بعيدا عن المشكلات التقليدية لبحيرة المنزلة التي تناولتها الصحف مئات المرات والمتعلقة بأعمال التجفيف وتقلص المساحة والتلوث البيئي الناتج عن إلقاء كميات هائلة من مياه الصرف الصناعي والصحي والزراعي بها. بعيدا عن كل هذه المشكلات أصبحت بحيرة المنزلة في الوقت الحالي مرتعا لبؤر كبيرة وأوكار خطيرة لإيواء المارقين والهاربين من السجون والمحكوم عليهم في كثير من الأحكام الجنائية الصادرة ضدهم في مختلف القضايا والخارجين عن القانون الذين يتسلحون بمختلف أنواع الأسلحة النارية الآلية والتي تفوق في حداثتها ماتمتلكه الأجهزة الأمنية من أسلحة, وكذلك مأوي من الصعيد المطلوبين في جرائم ثأر وهو ماكشفت عنه الحملة الأخيرة التي قادتها وزارة الداخلية لتمشيط البحيرة. فقد وصلت الحالة الأمنية ببحيرة المنزلة إلي أدني مستوياتها ولم يعد من المقبول السكوت عنها بأي حال من الأحوال الأمر الذي استلزم شن حملات أمنية مشتركة من الجيش والشرطة بمساعدة أجهزة المخابرات علي غرار حملات نسر التي تشنها الأجهزة الأمنية علي فلول الإرهاب بسيناء لتطهير البحيرة منهم وقد دعت هذه الحالة الخطيرة عددا من صيادي البحيرة أبناء مدينة المطرية إلي تنظيم وقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين بعد أن فاض الكيل مطالبين بضرورة تدخل القيادات السياسية ورئيس مجلس الوزراء لفرض السيطرة الأمنيه علي البحيرة باستخدام أحدث المروحيات للحد من جرائم القتل والخطف شبه اليومية التي تشهدها البحيرة يوميا. فقد راح هؤلاء المجرمون يتمادون في ارتكاب العديد من جرائم القتل والخطف التي انتشرت بالمراكز الشمالية لمحافظة الدقهلية خاصة المنزلة والجمالية والمطرية إلي جانب محافظتي دمياط والشرقية في مقابل فدية من أهالي المختطفين ولم. يكتف كثير من البلطجية الذين اتخذوا من البحيرة مأوي لهم بارتكاب جرائم الخطف فقط وإنما هناك من يتخذ من منطقة تل الذهب قاعدة لارتكاب جرائمهم سواء داخل البحيرة أو علي الطرق القريبة منها والعودة بالضحايا إلي هذه المنطقة تحت حماية الأسلحة النارية. يقول المهندس عبد الرحمن أحمد عبد العزيز الريس خبير التنمية الزراعية ان البحيرة أصبحت تأوي عددا كبيرا من البلطجية الذين ؟ يعترضون صغار الصيادين ويستولون علي لنشاتهم الصغيرة تحت تهديد السلاح, كما يقول صالح النجدي أحد أبناء المطرية, إن البحيرة أصبحت ايضا مأوي للخارجين عن القانون والباحثين عن الثروة من الذين يقومون بأعمال الحفر لعلهم يعثرون علي آثار فرعونية قديمة حيث إن من المعروف أن بحيرة المنزلة تعد احدي المدن الفرعونية القديمة وهو الأمر الذي بات يحتم الضرب بيد من حديد علي هؤلاء المجرمين لتطهير البحيرة منهم عن طريق استخدام طائرات الهليكوبتر, كما وعد بذلك رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل في تصريحاته. يقول فؤاد بركات البيبة المدير بجمارك بورسعيد سابقا ومن الجمالية إن الشهور الأخيرة شهدت العديد من وقائع الخطف التي ارتكبها مجرمو البحيرة في مقابل الحصول علي مبالغ مالية كبيرة منها واقعة خطف السيد البيطار من قرية المحلاوي التابعة لمركز الجمالية واحتجازه بداخلها لمدة15 يوما ولم يفرج عنه المختطفون إلا بعد سداد أهله مبلغ50 ألف جنيه, وقصة وليد عرفة تاجر الأسماك الشهير بدمياط الذي تم اختطافه من رسوة ميناء الجمالية واقتاده الخاطفون إلي داخل البحيرة ولم يتركوه إلا بعد أن سدد أقاربه50 ألف جنيه وقصة محمود بخيت وهو تاجر أسماك من دمياط ايضا والذي أفرجت عنه عصابة المختطفين بعد دفع100 ألف جنيه وقصة رجب محمد السبع صياد الذي قامت عصابة بخطفه في أثناء قيامه بالصيد داخل البحيرة بعد أن قلبت مركب الصيد الخاص به وقام الخاطفون بالاتصال بأهله مطالبين اياهم بدفع فدية قدرها مليون جنيه ثم تم تخفيضها لتصبح100 ألف جنيه بعد مفاوضات بينهم. ويضيف طارق عبد الرازق مدرس من المطرية أنه لاتزال واقعة قتل محمد جمال سلامة ماثلة في الأذهان والذي لقي مصرعه اثر هجوم للبلطجية والعصابات المسلحة علي3 مراكب صيد يمتلكها الصيادون البسطاء حيث قامت مجموعة من البلطجية بالهجوم علي المراكب الثلاث مستخدمين لنشات فائقة السرعة(85 حصانا) صدموا به مركب جمال سلامة وقتلوه ولم يتوقفوا عند ذلك الحد ولكن قاموا بالهجوم علي مركب آخر وشقوه إلي نصفين باستخدام هذه اللنشات وقاموا بتبديل موتورهم بعد تلفه بأحد مراكب الصيادين وتركوا المركب الفارغة الخاصة بموتورهم إثر استخدامها في صدم مراكب ومواتير الصيادين البسطاء وقصة لاعب كرة قدم من بورسعيد الذي تم خطفه واقتياده إلي داخل البحيرة وطلب فدية لاطلاق سراحه ومازالت واقعة خطف الطفل سراج سامح أحمد شوقي(9 سنوات) من مدينة الجمالية وقطع الأهالي الطريق احتجاجا علي ذلك ماثلة للاذهان ايضا عندما قام بلطجية بخطفه واقتياده إلي قرية الشبول وطلبوا فدية200 ألف جنيه من والده الذي يعمل تاجر تكاتك وقطع غيار ولم تتركه العصابة إلا بعد أن قامت الشرطة بتضييق الخناق عليها فاضطرت إلي تركه بميناء النسايمة المطل علي البحيرة حيث عاد إلي أسرته. ويشير محمد المغربي الخطاط بجريدة الأهرام إلي ان واقعة خطف محمد نجيب محمد الشربيني صياد عن طريق بلطجية خلال الأيام الماضية لن تكون الأخيرة مادامت ظلت هذه العصابات ترتع داخل البحيرة وخارجها دون رادع.