يبيت ليله على قارعة طريق في خيمة بدوي اعتاد إكرام ضيوفه، أو في مقهى قرب ساحل، وإن أعيته السبل ركن إلى مسجد يتخفف فيه من حمل ظهره حتى إذا طلع النهار وتسلل النور إلى جسده المتعب، فيعيد إليه قوته ويقظته ينهض مكملا المسير. إنه الرحالة المصري «عمر الجلا»، والذي قرر السفر من مدينة أبو سمبل إلى الإسكندرية جريا على قدميه بدءا من 15 مارس الجاري، ولمدة 45 يوما، في بث حي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. «الجلا» يقول: منذ 5 أشهر مضت كنت قد قطعت 6500 كم في 65 يوما بالدراجة، حيث عبرت مصر بامتداد الصحراء الغربية من الشمال إلى الجنوب، والآن أريد أن أعبر طريق النيل جريا على القدمين من أبو سمبل إلى الإسكندرية بمسافة 1500 كم. ويحكي: فى المرة الأولى حين قطعتها عبر الدراجة، سرت في درب الأربعين، وفي طريق مطروح سيوة، وهي طرق يعتبرها معظم الناس طرقا غير آمنة، حتى أننى فى كل مسافة قطعتها كنت أمر على أناس أحل ضيفا عليهم ، وحين أشرع في الذهاب إلى نقطة أخري يوصونني بأن أحذر المنطقة القادمة لأنها «مقطوعة»، لكني ما إن أصل إليها حتى أجد فيها أناسا آخرين. وبهذه الجملة طفت بأرجاء مصر كافة. وأحيانا لم يكن لدي ما أكله، حيث كنت أقدر لليوم 50 جنيها فقط فلا تكفينى ،فكان الناس هم من يكرمونني. عمر تخرج فى كلية التجارة، وعمل في التجارة مع أهله، ويقول: «حين قررت المغامرة، اكتشفت آفاقا جديدة في نفسي وفي العالم، وساعدتني ساعات التأمل والوحدة على الشعور بالاسترخاء النفسي والحصول على أفكار كثيرة جيدة».