* الاستفادة من الخبرات المصرية فى إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى المجتمع الدولي، لوضع آلية فعالة للتعامل مع ظاهرة انتقال المقاتلين الإرهابيين الأجانب من مناطق النزاع وانتشارهم فى باقى دول المنطقة، باعتبارها إحدى توابع ظاهرة الإرهاب، التى باتت تؤرقنا جميعا بعد النجاح فى دحر تنظيم «داعش» الإرهابي. جاءت تصريحات الرئيس خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدي، بقصر الاتحادية أمس، عقب جلسة المباحثات الثنائية التى عقدت بينهما. وأشار الرئيس إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقى تعد مناسبة طيبة للاحتفال بما حققه العراق حتى الآن بسواعد أبنائه من مختلف فئاته وأطيافه من إنجازات فى سبيل تحقيق أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وتحرير المدن العراقية من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد سنوات طويلة واجه العراق خلالها تحديات جسيمة وظروفا بالغة الصعوبة. وشدد الرئيس على ضرورة استكمال الجهود العربية والدولية، لمحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله، مؤكدا أنه لا سبيل للقضاء على هذا الوباء اللعين إلا بالمواجهة الشاملة، بما فى ذلك التصدى بحزم لكل من يدعم الإرهاب والتطرف بالمال أو السلاح، أو بتوفير الملاذ الآمن له، أو حتى التعاطف معه. وأكد الرئيس السيسى أن الزيارة تعد توثيقا لعلاقات البلدين المتميزة، وتأكيدا للرغبة المشتركة فى إرساء دعائم عهد جديد لمسيرة التعاون والتنسيق فيما بينهما، والبناء على ما لديهما من مشتركات ومصالح متبادلة للانطلاق نحو تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، بما يحقق طموحات البلدين والشعبين الشقيقين إلى مزيد من النمو والازدهار والرخاء. وتوجه الرئيس السيسى خلال كلمته بالعزاء للشعب العراقى والحكومة العراقية فى حادث غرق العبارة فى الموصل، مؤكدا تضامن مصر وشعبها مع العراق فى مصابه الأليم. وجدد الرئيس التهنئة لرئيس الوزراء على توليه مهام منصبه، وأعرب عن اعتزازه وتقديره لاختياره مصر لتكون أولى زياراته الخارجية، الأمر الذى يعبرعن المكانة الغالية التى تحتلها مصر لدى العراق، ويعكس بالمثل الاهتمام البالغ الذى توليه مصر لعلاقاتها المتميزة مع العراق، وهو ما ليس بغريب على البلدين، على ضوء العلاقات التاريخية والأخوية التى تربط بينهما منذ قديم الأزل. وأكد الرئيس أن تلك الروابط والعلاقات الوطيدة تستند فى تميزها وخصوصيتها إلى حقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك، بحكم الانتماء الواحد لأمتنا العربية، والمساندة المتبادلة بين البلدين فى أوقات الشدائد. وأضاف الرئيس أنه لمس فى نقاشاته مع رئيس الوزراء العراقي، إرادة سياسية وعزما حقيقيا لاستكمال جهود بناء عراق جديد قوى وواعد، يفتح ذراعيه لأبناء الوطن كافة، ولتحقيق مزيد من الانفتاح تجاه تعزيز العلاقات مع مصر وكل الأشقاء العرب، وتطوير علاقات التعاون والتكامل الاقتصادى فيما بينهم. وأوضح أن تلك الروح الإيجابية انعكست فى اجتماعه مع رئيس الوزراء عبد المهدي، حيث اتفقا على أهمية تنسيق المواقف فيما بيننا حيال الشأن الإقليمى الراهن، ومختلف الأزمات التى تعانيها المنطقة، لاسيما مع قرب انعقاد القمة العربية المقبلة فى تونس نهاية الشهر الحالي. وأضاف أن موضوعات التعاون الاقتصادى احتلت أولوية متقدمة، انطلاقا مما لدى البلدين من قدرات، ورغبة فى الاستفادة من الإمكانات والخبرات المتاحة على الجانبين فى مختلف المجالات، لاسيما الإسهام فى إعادة إعمار المناطق العراقية المحررة، فى ظل وجود العديد من الشركات ورجال الأعمال المصريين الذين سبق لهم العمل بالسوق العراقي، إلى جانب تجربة مصر فى إقامة مشروعات قومية كبرى فى الآونة الأخيرة، وذلك على أسس المنفعة المتبادلة والمتوازنة، وأخذا فى الاعتبار وجود آفاق واسعة، تمكن الدولتين من تحقيق طفرات اقتصادية فى المستقبل بالتعاون مع الأشقاء العرب، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيكون محل نقاش واسع مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى خلال القمة الثلاثية اليوم. فى هذا السياق، قال الرئيس إنه تم الاتفاق على ضرورة تفعيل آليات التعاون الثنائى القائمة بين البلدين بالفعل، وفى مقدمتها البدء الفورى فى التحضير للجنة العليا المشتركة بين البلدين المنتظر عقدها فى بغداد برئاسة رئيسى الوزراء، وتبادل الزيارات الرفيعة المستوى على الجانبين، ومتابعة ما سوف تسفر عنه من توصيات ومشروعات محتملة للتعاون لوضعها موضع التنفيذ. واختتم الرئيس كلمته بتجديد ترحيبه برئيس الوزراء العراقي، معربا عن تطلعه لمواصلة العمل معه، ومع الرئيس برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، من أجل تدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون والتحرك المشترك إزاء مجمل القضايا الإقليمية والدولية، بما يحقق الخير والنفع لمصلحة شعبى البلدين والأمة العربية كافة.