لم يكن أحد يتخيل انه منذ إنشاء مواقع التواصل الاجتماعى أن يتم استخدامها للترويج لعمليات القتل والذبح، ونشرها ببشاعة ليشاهدها العالم بأسره، وكأنها دعاية لعمليات القتل والتصفية المذهبية والإثنية والارهاب الذى يستشرى فى العالم فى الوقت الحالي، وهذا ما أكدته المذبحة التى نفذت فى نيوزيلاندا يوم الجمعة الماضى وراح ضحيتها 50 شهيدا، على الهواء مباشرة. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى الخطر الاول على البشرية ككل، فلا يوجد رقيب او من يحاسب اى شخص على ما يتم نشره فقد استخدمتها من قبل التنظيمات الارهابية، وبالأخص تنظيم داعش عندما كان ينفذ عمليات الذبح ضد المدنيين، ومن بعدها جاء ذلك الشخص لينقل على الهواء تخطيطه الشاذ، وللأسف هناك الملايين يشاهدون هذا الحادث من الاطفال والشباب، لنخلق جيلا جديدا دمويا. التقدم المذهل فى التكنولوجيا جعل هناك تقدما مذهلا ايضا فى الشائعات، ونشر اخبار كاذبة، والترويج لفكر ضال، وكيفية صناعة المتفجرات، وتكفير الآخر وبث روح الكراهية فى المجتمعات، وصلت الى الكراهية حتى فى الرياضة، كل ذلك كان له أثر السحر فى عمليات الإرهاب التى زادت والاحتقان داخل المجتمعات، ونشر النعرات الكاذبة والفتن الطائفية. العالم الآن امام آلة هدفها التدمير الذاتى للمجتمعات، فما عجزت عنه الآلة العسكرية، استطاعت ان تنفذه مواقع التواصل الاجتماعى وتحققه فى سنوات قليلة، وأكثر الدول التى تضررت هى دول الشرق الأوسط، وايضا الدين الاسلامى الذى يتم تشويهه يوما بعد يوم، وللأسف حتى وقتنا هذا لا يتم التعامل مع الآلة التدميرية الجديدة بالشكل الصحيح. معركتنا فى الوعى مهمة جدا حتى نستطيع التعامل مع تلك المواقع بالطريقة المثلي، وحتى نستطيع أن نحافظ على قيمنا ومجتمعاتنا. لمزيد من مقالات جميل عفيفى