اهتم دوما ومن خلال الفن التشكيلى بفكرة إحياء التراث ودمجه بشكل تحديثى معاصر، كما جسد من خلال أعماله المضمون الإنسانى وحاله الصراع الدائم للإنسان مع واقعه الذى يحياه، والتمسك وعدم الإخلال بثقافتنا المصرية. هو الفنان عبد الوهاب مرسى، أحد رموز حركة الفن التشكيلى المعاصر، ومن الرسامين القلائل الذين رفضوا التبعية، اذ له رؤية فنية ونظرية مميزه جاءت لتحاكى الماضى وتصاغ بأسلوب وشكل يعكس نكهه شرقية أصيله فى قوالب معاصره. يؤكد اتخاذ الفنان للخطوط، التى تلعب دورا هاما فى ابراز وتحديد الأشكال والموتيفات، مدى ارتباطه الوثيق بالتراث الفرعونى والاسلامى والتيمة المصرية بشكل خاص وكيفية صياغتها برؤية تشكيلية ابتكارية معاصرة، لتتحول بين يديه إلى رموز حية تختلط بالحاضر. ليقدم فى النهاية قوالب تشكيلية هى مزيج بين القديم والحديث. فقد أصاغ مرسى خلال مشواره الفنى ذلك الفكر، الذى طالما اتخذه نهجا، بأساليب تعبيرية وتقنيات وأدوات متعددة، لينتقل من التعبيرية الأكاديمية إلى الخيالية الرمزية وحتى التجريدية. كما تمكن بلوحاته مختلفة الأساليب من الوصول للواقعية المصرية الجديدة حيث المزج بين الانتماء الشكلى والمحتوى الإنساني. فمن خلال أحدث معارض الفنان عبد الوهاب مرسى والذى يقام حاليا وحتى السابع من مارس الجارى بجاليرى دروب بجاردن سيتى. يطل علينا الفنان بنحو عشرين عملا فى مجال الجرافيك والذى طالما أبدع من خلاله، لتحوى كل قطعة من أعماله حلول ذات رؤية معاصرة مبتكرة تنبع من روحه فى تباين متجانس، يعزز من قدره الفنان الفائقة على التعامل مع الأسطح المختلفة