تحول الإرهاب الذى تمارسه الجماعات الخارجة على القانون التى تتبنى الأفكار المتطرفة والعنف سبيلاً لتحقيق أهدافها الخسيسة إلى وباء عالمى يعانيه منه المجتمع الدولى ككل وليس إقليمياً أو دولة معينة، ولذلك فإن التصدى لمنع هذا الوباء من الانتشار والتمدد لابد أن يكون جماعياً وشاملاً، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته المهمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال 73 فى سبتمبر الماضى أن وسائل الاتصال وحجم التمويل الذى تحصل عليه الجماعات الإرهابية المسلحة يشير إلى أنه لا مفر من إيجاد منظومة عالمية بشأن مكافحة الإرهاب أينما وجد ومواجهة من يدعمه. وتشهد القاهرة منذ أمس انعقاد فعاليات المؤتمر الإقليمى الأول للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشأن تعزيز التعاون الدولى فى مواجهة التهديد المتصاعد لتمويل عمليات الإرهاب وغسل الأموال. وهو المؤتمر المهم الذى يعقد تحت رعاية الرئيس السيسي، ويشارك فيه وفود سياسية وقانونية من 41 دولة ومنظمة من دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا وآسيا. وفى كلمته أمام المؤتمر أمس شدد المستشار نبيل صادق النائب العام على ضرورة التصدى للإرهاب لأنه «يعد العدو الأول لمقدرات الشعوب بل العقبة الرئيسية التى تجهض كل جهود ومشروعات التنمية. ولمس النائب العام نقطة فى غاية الخطورة وتمثل تحديا حقيقياً فى الحرب ضد الإرهاب والجماعات المسلحة التى تهدف إلى تدمير مؤسسات الدول وهى أن تطور الأساليب التى تستخدمها الجماعات الإرهابية فى ممارسة الإجرام وتوفير التمويل لها أصبح يفرض تحديات إضافية على الدول تستلزم مواجهة تلك الظواهر الإجرامية فى الفضاء الإلكترونى أيضا. ومن المتوقع أن يناقش المؤتمر العديد من القضايا المهمة مثل سبل التصدى لجرائم الإرهاب وتحديات ضبط وتحقيق قضايا تمويل وغسل الأموال، وضرورة تفعيل دور التشريعات القانونية وكلها قضايا مهمة نأمل أن يحقق المؤتمر فيها إنجازات حقيقية ويتوصل إلى آلية إقليمية أو دولية حتى يكون التصدى لوباء الإرهاب جماعيا وشاملاً مثلما قال الرئيس السيسى . لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام