المطالبة بامتداد التوعية لأسر الزوجين وبالعدالة الناجزة لإنهاء القضايا جاءت مصر ضمن الدول الأعلى نسبة فى الطلاق عالميًا .لهذا التقت «الأهرام» مع ضحايا الطلاق وخبراء فى الحياة الأسرية للحديث عن أهمية مبادرة مودة التى اطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى كمشروع قومى للوصول بحياة الاسر المصرية الى بر الامان وقد انطلقت المبادرة بعد تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى لوزارة التضامن باعداد ملف متكامل حول كيفية حماية الأسرة من التفكك وذلك خلال المؤتمر السادس للشباب بجامعة القاهرة وتستهدف المبادرة 800 الف شاب سنويا من الفئة العمرية من 18- 25 سنة من طلبة الجامعات والمعاهد العليا والمكلفين بالخدمة العامة والمتزوجين والمترددين على مكاتب تسوية المنازعات التابعة لوزارة العدل البداية مع بعض الحالات من الشباب الذين مروا بتجربة الطلاق. إنجى سليمان -30 عاما- قالت إنها انفصلت بعد زيجة استمرت 3 أعوام تصفها بأسوأ أعوام حياتها،وتروى تجربة طلاقها قائلة: إنها بعد ارتباطها به عاطفيا قبل الزواج وبعد ان تحدت أهلها وتزوجته رغم اعتراضهم لعدم التكافؤ اجتماعيا وتعليميا، فإنه منذ الأسبوع أول من زواجى تعرضت للضرب واهانات، حتى ابنه الذى لم يكن يبلغ العامين وقتئذ لم يسلم منه، وأخبرت أهلى الذين قاموا بتطليقى على الفور.وتقول إن هذه الحملة فكرتها جيدة وتتمنى أن تركز على الشباب المقبلين على الزواج، وتتمنى أن تكون من أهداف الحملة الدعوة للعدالة الناجزة فى تطبيق القانون بدلا من الضحايا الذين يملأون أروقة المحاكم. جاءت فى وقتها ويرى زياد غانم أن هذه الحملة جاءت فى وقتها مع ارتفاع نسب الطلاق التى وصفها بالمرعبة، فالطرفان يحتاجان إلى الإرشاد والنصح والتوجيه خاصة أن الأسر فى هذه الأيام لا يهمها سوى الوجاهة الاجتماعية، يقول مررت بتجربة زواج فاشلة وأعترف أننى الطرف الخاسر وليس طليقتى فهى أصبحت أما لطفلة هى من تقوم على رعايتها وأشبعت رغبتها فى أن تصبح أما واغتنمت شقة مساحتها كبيرة فى أرقى أحياء القاهرة. وتقول سناء السيد: أتمنى أن تنجح هذه الحملة فنحن نحتاج لمثل هذه الحملات خاصة الرجال، وتوضح: زوجى طلقنى لأن والدته كانت تكرهنى وكانت دائمة الشجار معى. خطوة إيجابية وترى السفيرة ميرفت التلاوى الأمين العام السابق للمجلس القومى للمرأة أن هذه الحملة تمثل خطوة إيجابية فالدولة بمؤسساتها المختلفة بدأت تهتم بالجوانب الاجتماعية وما يخص الاسرة فى تكوينها واستمرارها فكنا نعانى من تجاهل أى برامج تخص الأسرة وأمنها وسلامتها، وكما أن التوعية مهمة فإنه لابد من وجود حزمة من الإجراءات التشريعية والتنفيذية القوية لضمان نجاح الحملة ويجب ان يكون على رأس أولوياتها القضاء على فكرة الزواج المبكر والاستعانة برجال الدين فى هذه الحملة ضرورية فالسيدات اللاتى لم ينلن حظهن من التعليم يقدسن رجل الدين أكثر من أى شيء، فالمفاهيم الدينية الخاطئة التى يطلقها البعض سبب رئيسى فى زعزعة استقرار الاسرة، وكذلك هناك ضرورة للحد من تدخل الأسرة فى حياة الأبناء وتحديد مصيرهم. التقارب الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية، يقول إن الزواج مودة ورحمة فمشروع «مودة» يعد هو الأول من نوعه على مستوى العالم خاصة فى مصر التى تعد من الدول التى ترتفع فيها معدلات الطلاق ونأمل أن يحقق المرجو منه من خلال التركيز على عدة محاور فى التعامل مع فئة الشباب يأتى على رأسها تأكيد توافر عنصر التقارب فى العمر بين طرفى العلاقة الزوجية والتوافق فى المستوى التعليمى والثقافى والاجتماعي.ويجب ألا يشتمل التدريب على الإطار النظرى فقط ولكن على تنمية بعض مهارات الحياة فقد كان الرجل يتحمل مسئولياته تجاه الزوجة والأبناء ويكون لديه القدرة على الأنفاق ويتحلى بمهارة حل المشكلات ويجب ألا يستمع للآخرين من الذين يبثون الفتن ..فتنهار العلاقة الأسرية. دين وخلق الشيخ باسم سامى من علماء الأوقاف بدأ كلامه بالآية الكريمة «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة » وهو شيء طيب اقتباس اسم الحملة من كلمات قرآنية والذى يؤسس على أية قرآنية أو سنة نبوية تكون لها جذور قوية وهذه حملة طيبة وهدفها نبيل .فالمجتمع يحتاج إلى تصحيح بعض المفاهيم فلابد من الأخذ فى الاعتبار عند اختيار الزوجة أن تكون على دين كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف «تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» وعلى المرأة أيضا الأخذ فى الاعتبار عند الموافقة على المتقدم لها للزواج أن يكون على دين وخلق، ويرى الشيخ باسم أن هذه الحملة ستستهدف القاصى والدانى والجاهل والمتعلم ويعلمون الناس معنى كلمة المودة بين الأزواج، فالحياة الزوجية تشمل الحياتين الدنيوية والأخروية ولايجب أن ترتكز على واحدة فقط. الاختيار الدكتورة سامية الساعاتى أستاذ علم اجتماع ترى ان هذه الحملة ستنجح بشكل كبير وأن المجتمع متعطش لها رغم أنها تأخرت بعض الشيء إلا أن إطلاقها فى هذا التوقيت مهم للغاية.. فنسب الطلاق ترتفع بشكل كبير وأهم أسبابه عدم الاختيار الصحيح فالأسس التى يتم اختيار الزوجين لبعضهم أسس غير سليمة فالشاب إما يختار بأسلوب اسرى شريكة حياته أى يترك والديه هما من يختاران له وغالبا اعتمادا على المستوى الاجتماعى وإما يختارها بشكل ذاتى ويركز هو على شكلها أكثر من التركيز على التوافق بينهما ولابد وأن تراعى الحملة التركيز على نظريات الزواج فى الاختيار والذى ينقسم إلى نظرية التجانس ونظرية التكامل . ويقول الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى والمشرف على المشروع القومى : نواجه مشكلة حقيقية خاصة أن بيانات وزارة التضامن رصدت الوضع الراهن وبلغت أعداد حالات الطلاق نحو 198 ألف حالة سنويا بمتوسط 542 حالة يومياً، منهما 38% (أول ثلاث سنوات للزواج) و15% (السنة الأولي) من الزواج، وبالتالى فهناك حاجة ملحة إلى المشروع ، فهو تنويرى بالأساس يهدف إلى تمكين الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء الأسرة ويتضمن الدليل العلمى للمشروع 3 مكونات (اجتماعيا وصحيا ودينيا). شريك رحلة الزواج ويشمل المكون الاجتماعى : معايير اختيار شريك الحياة وفهم الزوجين للجوانب النفسية والاجتماعية والثقافية لشريك رحلة الزواج، تفهم الحقوق والمسئوليات وإدارة الموارد الاقتصادية، وخطورة العنف الأسري. أما الصحي: فيتناول مفاهيم الصحة الإنجابية وأهمية الأسرة الصغيرة وخطورة الزواج المبكر وختان الإناث، أما الجزء الدينى فيتناول مفهوم ومقاصد الزواج والخطبة وأحكامها وأركان الزواج وشروطه والذمة المالية للمرأة.