طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعداد ورقة بالاحتياجات العاجلة للنهوض بالقارة الإفريقية، وطرحها أمام القمة العربية الإفريقية المقبلة بالرياض، وطالب بأن تكون تلك الورقة مختصرة، محددة الإجراءات بدلا من الخروج بعشرات التوصيات التى قد تكون صعبة فى تنفيذها . واقترح الرئيس خلال مشاركته أمس فى المائدة المستديرة التى نظمها الملتقى الأول للشباب العربى والإفريقى بعنوان «وادى النيل ممر للتكامل العربى والإفريقي» أن تتضمن تلك الورقة بحث إنشاء صندوق عربى إفريقى لتمويل مشروعات البنية التحتية بالقارة الإفريقية، وبدء إجراءات إنشاء السوق العربية - الإفريقية المشتركة، والعمل بمنتهى القوة وفقا لآليات تضمن نجاحها. وقال الرئيس إن القمة المقبلة يجب أن تشهد وضع آلية عربية إفريقية للتنسيق والتأسيس لمكافحة الإرهاب والتحديات التى تواجه الدول، والحفاظ على أمنها واستقرارها. واستعرض الرئيس مسارات التجربة المصرية للارتقاء بالاقتصاد الوطنى من خلال انشاء بنية تحتية ضخمة شملت شبكة للطرق والكهرباء والطاقة وإنشاء المناطق الصناعية الجديدة، وأشار إلى أن هناك صناعات تستطيع عمل قيمة مضافة إذا تكاتفت الدول الإفريقية فيها، مثل الصناعات التى تعتمد على الأخشاب والحديد والنحاس والكثير من الثروات التى تتمتع بها القارة، قال الرئيس إن استغلال تلك الثروات يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة من طرق وكهرباء وطاقة، حتى نتمكن من انتقال وتدفق تلك الثروات بين الدول الإفريقية. وضرب مثلا بوجود دول تتمتع بوجود قطعان كبيرة من الماشية، إلا أنها لا توجد لديها صناعة لحوم أو بنية أساسية لنقل الماشية. وقال الرئيس إنه إذا تكاتفت الدول الإفريقية والعربية فى إنشاء بنية أساسية قوية تربط بعضها البعض فإن شكل القارة سيتغير بالكامل بعد 10 سنوات. وقال الرئيس إن إفريقيا والعالم العربى يجمعهما تاريخ مشترك فى مقاومة الاستعمار، وإن فكرة التقارب بين العالم العربى وإفريقيا ليست حديثة، وأشار إلى أن أول قمة عربية إفريقية انعقدت فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 77 وبعدها توقفت لمدة 33 عاما ثم انعقدت بعد ذلك فى عام 2013، وبعدها فى عام 2016، والقمة المقبلة ستكون فى مدينة الرياض. وأوضح الرئيس فى مداخلته أن تاريخ التقارب العربى الإفريقى يؤكد وجود مصالح مشتركة تجمعنا، وموارد بشرية وطبيعية ضخمة، تتيح فرصا غير محدودة للتعاون. وشدد الرئيس على ان هناك الكثير من التحديات التى تجمع دول المنطقة والقارة وعلى رأسها الإرهاب، مشيرا إلى أن معظم العناصر المنخرطة فى أعمال ارهابية موجودة فى إفريقيا، وأن ذلك التحدى أضحى تهديدا لاستقرار الدولة الوطنية، وقال إن الفساد وعدم استغلال الثروات الطبيعية يمثلان أيضا أكبر التحديات التى تهدد القارة، وكذلك الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعى تمثل تحديات كبيرة على المنطقة العربية والقارة الإفريقية. وشدد الرئيس على أن الاستقرار يجب أن يكون هدفا عربيا وقاريا، وأشار الى أن الحكام والقيادات يجب عليهم كشف الحقائق أمام شعوبهم لمواجهة تلك المخاطر وألا نترك عقولهم للآخرين. وقال الرئيس إن الاستثمار والأمن فرصة يجب أن نستغلها ونحافظ عليها، مشيرا إلى أن الاستقرار استثمار فى حد ذاته، وإذا كنا نتحدث عن التعاون بين القارة الافريقية والمنطقة العربية فإننا يجب أن نتعاون من أجل التغلب على تلك التحديات. واستعرض الرئيس تجربة مصر فى تمكين الشباب والمرأة مؤكدا أن الإرادة السياسية والقناعة بهذا الملف كانا شرطا ضروريا للتحرك الايجابى فيه وتحويله إلى إجراءات، مع الوضع فى الاعتبار الظروف والمناخ مثل العادات الاجتماعية والتعليم والثقافة، وقال الرئيس إن دفع الشباب الجاهز للإدارة هو السبيل الوحيدة التى تؤدى الى نجاح تلك التجربة، وبالتالى تم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، مشيرا الى أن الأكاديمية تشكل معبرا للوصول الى المناصب العليا فى الدولة، وشدد على أهمية الحفاظ على آلياتها. وطالب الرئيس فى مداخلته بإنشاء حزمة من البرامج المختلفة للتواصل بين العالمين العربى والإفريقى تسهم فى تجاوز أى عقبات أو خلافات، مؤكدا أنه يجب أن يتم التوقف عن استخدام مصطلحات مثل الشمال العربى والجنوب الإفريقى وغيرها من المصطلحات التى تعمل على الانقسام. وقال الرئيس إن حجم المنح التعليمية والطبية وغيرها التى تقدم للدول الإفريقية فى إطار علاقات اخوة والمحبة والتقدير، فى حاجة للزيادة بما يليق بالعلاقات مع الأشقاء فى العالم العربى وإفريقيا. وقال الرئيس إن استصلاح الاراضى يتطلب تكلفة مالية ضخمة مشيرا إلى أن المشكلة التى نواجهها تتمثل فى التمويل وفى الاستقرار السياسى فى دول المنطقة والقارة، مؤكدا أن المخاطر الموجودة فى بعض الدول ترفع فوائد التمويل التى تشترطها المؤسسات العالمية، وتؤدى إلى هروب المستثمرين. وقال إنه مستعد دائما للتعاون مع السودان ومع كل الدول افريقية التى تربطها مصالح مشتركة، ودعا الأشقاء فى الخليج لتمويل تلك المشروعات، خاصة فى ظل ما تتمتع به من استقرار سياسى وأمني.