كلما اقترب شهر مارس من نهايته يمر بخيالى شريط الذكريات وتجول بخاطرى نسمات الروح مع السيدة العظيمة الكريمة التى أحببتها لعطائها.. إن العطاء دون مقابل هو أسمى وأرفع وأروع وأنبل أنواع العطاء.. فما بالنا والعطاء يستمر العمر كله دون توقف ولا تفكير.. فنحن نقابل الآلاف في حياتنا وتجرى المقارنة دون قصد، ونجد أن الجميع خاسرون لتفوز هذه السيدة العظيمة بالمقام الرفيع والمركز الأول في عطاء بلا حدود.. حملتنا كرهاً ووضعتنا كرهاً وأرضعتنا حبا،ً وعشنا في أحضانها الدافئة أطفالاً وشباباً وأيضاً شيوخاً.. وتمتعنا طيلة عمرنا بقبلات على وجهها ويديها وقدميها ولم يحرمنا من هذه القبلات سوى فراقها عنا.. إذا ذكرت الرحمة.. فلا رحمة بعد الله إلا من نبع حنانها.. وإذا ذكر الفضل فلا فضل بعد الخالق إلا لها.. غرست فينا منذ الطفولة حب الله ورسوله وحب الوطن والتحلى بما بعث به رسول الرحمة.. وكانت مكارم الأخلاق هى القاعدة التى بنيت عليها أسس التربية في هذا البيت الذي أضاءته بشموع الحب والرحمة والعطف والأخلاق على حساب صحتها وراحتها وعمرها.. وإذا ذكرت الشهامة فلا تجد منافسا لها، وإذا ذكر الكرم فهي دائماً في المقدمة.. أما إذا ذكر الحزم والجدية والالتزام فتجدها تخلع ثوب الحنان لتصبح قوة لمن سولت له نفسه البعد عن طريق الله أو انحراف المراهقين.. لقد علمتنا منذ نعومة أظفارنا حب الله دون غلو أو تطرف.. وهي الوحيدة التي إستطاعت ونجحت فى التعامل مع عقولنا بجميع مراحل العمر.. حنان في الطفولة، وجدية في المراهقة ونصح لوجه الله طيلة العمر. إليك يا أمى في عيدك دعاء بالرحمة والمغفرة، فوالله الذي لا إله إلا هو إنه ما من خير أنعم الله به علىّ إلا بفضل دعائك ورضاك.. إليك يا أمي في عيدك أعترف بحنان كبير افتقدته من بعدك.. إليك يا أعظم وأرقى وأحن سيدات نساء العالم.. تحية حب وتقدير ودعاء أن أصل من تحت قدميك إلى الجنة معك إن شاء الله.. ست الحبايب وحشتينا. د. حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني