اجتمعت المعارضة الجزائرية أمس لتشكيل موقف واضح وموحد من القرارات الأخيرة، التى اتخذها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بينما لا تزال حركة الاحتجاج تتواصل فى المدن والولاياتالجزائرية. وقد انطلقت المظاهرات فى عدة مدن جزائرية رفضا للقرارات التى أصدرها بوتفليقة. ولا يزال قطاع النقل فى مدينة بجاية مضربا عن العمل أمس لليوم الرابع على التوالي، كما بدأ المعلمون وعمال التربية إضرابا دعما للحراك الشعبى بدعوة من 6 نقابات مستقلة. ومن جهة أخري، شددت الولاياتالمتحدة على حق الجزائريين بأن تكون لهم انتخابات حرة ونزيهة، وأكدت دعمها عملية سياسية تحترم تطلعات الجزائريين. أما ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية فقد اعتبرت الأحداث التى تمر بها الجزائر شأنا داخليا لدولة صديقة لموسكو. وأعربت زاخاروفا عن أملها فى استمرار حل المشكلات التى تواجهها الجزائر بشكل بناء ومسئول عن طريق الحوار الوطنى الشامل. ومن جانبه، قال عبد الرزاق مقرى رئيس الحزب الإسلامى الأكبر فى الجزائر»حركة مجتمع السلم» إن «الإجراءات التى أعلنها بوتفليقة لا ترقى إلى طموحات الشعب الجزائرى الذى خرج بالملايين فى مختلف الولايات يطالب بتغيير فعلي». وأكد مقرى أن «إجراءات التأجيل التى أعلن عنها لا تتوافق مع مبادرة حركة مجتمع السلم التى عرضتها على الرئاسة والمعارضة بكل شفافية ووضوح، وهى إفراغ لمحتواها واستعمال لصدقيتها ومصداقيتها لا يمكن قبوله بأى حال من الأحوال». واعتبر مقرى قرارات بوتفليقة تفتقد إلى الإطار القانونى والدستورى الذى حرصت عليه الحركة منذ اللحظة الأولى فى حواراتها مع رئاسة الجمهورية والأحزاب والشخصيات حيث إن الحركة دعت فى حالة تحقق التوافق الوطنى ، باعتباره عقدا اجتماعيا جديدا ، إلى تعديل دستورى جزئى متوافق عليه يبيح التأجيل. ومن جهتها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية «إن الشعب الجزائرى انزعج من أنه لم يتم تحديد موعد جديد للانتخابات. وقال آخرون إنهم يشعرون بالإحباط لأن الحرس القديم سيتخذ القرارات بشأن المشهد السياسى فى المستقبل». أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فكتبت أن الفرحة الاولى التى أثارها قرار الرئيس الجزائرى بالتخلى عن ترشحه لعهدة خامسة، سرعان ما أفسحت المجال لشك وغضب المعارضين الذين وصفوا الخطوة بأنها «مناورة» لإنقاذ حكومته المضطربة. أما موقع «بى بى سي» البريطانى فعادت إلى قضية الأخضر الابراهيمى وقالت إنه «المخضرم الذى يحمل عبء توجيه سفينة الجزائر». وكتبت: «كان الابراهيمى ممثلا لجبهة التحرير الوطنى الجزائرية خلال حرب الاستقلال قد تكون المهمة التى يحمل أعباءها حالياً الدبلوماسى الجزائرى المخضرم، آخر مهام يتولاها وخاتمة مسيرة طويلة من العمل السياسى والدبلوماسي». وأرجعت صحيفة «لوموند» الفرنسية الارتباك الحالى للنظام الجزائرى إلى سوء تقديره لحجم الهبة الشعبية الأخيرة، وتأخر التنازلات التى قدمها وفشلها فى احتواء الموقف، مشيرة إلى أنه يدفع ثمن عدم السماح ببروز شخصيات جديدة تجدد واجهته. وأوضحت الصحيفة أن الجزائريين كسروا حاجز الخوف، وأن الشباب الجزائرى المتحرر من الذاكرة الثقيلة لشبح العقد الأسود وما خلفه من عشرات آلاف القتلي، أعاد للجزائريين صوتهم.