة يتربصون بهذا البلد العظيم، لقناعتهم بأن قوة العرب في قوتها ولو سعوا لإضعاف العرب يلجئون لإضعاف القاهرة، نحن في العراق أدركنا هذه الحقيقة، وتوجهنا للانفتاح على مصر نابع من إيماننا بضرورة أن يكون هذا البلد قويا ومنيعا صامدا مرابطا لأن في ذلك قوة لكل العرب.
مصر عرفت بدورها الوسطى والاعتدالى، واشتهرت بدورها الريادي، وتراجع دورها في السنوات العجاف، لكن سرعان ما تعود ولدينا ثقة أن السيسي يأخذ زمام الريادة ويعيد الأمور لمسارها الصحيح، ونحن نتطلع لزيارة الرئيس المصرى لبغداد، وسوف يخرج العراقيون لاستقباله ب" البهجة والزغاريد" لما يملكه من احترام ومحبة في قلوبنا.
حدثنا عن علاقتك بوزير الخارجية سامح شكري؟
الوزير سامح شكرى تشرفت بالتعرف عليه عند تسلم منصبى وخلال الشهرين الماضيين، أستطيع القول إنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فهو يجيد الاستماع إلى الآخرين ويصغى إلى شواغلهم ويتفاعل معهم بشكل إيجابى.
الجامعة العربية واليمن وسوريا
كمندوب لبلادك لدى الجامعة العربية، كيف وجدت طريقة عمل الأمين العام أحمد أبوالغيط؟
لا يختلف أحد على أن الأمين العام أحمد أبوالغيط، يمتلك من الخبرة الدبلوماسية والحكمة والحنكة ما يجعله يدير الجامعة على أكمل وجه، لكنه أيضا لا يمتلك "عصا سحرية"، في ظل الخلافات العربية، وهو كأمين عام يسعى دائما لرأب الصدع ولم الشمل للخروج بموقف موحد قدر الإمكان، لكن هناك تقاطعات بين الدول العربية، ألقت بظلالها على عمل الجامعة.
صحيح أيضا أن أبوالغيط يقود حركة إصلاحية لدوائر الجامعة ومكاتبها الخارجية، واستمع إلى وجهات النظر العربية، ويعكف عليها الآن لتطوير المنظومة، والرجل يمتلك القدرة على صناعة التغيير فيما لو تعاونت معه حكومات الدول العربية.
بماذا تعلق على الأوضاع في اليمن، وهل أنت مع بقاء أم رحيل الرئيس السوري؟
العراق يؤيد الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن في نفس الوقت نحن ضد أي تدخل دولى أو إقليمى في الشأن اليمنى، ويجب ترك القرار للشعب اليمنى يتلمس طريقه بيده دون إملاءات خارجية.
نفس الأمر ينطبق على سوريا، نحن لسنا بديلا عن الشعب السورى هو من يقرر ويختار رئيسه، وعلينا دعم إرادة الشعب، لكن أيضا نرفض التدخلات الإقليمية والدولية التي سببت كل هذا الدمار في ركن مهم من أركان أمتنا العربية، وما يدور في سوريا الآن نتاج هذا التدخل.
ماهى أسباب توتر العلاقات بين السعودية والعراق؟
نحن كعراق نتطلع لتدشين علاقة واعدة مع السعودية، لكن تدخل سفيرها السابق لدى بغداد ثامر السبهان في الشأن العراقى، واستخدام حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، للنيل من شخصيات سياسية أمور أخرى بعيدة عن مهمته الدبلوماسية.
ومن جانبنا، قدمنا له نصائح للكف عن الأمر، وطلبنا منه تركيز جهوده على تنمية العلاقات المتوقفة، صحيح أن التبادل التجارى موجود وهناك نحو 5 آلاف سعودى يصلون العراق لزيارة العتبات المقدسة، وهناك انتشار للبضائع السعودية.
جل ما نريده أن يكون الجار جزءا من الحل وليس من المشكلة، ورغم كل هذا توجد سفارة سعودية في بغداد يرأسها عبدالعزيز الشمرى بدرجة سفير مفوض، ونحن لدينا سفير في الرياض، ونعول أن تتغير هذه المواقف لتصبح إيجابية بشكل كامل بين البلدين لصالح الشعبين الشقيقين.
متى يعود العراق إلى محيطه العربى بعد سنوات العزلة منذ نهاية عهد صدام؟
العراق منذ اليوم الأول انفتح على محيطه العربى، ودعا أشقاءه إلى التواجد في بغداد وإعادة فتح سفاراتهم، منهم من بادر منذ الأيام الأولى لفتح سفارته مثل مصر، وتحملت في سبيل ذلك الألم الصعب المتمثل في استشهاد سفيرها في بغداد – مقتل السفير المصرى إيهاب الشريف على يد جماعة الزروقاوى التابعة للقاعدة عام 2005، ومع ذلك استمر تواجدها بقوة ولم تتراجع لحظة.
في المقابل، هناك دول أخرى لا تزال حتى اليوم لم تعد فتح سفاراتها، أو فتحتها على مضض وتتردد حتى في التواصل السياسي، في حين أن العراق منفتح على الجميع ويتواصل بطريقة فاعلة، وهى دعوة لبعض الدول الشقيقة لمراجعة حساباتها السياسية مع بغداد.
إيران وتركيا
الحديث عن علاقات العراق الخارجية، يقودنا لسؤال حول حقيقة الدور الإيرانى على أرض العراق.. تعقيبك؟
ما يربط العراق وإيران تاريخ عميق وجغرافيا طويلة وعلاقات اجتماعية ممتدة، وهى ليست وليدة العقد الأخير كما يقول البعض، والعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الدول الأخري، أتعلم أن "صدام حسين" نفسه لم يقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران حتى وقت الحرب.
وهو – أي صدام- منح إيران نصف شط العرب، وأودع طائرات حربية عراقية في إيران وقت اندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991، كما يشهد لإيران وقوفها مع بلادنا في أكثر من محنة، آخرها بيع ما يحتاجه العراق من سلاح وعتاد خلال الساعات الأولى من دخول "داعش".
في حين وقفت معظم دول العالم موقف المتفرج، أما من يتهم العراق بالتبعية لإيران فعليه أن يقدم الدليل على ما يقوله، وأن يأخذ الوقائع الفعلية على الأرض، ولا يعتمد على التصريحات الصحفية التي تطلق بدون مراجعة أو مصداقية.
اتهام العراق بوجود أدوار خارجية في داخله، يدفعنا أيضا للسؤال عن الدور التركى، وهدف أردوغان من العرب؟
في العام الماضى شهدنا تصعيدا تركيا وتوغلا للقوات التركية دون أي سند قانونى أو شرعى، رافقه إصرار كبير على أن يكون لأنقرة دور في تحرير الموصل بغض النظر عن الإرادة العراقية، كما رافق ذلك الكثير من التطاول الكلامى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الحالم بإحياء أمجاد الدولة العثمانية، هو حلم صعب ويكاد يكون مستحيلا كعودة عقارب الساعة.
للإنصاف هو استطاع أن ينهض بتركيا وأصبحت ضمن مجموعة ال20، ومن يزور تركيا يلمس ذلك، أما على صعيد السياسة الخارجية، فنريد منه أن يعيد النظر تجاه الدول العربية، خصوصا أن بيننا وبينهم تاريخا مشتركا واتفاقيات اقتصادية وتجارية، لذلك نحن نعتقد أن أردوغان يستطيع أن يراجع هذه السياسة، وأن يؤمن بالأمر الواقع ويقف على مسافة واحدة من الجميع..
أمريكا وروسيا
كيف ينظر العراق للإدارة الأمريكية الجديدة، وما هي فرص التعاون مع "ترامب" في محاربة داعش؟
الإدارة الأمريكية ترسمها عدة مؤسسات وليس الرئيس فحسب، وقد نشهد بعض التغيرات في العلاقات الأمريكية مع الشرق الأوسط أو في بعض الملفات المهمة كالحرب على الإرهاب أو التكتلات الاقتصادية ولكنها في نهاية المطاف تبقى داخل إطار الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية.
أما العلاقة بين إدارة دونالد ترامب والعراق، فهى مرسومة مسبقا باتفاقية الإطار الإستراتيجى الموقعة بين البلدين، وبموجب هذه الاتفاقية فإن الولايات المتحدة ستقدم للعراق العديد من الدعم والإسناد في المجالات السياسية والعسكرية للقضاء على "داعش" كما وعد ترامب الشعب الأمريكى.
ماذا عن المشروع الروسى في المنطقة وسط جميع هذه القوى؟
روسيا دولة عظمى، ونجحت في ظل قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، في العودة بقوة، وهى لديها مصالح في هذه المنطقة، وتحاول مراعاة مصالحها ولها قاعدة عسكرية الآن في سوريا، وهناك دول عربية صديقة لموسكو، ونحن أيضا نحتفظ بعلاقات ودية وقوية مع الروس وجزء من تسليحنا روسى الصنع ، كما أن دخولها على خط الأزمة في سوريا، أحدث توازنا سياسيا، وربما يفتح أفقا للحل لأزمة استعصت كثيرا على الحل.
فلسطين هل باتت الحلقة المفقودة في الحديث مع الدبلوماسية العراقية، في ظل انشغال بغداد وابتعادها عن أي دور إقليمى؟
القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، ولم يتوقف العراق يوما عن دعم هذه القضية، ولم يتخلف عن تأييد أي مطلب فلسطينى، ونحن دوما مع الإجماع العربى في ذلك.
لكن في المقابل مع الأسف في السنين الأخيرة شهدنا علو صوت المشكلات العربية على صوت الآهات الفلسطينية، وقد يكون هذا هو المقصود من البداية، وللأسف وقع جميع العرب في هذا الفخ.
مبادرة الحكيم
أخيرا، نأتى لخلافات البيت الشيعى في العراق، وهل مبادرة عمار الحكيم مقدمة لاتفاق "طائف عراقى" على غرار ما حدث في لبنان؟
بداية ليس هناك خلافات داخل البيت الشيعى، أو البيت السنى أو الكردي، بل لدينا مجموعة من الخلافات السياسية بين أحزاب لها توجهات مختلفة.
كما أن الصورة في العراق مختلفة عن لبنان، لذا لسنا بحاجة إلى اتفاق طائف، نحن لدينا دستور متفق عليه، يجمع العراقيين على أساس المواطنة والانتماء للعراق الواحد، ويأخذ بخصوصيات كل مكون ويحترمها.
أما مبادرة السيد عمار الحكيم فهى تهدف إلى إعادة الوئام السياسي والمجتمعى بعد ما جرى من أحداث في السنتين الأخيرتين ووقوع ثلث البلاد في قبضة تنظيم "داعش" الإرهابى، وسقوط ضحايا وتدمير مدن، كل ذلك يقتضى الجلوس على مائدة حوار تهدف لمراجعة الأخطاء وتصحيح العلاقات تحت سقف الدستور.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية ل "فيتو"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.