شهر رجب، أحد الأشهر الحرم التى خصها الله تعالى بالذكر، تشريفا وتعظيما لها عن سواها من أشهر العام، لذا نهى عن الظلم والقتال فيها، حتى إن الرجل فى الجاهلية كان يجد قاتل أبيه فى هذه الأشهر ولا يتعرض له. ويشير الدكتور عبد الرحمن عباس سلمان الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بأسيوط، إلى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تحدث عن الأشهر الحرم فى قوله: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض, السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم, ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان»، موضحا أن لمكانة هذه الأشهر حرم الله فيها القتال، والتحريم هنا يشمل عدم العدوان على النفس والأموال والأعراض والممتلكات سواء العامة أو الخاصة، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل من الزمان أشهرا حرما, كما أمن المكان، إذ جعل البيت مثابة للناس وأمنا, وأمن فيه الإنسان والطير وكل شىء, حتى يتعود الناس على نعمة الأمان, وما أجمل أن يستفيد الناس فى أوطاننا من هذه الحكمة العليا, وخصوصا فى هذا التوقيت العصيب الذى تمر به بلادنا, موضحا أن شهر رجب من الأشهر الحرم التى ذكرها القرآن الكريم، فى قوله تعالى «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم..»، وظلم النفس يكون بالعدوان على الآخرين والابتعاد عن الطاعات والوقوع فى المعاصي، فكما أن ثواب الطاعات مضاعف فى رجب وغيره من الأشهر الحرم، فكذلك تضاعف فيها السيئات على الذنوب والمعاصى، وهذا يفهم من قوله تعالى «..فلا تظلموا فيهن أنفسكم..». الاستعداد لرمضان وناشد د. عبدالرحمن عباس، المسلمين استثمار هذا الشهر وما به من خصوصية فى الإكثار من الطاعات والقربات وتجنب المعاصى والذنوب، بالإضافة إلى التوبة النصوح، ورد الحقوق والمظالم إلى أهلها.. وذلك استعدادا لشهر رمضان، فمن استعد من الآن تيسرت له الطاعة وكان على رمضان أكثر إقبالا وعزيمة وأعظم طاعة، ولا يصيبه فتور ولا ملل كما يصاب بعض الصائمين لاسيما بعد منتصف رمضان. ومن استعد لرمضان من رجب وأدى حق الله فى هذا الشهر وما بعده، واستثمر شهر الصيام كما ينبغى أصابه من الخير والطاعة ما يعينه على الصلاح والهدى طوال العام. وأوضح د.عبد الرحمن عباس أنه ليس فى شهر رجب صلوات مخصوصة أو صيام مخصوص أو أدعية معينة على النحو المنتشر بين بعض الناس، مشيرا إلى أن المسنون من الصيام فى شهر رجب هو المسنون فى غيره من الشهور كصيام يومى الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، كما ورد ذلك فى الأحاديث الصحيحة المشهورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.