أثارت دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر« حول الاعتراف بما سماها السيادة الإسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان المحتلة، عاصفة من الانتقادات العربية والعالمية، ففى وقت أكدت فيه دمشق أن هذ الدعوة مثال لانحياز واشنطن الأعمى لإسرائيل، أكدت مصر موقفها الثابت باعتبار الجولان السورية أرضا عربية محتلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولى رقم 497، مشددة على ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأممالمتحدة من حيث عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، بينما رفضت موسكووطهران حليفتا دمشق الدعوة الأمريكية، فى حين أكدت المانيا رفضها للخطوات الأحادية، مشددة على أن ضم إسرائيل للجولان باطل. وفى دمشق، قال مصدر فى وزارة الخارجية فى بيان نشرته وكالة الأنباء العربية السورية (سانا) إن تصريحات الرئيس الأمريكى «تؤكد مجددا انحياز الولاياتالمتحدة الأعمي» لإسرائيل لكنها «لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا». وقال المصدر: «الشعب السورى أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطنى السورى بكل الوسائل المتاحة»، مضيفا أن تصريح ترامب «لا مسئول» ويعكس «ازدراء للشرعية الدولية». من جانبه، حذر الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية من المساس بسيادة سوريا على مرتفعات الجولان. وقال فى بيان صادر عن دائرة الإعلام والاتصال، إن الاعتراف بشرعية الاحتلال والاستيلاء على الأراضى بالقوة العسكرية بخصوص الجولان السورية المحتلة يمثل خرقاً للقانون الدولى وتكريساً لشريعة الغاب ويخالف القرارات الأممية. وفى القاهرة، نددت الجامعة العربية بالإعلان الأمريكى،معتبرة أنه «يخرج بشكل كامل عن القانون الدولي» ومؤكدة أن «الجولان أرض سورية محتلة». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن «التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتى تمهد لاعتراف رسمى أمريكى بسيادة إسرائيلية على الجولان السورى المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي»، مؤكداً أنه حتى فى حالة حدوث هذا الاعتراف فهو» لا ينشئ حقوقاً او يرتب التزامات ويعتبر غير ذى حيثية قانونية من أى نوع». وأكد ابو الغيط أن «الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السورى فى أرضه المحتلة .. ولدينا موقف واضح مبنى على قرارات فى هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر اطلاقا بالموقف من الازمة فى سوريا». وفى وقت وصفت فيه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات ترامب ب«غير المسئولة» وأنه التفاف على مجلس الأمن وانتهاك مباشر للقرارات الأممية، قلل ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين من تصريحات الرئيس الأمريكى وقال إنه لا يزال يأمل فى أن تظل دعوة ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان مجرد «دعوة» وألا تتحول لإعلان رسمي. وفى طهران، نقل التليفزيون الرسمى عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله: «هذا الاعتراف غير المشروع وغير المقبول لا يغير حقيقة أنها تنتمى لسوريا». وفى اسطنبول، حذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من أن تصريحات الرئيس الأمريكى بشان الجولان تجر المنطقة إلى أزمة جديدة. وفى نيويورك، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة التى تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي. وكان ترامب قد قال فى تغريدة على تويتر أمس الأول «بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولاياتالمتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التى لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل وللاستقرار الإقليمي!». وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو يسعى جاهدا كى تعترف الولاياتالمتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، وأثار الأمر فى أول اجتماع له مع ترامب فى البيت الأبيض فى فبراير 2017. وأعطته تصريحات ترامب دفعة فى وقت يسعى فيه لإعادة انتخابه. ويأتى إعلان ترامب المفاجئ قبل الكشف المتوقع عن خطة البيت الأبيض للسلام الإسرائيلى الفلسطيني، وقال مسئولون فلسطينيون إنّهم يتوقّعون أن تكون الخطة منحازة لإسرائيل. وقطعت السلطة الفلسطينية اتّصالاتها مع واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما شكل تصريح ترامب دعما قويا لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو الذى يطالب بهذا الاعتراف بشدة ويستغل علاقته المميزة بالرئيس الامريكى فى حملته الانتخابية، مظهرا ما أنجزته كمكاسب شخصية فى وجه خصومه. وعلى صعيد آخر، استمرت الإشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وعناصر تنظيم داعش الإرهابى فى الباغوز شمال شرق دمشق. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطينى محمود عباس لرويترز أمس الجمعة ردا على تصريحات ترامب «هذه الوعود لن تعطى شرعية للاحتلال الإسرائيلى وستبقى الجولان أراضى عربية سورية». وتابع: «قرار ترامب مخالف لقرارات الشرعية الدولية وتحديدا القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولى ذات العلاقة».