بقدر ما آلمنى وأثار حزنى وشجونى حادث محطة سكة حديد رمسيس, وتلك الفاجعة للضحايا ودراما وقوع هذه المأساة وسقوط القتلى والمصابين جراء يد الإهمال والرعونة والخفة لسائقين لم يباليا بحياة الناس لتقع الكارثة. لكن ما أغضبنى وأزعجنى بنفس القدر وقوع نفر من المصريين فريسة لحملة مسمومة ومأجورة خطط ودبر لها جماعات وكتائب من شياطين الإرهاب محسوبين وتابعين ومدفوعين, وأنصار جماعة الاخوان الإرهابية فى الخارج بدعم غير مباشر من بعض الأفراد السلبيين والشامتين فى الداخل الذين فقدوا عقولهم وبوصلة توجههم الوطنى ليشاركوا هؤلاء فى نشر ونثر أكاذيب الإحباطات, وإدخال اليأس والخنوع بين فريق من المصريين ما كان له أن يعترف أو يتفاعل أو يتعاطى مع مثل تلك الحملات المخطط لها والآتية من الخارج لزيادة منسوب الإحباط والمرارة, والقفز فوق حقائق النجاح التى يسطرها هذا الوطن حاليا ومنذ أربع سنوات. حيث صراحة القول لا تغفر لهذا النفر فى الداخل الذين تفاعلوا ولجأوا إلى فعل هذه الجريمة بحق الوطن, فكان بعضهم لا يقل جريمة أو فعلا عن هؤلاء الخبثاء والمأجورين فى الخارج المجندين لكتائب الإخوان فى عواصم الشر والذين سعوا بنكاية وأحقاد وكيدية للنيل من مصرنا وشعبنا، ولجأوا لمدة يومين للرقص فوق جثث الضحايا فى هذا الحادث، وأحسب أنهم فئة قليلة فى الداخل لا تعد على أصابع اليد ولكن فاتهم إعمال العقل والاصطفاف مع الأغلبية الكاسحة من المصريين الذين غمرهم الحزن والأسى وخافوا من الفاجعة على الوطن وأمنه واستقراره، وإن كانت لديهم الثقة الكاملة طيلة الوقت أن هذا البلد مصر أصبح محصنا ولديه ممانعة كبيرة لرفض مثل تلك الدعايات السوداء والتبصر والإدراك الكامل بحقيقة وأهداف هؤلاء المنفلتين فى الخارج أعضاء فرق الجماعة الإرهابية فتولدت لدينا منذ اللحظة الأولى الثقة فى قيادة هذا الوطن، وكذلك فى القوات المسلحة والشرطة والقضاء النزيه الذى نجح خلال ساعات معدودة فى فك ألغاز تلك الحادثة بمحطة مصر وإعلام الرأى العام فى مصر خلال وقت قصير فى عصر نفس اليوم بحقيقة الحادث وفصول ودراما وقوعه فى الحال إن الفرصة سانحة الآن أمامنا جميعا كمصريين شعبا ودولة وحكومة لإجراء مراجعات نقدية وعملية تقويم لاستخلاص الدروس ووضع مصدات الوقاية لمنع تكرار مثل هذا الحادث، وإن كنت أرى أن درء ومنع وقوع مثل هذه الحوادث نهائياً سيحتاج لبعض الوقت وسنوات قادمة حتى تنتهى خطة الإصلاح الكبرى التى تخضع حاليا للدراسة والإشراف من قبل الرئيس السيسى قبل إعلانها بشكل كامل، حيث حسب المعطيات المتوافرة ستكون خطة إصلاح جذرى شاملة لم تشهدها مصر فى مجال السكك الحديدية ،وستعالج من الجذور كل الأزمات الخاصة بهذا المرفق الحيوى. ولا يفوتنى هنا إلا أن أطالب الجميع شعبا ومواطنين فى المقام الأول بضرورة التخلى عن تلك السلبية والقفز فوق الأحزان والهواجس فى أى ملمات وتشكيل سياج وطنى للدولة والرئيس فى المرحلة المقبلة باعتبار أن إصلاحات المرحلة المقبلة تحتاج إلى رجال أشداء يتمتعون بمقومات ومؤهلات الوطنية الحقة وتوفير دعائم المساندة والدعم بالعمل والإنجاز وليس بالشعارات أو مجاراة أراجيف وأكاذيب مرضى القلوب والعقول من جماعات تثبيط الهمم، ونثر اليأس والإحباط، فالأمم لا تبنى ولا يعلو البناء والتقدم فيها بشائعات وخرافات السوشيال ميديا وصورها المختلفة التى تبثها وتلقى بها تلك الجماعة الإرهابية مع كل ملمة تقع فى مصر، مع المطالبة بضرورة تدخل الدولة أكثر وأكثر عبر حزمة القوانين المعمول بها حاليا أو التدخل من قبل مجلس النواب لتشريعات لو أحتاج الأمر فى المرحلة المقبلة لاعتماد التدابير الكاملة واللازمة أكثر لمنع التحريض ضد الدولة، وتطويق أكثر لحملات التحريض على الإرهاب والتطرف خاصة عبر مواقع السوشيال ميديا أو منصات الاعلام المخربة التى تعمل ضد مصر فى الخارج، وحان وقت محاسبتها والثأر منها عبراللجوء للمنظمات الدولية المعنية أو تقوية منصات الاعلام المصرية فى الداخل فى المرحلة المقبلة لمجابهة الاعلام المضلل هذا وهزيمته وكشف زيفه وأكاذيبه. ويجب ألا ننسى أيضا أننا فى المرحلة المقبلة وربما بعد أسابيع معدودة من الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة حاليا سنكون أمام استحقاقات ومهام بناء كبرى للدولة المصرية، حيث فرضت حادثة محطة مصر الأخيرة علينا التفكير خارج الصندوق للحاق بركب التقدم وحجز موقع فى قطار المستقبل فى الاقليم، والبحث عن شركاء للنجاح فى مصر لتطوير لغة التعاون والاستثمار وتبادل المصالح والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، حيث لابد أن تتوافر خطوط مساندة ودعم لرؤية وأحلام السيسى وامتلاك الإرادة من قبل الجميع حكومة وشعبا لتحقيق المعجزات القادمة على أرض مصر، حيث يجب ألا ننسى أن أمانى وجهود وعمل الرئيس السيسى حاليا والذى يسابق من أجلها الزمن أنه يريد أن يحجز لبلادنا مقعدا دائما فى زعامة الإقليم. فهل نغير ذهنيات المصريين وليس مجرد الأساليب والأدوات حتى نستعد لمعركة التحولات والبناء الكبرى التى ستخوضها مصر مهما تكن العقبات والحواجز، حيث لا مفر من البناء والإنقاذ، وإلا سنصبح خارج التاريخ، فالمستقبل يصنع ولا يحلم به. لمزيد من مقالات أشرف العشرى