* بورتو ينزع أنياب الذئاب فى ملحمة تاريخية على مدى ساعتين عندما دارت عجلة قرعة مباريات دور ال 16 لدورى ابطال أوروبا لكرة القدم، وضع الخبراء والمحللون تصوراتهم على أساس ان الكفة تميل بلغة المنطق ناحية فرق بعينها بحكم التاريخ والإمكانيات والقدرات، وتناسى الجميع للحظة لغة المفاجآت أو «الريمونتادا» التى اشتعل جنونها فى مباريات الإياب وخلطت الاوراق رأسا على عقب ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات متتالية، وأطاحت بأسماء كبيرة خارج السباق تاركة وراءها دموع الالم والحسرة على الحلم الذى ضاع. البداية كانت يوم الثلاثاء الماضى عندم وضع أياكس امستردام الهولندى المسمار الاخير فى نعش الموسم الحالى لفريق ريال مدريد الاسبانى على ملعبه ووسط جماهيره بالفوز عليه برباعية مقابل هدف، ثم تصاعدت النبرة ووصلت الى أعلى معدلات الجنون فى لقاء باريس سان جيرمان الفرنسى ومانشستر يونايتد الإنجليزي، فمع ان الاول حقق الفوز خارج ملعبه بهدفين وبات من المفترض انه سيكون فى نزهة فى استاد الامراء، الا ان الاسد الانجليزى العجوز استلهم روح البطولة وحقق الثلاثية ليحجز مقعده فى دور الثمانية، ثم كانت الضربة الثالثة من نصيب روما الإيطالى الذى سقط بالخسارة فى مجموع المباراتين امام بورتو البرتغالى بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. لم يكن احد يتصور ان تسير الامور فى مباراة سان جيرمان والمان يونايتد بهذا السيناريو الغريب والعجيب، فبعد مرور دقيقتين فقط على انطلاق اللقاء، تمكن «روميلو لوكاكو»، من إحراز الهدف الأول للشياطين الحمر، ثم أدرك المدافع الإسبانى «خوان بيرنات» فى الدقيقة 12 هدف التعادل للنادى الباريسي، ليعود بعدها البلجيكى «لوكاكو» من جديد ويضيف ثانى أهداف اليونايتد فى الدقيقة 30. وفى الشوط الثانى سجل «ماركوس راشفورد» هدف الفوز ل»اليونايتد» فى الدقيقة 94 من زمن اللقاء، من ركلة جزاء، وتصبح النتيجة (3-1)، الأمر الذى منح النادى الإنجليزى بطاقة التأهل لدور ال8 من البطولة الأوروبية. وقد جاءت تعليقات وسائل الإعلام الانجليزية لتعبر عن حجم الانجاز الضخم لنجوم المان يونايتد ، فقد علقت صحيفة (ديلى ميل) على الريمونتادا بالعنوان التالى «روح عام 1999، سير أليكس فيرجسون وأولى جونار سولسكاير يقودان نجوم اليونايتد للعودة المظفرة لإنجلترا بعد الفوز على باريس سان جيرمان»، وأضافت فى عنوان آخر «معجزة فى باريس، اليونايتد يحقق عودة رائعة ويتأهل على حساب باريس سان جيرمان بركلة جزاء احتسبتها تقنية «فار» فى الوقت بدلا من الضائع». وكتبت صحيفة (صن) فى تعليقها «ركلة جزاء لتقنية «فار» تؤمن انتصار مانشستر يونايتد الصادم لباريس سان جيرمان فى دورى الأبطال».. وأشارت إلى تأهل بورتو البرتغالى على حساب روما الإيطالى بعد الفوز (3-1) ليعوض هزيمته فى مباراة الذهاب (2-1). وتساءلت صحيفة (ميرور) فى عنوانها الرئيسى «هل حصل سولسكاير على منصب المدير الفنى الدائم لمانشسستر يونايتد بعد تخطى باريس سان جيرمان».. مشيرة إلى أن أنصار مانشستر يؤكدون ضرورة تعيين النجم النرويجى السابق مديرا فنيا دائما للفريق. وخرجت صحيفة (ديلى تليجراف) بالعنوان التالى «مانشستر يونايتد يحقق عودة رائعة ويتخطى باريس سان جيرمان بركلة جزاء فى الوقت القاتل احتسبتها تقنية الفيديو».. وأضافت «لوكاكو يجبر منتقديه على الصمت بعد أدائه الرائع وتسجيله هدفين فى اللقاء. وأخيرا كتبت صحيفة (مترو) «مانشستر يونايتد يصنع التاريخ بفوزه على باريس سان جيرمان فى عقر داره، ويتأهل لدور الثمانية لدورى الأبطال الأوروبي». فى حين سيطرت مشاعر الصدمة على صحف فرنسا، فقد كتبت صحيفة (ليكيب) فى عنوانها الرئيسى «سقوط جديد لباريس سان جيرمان»، وقالت صحيفة (20 دقيقة) «باريس يخسر بيده».. اما صحيفة (لو باريزيان) فعبرت عن الهزيمة القاسية لنادى العاصمة الفرنسية بالعنوان التالي»إهانة مروعة لبى إس جي». واكتفت صحيفة (لو فيجارو) بعبارة «بى إس جى يظلم، ويختفى من دورى أبطال أوروبا».. وكتبت مجلة (فرانس فوتبول) عبر موقعها الإلكترونى «باريس يسقط.. إذلال باريس.. إقصاء باريس»، بينما وصفت صحيفة (بروفانس) خسارة العملاق الباريسى ب»ريمونتادا.. الجزء الثاني» بعد سقوطه بسيناريو مماثل أمام برشلونة فى 2017. ومنحت «الريمونتادا» بورتو تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائى لدورى أبطال أوروبا بالفوز على ضيفه «روما» وصحح خسارته فى الذهاب بنتيجة (2-1) للذئاب على ملعب «الأوليمبيكو». ولم تتوقف توابع الخروج المؤلم للذئاب عند هذا الحد بل بات المدير الفنى للفريق إيزيبيو دى فرانشيسكو معرضا لعقوبة الغرامة من جانب الاتحاد الاوروبى لكرة القدم، بعد ان رفض الحديث لوسائل الإعلام بعد اللقاء، وذلك فى الوقت الذى اصبح مستقبله مع النادى على المحك ومن المقرر ان تحدده الإدارة خلال الساعات المقبلة.