لا يخلو بيت فى الريف المصرى من الماشية سواء كانت بقرا او جاموسا او ماعزا فهى أحد العناصر الاقتصادية الأساسية للأسرة الريفية، خاصة لمتوسطى ومنخفضى الدخل، وتسهم بنسبة كبيرة فى الإنفاق على الأسرة، إلا أن غلاء أسعار العلف بات شبحا يهدد بغلق أبواب الرزق للفلاحين، خاصة وان الرأس الواحد متوسط احتياجه للعلف يوميا نحو 12 كيلو جراما. وحذر صغار المربين الذين يبلغ عددهم الآلاف من خطورة الأزمة التى لحقت بهم بعد ارتفاع أسعار الأعلاف ليصل سعر الطن منها إلى نحو 5500 جنيه مقابل 3300 جنيه للطن الواحد، الأمر الذى انعكس بالسلب على القطاع، وساهم فى خروج العديد من صغار المربين من المنظومة، والاستغناء عن منتجاتهم بأقل الأسعار، لعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم من الغذاء. يقول بسيونى على بسيونى أحد كبار مربى الماشية بمحافظة الشرقية إن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الأخيرة ، بنسبة تصل إلى 45%، ولم يستطع صغار المربين ملاحقة هذا الغلاء . وتابع قائلا: إن المربى يستهلك خلال الشهر الواحد نحو 15 طنا، وذلك يكفى ل90 ماشية فقط، لافتا الى أن «العجل» الواحد يستهلك من 10 الى 12 كيلو من الأعلاف يوميا، هذا بالإضافة الى ارتفاع أسعار الأنواع الأخرى من المنتجات التى تتربى عليها المواشى مثل البرسيم الذى وصل سعره الى 150 جنيها للوحدة التى تكفى لمدة ثلاثة أيام فقط ، الى جانب ارتفاع أسعار القش الى نحو 1600 جنيه للطن الواحد ،علما بأنه لم يكن له سعر من قبل . وأضاف عبد الشافى عبد الودود أحد المربين أن هناك عددا كبيرا من المربين خرج من المنظومة خاصة الصغار منهم رغم أنها تعتبر مصدر دخل رئيسيا لآلاف الأسر البسيطة بالمحافظات والقرى الصغيرة، مشيرا الى ان المربين أصبحوا يبيعون العجول بأرخص الأسعار لعدم قدرتهم على استمرار تربيتها ، حيث وصل سعر العجل الواحد الآن إلى 13 ألف جنيه، مقابل 20 الفا . وأوضح أن الرابح من هذه الازمة هو التاجر الجزار نظرا لأن سعر كيلو اللحم لا يتعدى الآن 85 جنيها بعد تراجع الأسعار إلا أن معظمهم لا يتنازلون عن الاسعار السابقة وهى 130 جنيها للكيلو . وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء كشف قى أحدث تقرير له حول الثروة الحيوانية أن إجمالى أعداد رءوس الماشية والحيوانات الحية (أبقار جاموس أغنام ماعز جمال)، بلغ نحو 184 مليون رأس، مقابل 218 مليون رأس.