لطالما كان للحكى تأثيره وقوته خاصة على النساء وفى الكتاب الصادر أخيرا لهذا اخترت أن أحكى تتشارك سيدات وفتيات مصريات حكاياتهن، حيث اعتبرن أن الحكى هو وسيلتهن للمساعدة سواء كانت مساعدة أنفسهن أومساعدة أخريات يسرن على الدرب ذاته رافعات شعار لولا الحكى ما استطعنا العيش. يجمع كتاب «لهذا اخترت أن أحكى» الصادر عن دار الشروق حكايات من موقع نون للتدوين وتقول دينا فرج محررة الموقع فى مقدمة الكتاب إن النساء خلقن عالما يرى فى الحكى ثقافة لا بد أن تنشر وتتسع ويؤمن بها كل من كُتمت قصته تحت طيات الخوف، أو القلق من الأحكام المريرة، كل من حاول النهوض وتعثرَّ عندما فقد السند فكان الحكى طوق نجاة له..ففى كل حكاية من هذا الكتاب، انتصار على الأزمة، وانتصار على الحياة. تحكى حنان الجوهرى عن لغة الأمهات السحرية اللاتى لا يفهمها إلا سواهن كما تصفها لغة بيننا ندركها لحظة حدوث السحر وفرقعة الفراقيع، لا يراها إلا نحن..ضمنيا لا نتوقع الشكر ولا نريده، فنحن نمررها بيننا: الفرحة. وتحكى بسنت إبراهيم عن طقوس بيع البهجة وتبادلها مع الآخرين انطلاقا من إيمانها بأننا عندما نرسل السعادة والبهجة لشخص ما فهى تعود إلينا مضاعفة مرة أخرى فى صورة مختلفة. وتستكشف ريهام سعيد معنى الحب بالنسبة لها وكيف يفهمه الآخرون، وتشارك آيات جودت مشاعرها فى وداع عام واستقبال آخر، وتجربة الفقد لأشخاص مروا بحياتنا تاركين بصمتهم حتى ولو كان مرورا قصيرا. بينما تحكى هديل عبد السلام عن رحلتها من الاختباء إلى الظهور وتجربة الشعور بالوحدة وتفضيل العزلة والانطواء، وكيف سبب لها ذلك أزمة تكيف عندما التحقت بالجامعة لدرجة سقوطها فى بئر الاكتئاب ونوبات البكاء والصداع حتى استجمعت شجاعتها وقررت المواجهة غير عابئة بالمخاطر، مؤكدة:لم يمنعنى السقوط من المحاولة مرة أخري. وترصد نيرة الشريف الأسباب التى دفعتها للحكى قائلة : الآن أعرف أن الحكى يرتقى بنا، يدفع أرواحنا إلى الانتقال من مكان لآخر، وهذا للطرفين، فما الذى يقودنا للارتقاء خير من العطاء؟! فمن اختار أن يحكى يقرر بكامل إرادته أن يُشارك غيره فى جزء منه، فى فكره ومشاعره، وحتى فى الأجزاء التى يراها عندما يقرر أن يحكى عن حياة غيره، فنحن نكتشف أنفسنا دون أن نشعر عندما نقرر أن نحكى عن حياة غيرنا، لأن الأجزاء التى نقرر أن نحكيها عن غيرنا تتحدث عنّا نحن أكثر مما تتحدث عن أصحابها، فقط لأننا لا نرى فى حياتهم إلا ما يشبهنا ويثير شغفنا، فنختار أن نبرزه ونتناقله.