فى واحدة من التطبيقات البيئية المستدامة الواعدة والهادفة لترويض الصحراء وكسوتها بالغطاء الأخضر بزراعتها بمحاصيل زراعية ذات عوائد اقتصادية هائلة ، وباستهلاكات مائية قليلة جداً، بدأت بمصر فى الآونة الأخيرة زراعة نوع جديد من الفاكهة التى تباع فى المحال الكبرى فقط ويطلقون عليها فاكهة الأغنياء. ويبلغ ثمن الكيلو جرام الواحد منها حوالي 150 جنيها، وهى فاكهة الباشن فروت أو كما تعرف في بعض المناطق باسم ماركيسا، أو ليلكو، أو فاكهة العاطفة وهى من الفواكه الأكثر انتشاراً حول العالم وخاصةً في دول أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل والأرجنتين، ولها لونان هما الارجوانى الغامق، والأصفر، يرجع ارتفاع ثمنها الى قيمتها الغذائية العالية وفوائدها المتعددة لصحة الإنسان، فهل تصلح زراعة هذه الفاكهة فى مصر؟ وما هو العائد الاقتصادى من زراعتها؟، وهل هى صديقة للبيئة أم أنها مضرة للتربة وهل يمكن الاستفادة من مخلفاتها؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة تقول الدكتورة مروة محمد عبدالعال - اخصائى زراعى بمعهد بحوث البساتين التابع لمعهد البحوث الزراعية، إن هذه الثمرة تسمى فاكهة العاطفة لأن بذورها الداخلية على شكل قلب، ولها فوائد عديدة حيث تحتوى على العديد من الفيتامينات التى يحتاجها جسم الإنسان، وعن إمكانية زراعتها فى مصر أكدت الدكتورة مروة أن الأجواء المصرية تسمح بزراعتها بشكل كبير ويفضل زراعتها فى شهر مارس وحتى النصف الأول من شهر أبريل، وهى ثمرة صديقة للبيئة لأنها موفرة فى استهلاك المياه حيث يمكن ريها مرة واحدة فى الاسبوع خلال فصل الشتاء، كما يمكن زراعتها فى الأراضى الصحراوية حيث التربة تكون ملائمة تماماً لنمو هذه الثمرة، ويمكن الاستفادة من مخلفاتها، لأن أوراقها تدخل فى صناعة الحلوى، وإعادة تدويرها كسماد عضوى يعاد به تسميد التربة. وتضيف أن مصر يمكنها أن تستفيد من زراعة هذه الثمرة حيث إن عائدها الاقتصادى عال، كما أن سعرها سيتجه للانخفاض فى حالة انتشار زراعتها، حتى يتسنى للمواطن العادى أن يستفيد من القيمة الغذائية لهذه الثمرة، ولايفضل زراعتها عن طريق الأنسجة أو البذور، وإنما يفضل زراعتها عن طريق العقل حتى نصل لنفس النتيجة والقيمة فى نسبة العصير والسكريات المرجوة فى الثمرة. وتشير الدكتورة نجوى سلمي زايد رئيس قسم الفاكهة السابق بالمركز القومى للبحوث - من خلال كتاب الفاكهة وقاية وعلاج، الذى شاركت فى تأليفه مع الدكتورة سلوى أنور خفاجي بقسم الفاكهة بالمعهد القومى للبحوث الى القيمة الغذائية للباشن فروت مثل الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتينات والكربوهيدرات والأحماض العضوية وغير ذلك، كما يذكر الكتاب الفوائد الطبية والعلاجية والوقائية لتلك الفاكهة وأثر ذلك في صحة الفرد وحيويته ونشاطه حيث إن ثمرة الباشن في داخلها كميةٍ من البذور تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لجسم الإنسان، مثل المواد المضادة للأكسدة والمطهرة، وتعتبر الثمرة غنية بفيتامين ج لذلك يعتبر تناولها مهما خاصة بعد العمليات الجراحية، وتستخدم أيضاً كمهدئ أو مخفض لضغط الدم ومضاد للتقلصات ، كما أن مستخلصات الثمرة الصفراء منها تعمل على قتل الخلايا السرطانية، ومن ضمن فوائدها أيضاً علاج اضطرابات ومشاكل الجهاز الهضمي، لاحتوائها على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف الغذائية القابلة للذوبان، والتي تقلل نسبة الكوليسترول الضار في الأمعاء، وتقي من الإصابة بسرطان القولون والمعدة. وتحتوى الثمرة على كميةٍ كبيرة من الأملاح المعدنية، مثل الحديد والفسفور، والنحاس والكالسيوم والماغنسيوم، حيث تلعب هذه المعادن دوراً كبيراً في زيادة كثافة العظام والوقاية من الإصابة بمرض لين وهشاشة العظام، ومن أهم فوائدها التخلص من مشكلة (الأرق)؛ لاحتوائها على مادة (الهارمان)، التي تعمل على تهدئة وارتخاء الأعصاب والقضاء على المشاعر السلبية كالتوتر، والقلق، والخوف، كما تسهم فى تقوية الجهاز المناعي في الجسم؛ لاحتوائها على المواد المضادة للأكسدة، والتي تحارب الشقوق الحرة وهي المسبب الأول لأمراض السرطان والعدوى الفيروسية والبكتيرية، وتساعد المواد الفينولية والفلافونويدات فيها فى علاج مشاكل الجهاز التنفسي، مثل: الحساسية، والربو، والتهابات الشعب الهوائية، والسعال، والبلغم المتراكم في الصدر، وتعمل على وتهدئة نوبات الصرع . وتشير الدكتورة نجوى إلى أن هذه الثمرة لها قيمة عالية لدى المرأة لأنها تدخل فى تركيب العديد من مستحضرات التجميل، خاصة تلك التى تعالج تأخير ظهور علامات التقدم في السن حيث إنها مدعمة بنسبةٍ كبيرة من مادة الكولاجين، كما أنه من خلال دهان زيت هذه الفاكهة على المكان المصاب، يعمل على تسكين آلام المفاصل والعضلات التي تصيب الإنسان نتيجة الإجهاد أو التقدم في السن أو المرض، وتقوية الشعر وجعله أكثر مرونةً وكثافةً، كما يتم استخدام أوراق الباشن فروت وزهوره فى صناعة الأطعمة والمشروبات المختلفة، مثل: العصائر، والحلويات، والمثلجات، والسلطات.