ظهرت فى الآونة الأخيرة العديد من المشاركات الفعلية لمنظمات المجتمع المدنى من أجل النهوض بالحالة الصحية والمجتمعية لأبناء الوطن، ومع تعدد أنواع الأمراض وانتشارها، خصوصا فى القرى والنجوع من صعيد مصر، نتيجة للنقص الملحوظ فى الخدمات الصحية؛ تتضح أهمية تكثيف الجهود وتوجيهها صوب تلك الأماكن التى باتت فى حاجة مُلحة لمد يد العون لها بكل تفانٍ وإخلاص. ومن هنا تبدو التجربة الناجحة لنشاط مؤسسة "صناع الخير" وتفوقها فى تقديم العديد من الخدمات فى المجالات الصحية، ومنها الإعلان عن تدشين أكبر مستشفى للعيون لخدمة غير القادرين، على غرار تجربة مستشفى 57357 بمشاركة وزارة الإسكان وتخصيص 10 أفدنة لذلك، بالإضافة إلى مواصلة مساعى المؤسسة لمبادرات مثل مبادرة "عينك فى عنينا" التى تتشارك فيها مع إحدى شركات الصناعات الدوائية، من أجل مكافحة أمراض العيون فى مصر، عبر تخصيص قوافل طبية تجوب المحافظات لتقديم الكشف والعلاج بالمجان، ومؤخرا المبادرة الرائدة للكشف عن نقص فيتامين "د" عند طلبة المدارس والتعريف بشكل مبسط بخطورة نقصه والتوعية بأهميته فى بناء الجسم واحتياج الطفل لكميات كافية منه، تجنباً لإصابته بالعدوى وتعزيزاً لمناعة الجسم ضد الأمراض. ولعل قيام الجمعيات الأهلية بدور تنموى حقيقى على أرض الواقع، لمؤازرة الدولة فى إعادة بناء مجتمع صلب متماسك قوامه المشاركة والتضامن، يدق ناقوس الخطر لكل المؤسسات والهيئات، لكى تقوم بالدور المنوط بها بلا تكلف أو تأخير، ويزيدنا يقينا بأن مجتمعنا يحتاج للإكثار من تلك النماذج التى تحاكى هذا النموذج لمؤسسة أهلية استطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق إنجازات كبيرة ومتميزة. [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف;