حجزت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى مقعدها فى التاريخ لجمعها بين جمال الأنثى ودهائها، مصحوبين بطموح سياسى جامح واستعداد مبكر ل «التنازلات الأخلاقية» .. وكتبت ليفنى سيرتها الذاتية التى صعدت بها إلى سلم القيادات فى تل أبيب بأول فصل مثير عن رحلتها فى عالم المخابرات وظهورها كأبرز عميلة ل «الموساد» الإسرائيلى، ولادليل على هذه الحقيقة أبلغ من اعترافاتها فى حوار مع صحيفة «تايمز» البريطانية بأنها لا تمانع فى ممارسة القتل أو الجنس إذا كان ذلك مفيدا لإسرائيل!. ولمع اسم ليفنى ضمن «وحدة النخبة» داخل الموساد، بعد أن أنهت خدمتها العسكرية فى الجيش الإسرائيلى برتبة ملازم أول، وبعدها انخرطت فى أجواء المخابرات بكل مغامراته وملفاته وعملت لصالحه فى أوروبا، وصولا إلى مشاركتها بين عامى 1980 و 1984 فى أنشطة ملاحقة قادة منظمة التحرير الفلسطينية فى مختلف أرجاء القارة الأوروبية . واستغلت مكرها فى التسلل إلى بيوت شخصيات سياسية تحت غطاء خادمة أو مديرة منزل. وانطلاقا من تفوقها فى تطبيق فلسفة «مصيدة العسل» لانتزاع المعلومات، صدرت «فتوى» من حاخام شهير يدعى آرى شفات، أباح فيها للإسرائيليات ممارسة الجنس مع الأعداء مقابل الحصول على معلومات هامة. وكانت عمليات ليفنى كفيلة بتعزيز الثقة فى قدراتها والرهان على ولائها المطلق لتبدأ مرحلة جديدة نحو دنيا القيادة والمناصب، ومن هنا قارن المراقبون بينها وبين المرأة الحديدية جولدا مائير التى تولت حقيبة الخارجية الإسرائيلية فى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، قبل أن تتسلم رئاسة الحكومة فى السبعينيات، ولم تُخفِ ليفنى حلم رئاسة الحكومة الذى طالما راودها، وانطلقت حملتها منذ عام 2007 لتنحية رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، عقب تقرير لجنة «فينوجراد» الذى انتقد أسلوب إدارته لحرب «أمطار الصيف» فى لبنان عام 2006، واستعانت ليفنى بمستشارين لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون، بينهم «أيال أراد» الذى أدار حملتها الانتخابية، وقدمها باعتبارها الوريث الشرعى لرئاسة حزب «كاديما» وأحد مؤسسيه ممن صاغوا توجهاته العامة. وبسرعة الصاروخ صعدت ليفنى فى الحياة السياسية منذ انتخابها فى عام 1999 نائبة فى الكنيست عن حزب الليكود وشاركت فى لجنة الدستور وتعزيز دور المرأة فى البرلمان، ومن أبرز مواقفها تفضيل إقامة دولة فلسطينية حتى لو تضمن ذلك التنازل الكامل عن الضفة الغربية، غير أنها لاتتحلى بنفس المرونة حول الجولان السورى المحتل. وفى الوقت الذى بدت فيه ليفنى أشهر المعارضين لرئيس الوزراء اليمينى بنيامين نيتانياهو بكل أجندته المتطرفة، باغتت «حسناء الموساد» الجميع بقرار اعتزالها السياسة بعد تراجع شعبيتها، بدعوى عدم إهدار أصوات معسكر الوسط – يسار. وهكذا آثرت زعيمة «مصيدة العسل» إنهاء مشروعها لبلوغ رئاسة الحكومة بعد تراجع أسهمها، وإيمانها بأن الديمقراطية الإسرائيلية قد اهتزعرشها فى تل أبيب، و»أصبح السلام كلمة قذرة» فى عهد نيتانياهو.