دعوة لتحويله إلى شارع تاريخى رئيس حى الجمرك: المشروع سوف يرى النور قريباً
عندما تطأ قدماك مدينة الاسكندرية فأنت على موعد مع زيارة أشهر ميادينها على الاطلاق ميدان "محمد علي" أو ميدان "القناصل سابقاً" الشاهد الحى على جميع تحولات المدينة سياسياً واجتماعياً والمعاصر لأهم الأحداث التاريخية التى أثرت فى تاريخ المدينة ومصر كلها لا سيما حادث المنشية الذى حاولت خلاله جماعة الإخوان المحظورة "أغتيال الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر". فهذا الميدان الرابض بقلب "حى المنشية" وسمى ذلك نسبة الى مصممه المهندس الإيطالى "فرانشيسكو مانشيني" والذى وضع تخطيطه فى عام 1834 تنفيذاً لرغبة محمد على باشا فى رؤية استباقية نحو خلق مركز تجارى كبير فى قلب المدينة الساحلية فأنشأ مجلس «الأورناطو» ( البلدية ) الذى إختص بوضع تخطيط لتلك المساحة من المدينة بما يشبه الوكالات التجارية وقام بوضع لوائح بناء على كل مبنى منها. وأصبح الميدان عمليا قلب الثغر التجارى، متتبعا التخطيط الأوروبى، و الإيطالى ويظهر ذلك فى مبنى وكالة "منشة" ووكالة "مونفراتو" التى اسسها المهندس الايطالى بياتوللى سنة 1887 على غرار جاليرى فيكتور عمانويل وهو اشهر مبنى بالميدان ولكنه يعانى الآن بشدة ويكتسب شهرته الآن من مقهى الهندى الشهير وسوق الورق . ومبنى عمارة قرداحى حمراء اللون المواجهة لتمثال محمد على مباشرة ومبنى "المحكمة المختلطة" سابقا و "الحقانية". ويعانى الميدان رغم عراقته وعراقة مبانيه وتخطيطه من تدهور ملحوظ فى شكله حيث سيطرت على مداخله المواقف العشوائية وإنتشر الباعة الجائلون ليغلقوا أهم الشوارع المؤدية إليه وغطت اللافتات التجارية لأصحاب المراكز التجارية والشركات ومكاتب المحاماة والأطباء أهم معالم الميدان من مبان تراثية جميلة وأصبحت الفوضى والضوضاء هى أهم عناوين الميدان. من جانبه يستنكر دكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين بالاسكندرية ورئيس جمعية حماية التراث حالة الفوضى التى تسيطر على الميدان و إهمال المبانى التراثية خاصة مبنى محكمة الحقانية والتى تأسست فى عهد الخديو إسماعيل عام 1869 وبدأت عملها فى فبراير عام 1876 وهى من تصميم المهندس الإيطالى لازروف بمشاركة المعمارى أوجستو سيزارياس واللذين قاما بوضع طبقة من مادة الرصاص بسمك نصف متر لمنع وصول المياه الجوفية للمبنى وتآكله لكن مع مرور الزمن وعدم الترميم تآكلت تلك الطبقة منذ خمس سنوات مما جعل المياه الجوفية تتسرب لجدرانه وتهدد بإنهياره فى أى وقت، ويشير عاصم إلى ضرورة وضع خطة عاجلة لترميم المبنى حيث بدأت الوزارة بالفعل فى ذلك ولكن لم تستكمل عمليات الترميم والتطوير كما يرى أن الاهتمام بهذا المبنى سيغير من شكل الميدان كله ويطالب بجعله البداية لتطوير الميدان وبأقل الإمكانات عن طريق جعله كمبانى شارع المعز بتسليط إضاءة مميزة عليه وتبييض واجهته. سراى الحقانية القديمة - تصوير: إبراهيم محمود كما يطالب بضرورة جعل أول دور بالمبنى متحفا يضم تاريخ القضاء المصرى فى العصر الحديث وجعله مزارا سياحيا. ويلفت عاصم إلى ان هذا الميدان فى عهد محمد على باشا كانت تأتى اليه فرقة موسيقية يوم الأحد من كل أسبوع تصاحبها فرقة أخرى لألعاب السيرك باعتباره ميدانا سياحيا ولأنه يعتبر المخرج الوحيد لجميع الوافدين الى المدينة من خلال مينائها الكبير بشارع النصر. ويدعو عاصم إلى إحياء مثل هذه الأفكار وكذلك تبنى مشاريع طلبة كليات الهندسة لتطوير الميدان. ومن جانبها تقول مهندسة سحر شعبان رئيس حى الجمرك أن الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ المدينة يولى اهتماماً بالميدان حيث كلف بعمل دراسة لتطوير الميدان الذى يعد الأهم والأقدم فى مصر والعالم كله بل إنه من أهم خمسة ميادين بنيت فى بداية العصر الحديث ، ولذلك قام الحى منذ شهر بتغيير نظام الإضاءة وتحويلها إلى نظام "الهاى ماست" وهو عبارة عن إضاءة مركزة وكشافات موفرة للطاقة على المبانى أعطت للميدان شكل آخر وتلفت سحر إلى انه خلال المرحلة القادمة سيتم وضع آلية لتطوير الإضاءة الخاصة بتمثال محمد على باشا. وتضيف شعبان أن من ضمن خطة الحى لتطوير الميدان الاهتمام بالحدائق والجزر بداخله ومنها الحديقة الفرنسية خلف الجندى المجهول وأيضا أماكن انتظار السيارات والتى تشكل أزمة مرورية كبيرة ويوجد أكثر من فكرة سنحاول تنفيذ الفكرة الأقرب للواقع. مع تطوير مواقف السيارات السرفيس وأيضا الباعة الجائلون نسعى لتقنين وضعهم بما يتلاءم مع المظهر الحضارى للميدان لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من أرصفة الميدان مع الإستمرار فى الحملات المفاجأة لتنقية الميدان من الدخلاء من الباعة الجائلين . وعن مبنى محكمة الحقانية يقول محمد متولى مدير منطقة آثار الاسكندرية أن الوزارة خلال شهر ستبدأ بالفعل فى تنفيذ مشروع درء الخطورة عن مبنى محكمة الحقانية وهو يعد بداية لمشروع ترميم المبنى، ويلفت متولى إلى أن الوزارة تولى تهتماماً بسراى الحقانية وكانت خطة إنقاذ المبنى محل دراسة منذ سنوات وتم بالفعل وضع خطة ورصد ميزانية للنهوض بالمبنى وحمايته نظرا لتاريخ المبنى العريق وطرازه المعمارى الفريد من نوعه.