منذ أيام تلقيتُ رسالة من والد أحد التلاميذ بتعرض نجله للضرب على يد مدرس، لدرجة أن الضرب خلف آثاراً على جسده النحيل بشكل مبالغ فيه، وهو الأمر الذى يفتح باب التساؤل: هل أصبح الضرب فى المدارس ظاهرة عامة وآفة لا يمكن السيطرة عليها؟!. وكيف نُطالب أبناءنا باحترام المُعلم – إذا كان بعضهم وبكل أسف فاقد لأبسط معانى الرحمة والإنسانية ولا يُدرك كيفية التعامل مع أطفال أبرياء لا يزالون يتفتحون للحياة وفى عمر الزهور؟!. وباللجوء للخبيرة التربوية الدكتورة ماجدة مدكور، لاستطلاع رأيها فى الواقعة، آثرت وأنا معها، توجيه نداء لوزير التربية والتعليم الذى نلمس فيه جميعا تطلعه لتغيير مستقبل التعليم فى مصر: سعادة الدكتور طارق شوقى نحن كآباء وأمهات نقدر الجهود التى تبذلونها من أجل النهضة بالتعليم فى مصر، ولكننا فى نفس الوقت نتساءل متى يبدأ التأهيل النفسى للُمعلم؟، لاسيما ان الجهود المبذولة للتطوير المهنى والتكنولوجى للمُعلمين والإداريين بمفردها لن تُحقق بناء الإنسان وتحديداً المُعلم، الذى سينهض بالتعليم، وتُشير الأبحاث العلمية إلى أن التأهيل النفسى يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع التأهيل المهنى، إن لم يسبقه. فالمدرسة بالمعنى الحرفى يجب أن توفر للطفل الطمأنينة والأمان وتحافظ على كرامته، ولا يخفى عليك أن فرض السلطة على الأطفال بالعنف لن يحقق إلا أطفالًا غير متواصلين مع باقى البشر وهذا بدوره ينشر الأمراض النفسية فى المجتمع، إننى لا أستعرض هنا حالة طفل، ولكنه سلوك يجب أن نتوقف لعلاجه. حقيقةً لا أجد كلمات كى أعتذر لهؤلاء الأطفال عن السقطات السلوكية التى يتحملونها نتيجة لوجودهم فى بعض المدارس، فلماذا اختفت من مدارسنا لوحات "كاد المعلم أن يكون رسولا" لعلها تُذكر كل مدرس ومدرسة قبل أن يضرب الطفل أو يوبخه أنها نتاج تأهيل نفسى وليست مجرد شعار. كما أتمنى من وزير التعليم القيام بجولة فى المدارس للبدء فى إعداد برنامج للتأهيل النفسى للمعلم، لكى يكون خطوة للإعداد لبرنامج شهادة تؤهل المعلم للتدريس بناءً على عدد ساعات التأهيل المهنى والنفسى معًا، وأن يكون التأهيل بصفة دورية، تجدد بناء عليه الشهادة التى تؤهله أن يكون مُعلما حقًا، كما أن التأهيل النفسى سيُسهم بصورة سريعة فى تحقيق حلم تطوير التعليم وبناء أجيال صحية نفسياً وبدنياً. [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف