أثارت قضية عودة الدواعش إلى أوطانهم الأصلية جدلا دوليا جديدا، ففى الوقت الذى يمارس فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ضغوطا كبيرة على أوروبا لاستعادة مواطنيها «الدواعش»، أكد ترامب أنه سيمنع شابة أمريكية كانت قد توجهت إلى سوريا للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابى من العودة إلى الولاياتالمتحدة، فى الوقت الذى مازالت أنباء «عروس داعش»البريطانية تثير الرأى العام بعد رفض كل من بنجلاديش وهولندا استقبالها. فمن جانبه، قال ترامب فى تغريدة على تويتر إنه أوعز لوزير الخارجية مايك بومبيو بعدم السماح للشابة هدى مثنى -24 عاما - بدخول البلاد، وذلك فى خروج لترامب عن الأعراف الدبلوماسية الأمريكية بعدم التعليق على قضايا الهجرة الفردية. وقال بومبيو فى بيان مقتضب إن «السيدة هدى مثنى ليست مواطنة أمريكية ولن يسمح لها بدخول الولاياتالمتحدة». وأضاف « ليس لديها أى وثيقة قانونية ولا جواز سفر صالح أو الحق فى الحصول على جواز سفر أو أى تأشيرة دخول للولايات المتحدة». ومن جهته، أكد حسن شلبى محامى «مثنى» أنه يمتلك الأدلة على أن موكلته أمريكية الجنسية وأظهر نسخة من شهادة ميلادها تظهر أنها مولودة فى نيوجيرسى فى 1994، فضلا عن خطاب من مسئول أمريكى يشير إلى أن والدها ترك منصبه الدبلوماسى قبل أشهر من ولادتها.وأضاف أن هدى حملت جواز سفر أمريكى صالح حتى عام 2014 عندما غادرت البلاد لتنضم لداعش. وكانت مثنى التى تربت فى أسرة محافظة فى هوفر بولاية الاباما، قد تعرضت لعملية غسيل دماغ على الإنترنت وتوجهت إلى سوريا للانضمام لداعش بدون علم ذويها.ولكن مع انحسار منطقة سيطرة داعش إلى بقعة صغيرة، قالت مثنى إنها نبذت التطرف وتريد العودة إلى منزلها مع طفلها المولود من أحد ثلاثة أزواج إرهابيين لها. ومن الداعشية الأمريكية إلى البريطانية شاميما بيجوم التى أصبحت تقريبا بلا جنسية، حيث دافع ساجد جاويد وزير الداخلية البريطانى عن قراره بتجريد شاميما من جنسيتها البريطانية قائلا إنه يخشى أن تنفذ الداعشية العائدة هجمات إرهابية فى بريطانيا أو أن تنشر الفكر المتطرف فى البلاد. وردا على سؤال بشأن مخاطر ترك شخص ما فى منطقة الحرب مثل سوريا، قال جاويد فى حوار مع قناة «آى تى في» البريطانية: «وماذا عن الخطر الذى يمكن أن تمثله عودة هذا الشخص لبلادنا؟وماذا عن تأثير ذلك على تماسك وقوة المجتمع إذا عاد مثل هؤلاء الأشخاص واستخدموا وجودهم لنشر التطرف بين الآخرين؟ لابد من أخذ ذلك فى الاعتبار». وفى غضون ذلك، أكدت وزارة خارجية بنجلاديش أن الشابة البريطانية -ذات الأصول البنجالية - لا يحق لها الحصول على الجنسية، قائلة فى بيان إن «بنجلادش تؤكد أن شاميما بيجوم ليست مواطنة بنجالية. وهى مواطنة بريطانية بالمولد، ولم تقدم مطلقا طلبا لبنجلاديش يقضى بأن تحمل جنسية مزدوجة».وأضافت «كما يمكن الإشارة إلى أنها لم تقم بزيارة بنجلاديش رغم ارتباطها العائلي، بالتالى ليس واردا السماح لها بدخول بنجلاديش». وفى المقابل، أعلنت مصادر بالحكومة الهولندية لصحيفة» ذا صن «البريطانية أن بيجوم ليس لديها تصريح الإقامة المطلوب للعيش فى هولندا، وذلك ردا على تصريح لشاميما قالت فيه إنها قد تسعى للحصول على الجنسية الهولندية، موطن زوجها العضو بتنظيم داعش. يأتى ذلك فى الوقت الذى تتواصل فيه التهديدات الإرهابية فى دول أوروبا، حيث لقى شخصان مصرعهما فى إطلاق نار وقع فى مدينة ميونيخجنوبألمانيا، ولكن الشرطة ذكرت أنه لا توجد أى مؤشرات على وجود دوافع إرهابية وراء الحادث.وقال متحدث باسم الشرطة إنه من المعتقد أن مطلق النار بين القتيلين، مضيفا أنه ليس لديه تفاصيل أخرى فى الوقت الحالى.