«ياليلي يا عين ويا ليلي آه يانا .. يامّو الشفايف فراولة والخدود برقوق .. وإيديكِ موز مغربي يخلص أوام من السوق علي رأي شاعر كبير ساكن في باب اللوق .. القلب يعشق قبل العين أحيانا ..إذا رأي من بعيد أي فستانا !». ضحكة وفلسفة وسخرية وانتقاد.. هذا ما يفعله رسامو الكاريكاتير.. وهو ما استطاع الفنان الراحل محمود شكوكو «الذي رحل عن دنيانا في 21 فبراير 1985» أن يبلوره في «مونولوجات» راصدا هموم الشعب ومطالبه، فغني للجنيه «السح الدح امبو ..الواد طالع لأبوه.. يا عيني يا كبدي عليه.. الحلو اللي اسمه الجنيه».. مع فارق أن الكاريكاتير مشهد بين اثنين بينما «المونولوج» هو حديث نفسي بين الشخص وذاته، لذا فهو فن «المضحك المبكي». «لما شفته اتخض قلبي وقال يا ماما.. كنت قبل هواه ف غاية الاستقامة.. ويقابلني لاوي بوزه.. أبقي يوسف وهبي واشطر ف الدراما» .. رؤية فريدة يفاجئنا بها شباب مدارس الغناء الحديث الذين حاولوا إعادة توزيع «المونولوجات» حيث تغنت المطربة مريم صالح بمونولوج شهير لشكوكو «حلو يا حلو» ومن وقتها ذاع صيته في عصرنا بعد رحيله ب 34 عاما. «بَعتّ لك حمام.. ويا حمام زاجل.. رجع الحمام وقال لي: محبوبتك بقت راجل» .. فيبدو وكأنه مخترع ما يشبه «الفرانكوعربية». وهكذا كان شكوكو طفرة عصره نحو فن الراب رغم جهله بالقراءة التي تعلمها بنفسه من خلال لافتات الشارع وكان يكتفي بفهم وحفظ الكلمات واللحن ثم يرتجل أسلوبا وعبارات ويضع لمساته التي تصنع روحا للمونولوج. وأكد أحد الباحثين في مركز دراسات الأدب الشعبي هذه الرؤية التي تبرز مدي ليونة ومرونة «شكوكو» وقدرته علي مواكبة العصور بلون فني مميز أبهر العالم، حتي إنه اندرج أخيرا ضمن قائمة التراث الإنساني لمنظمة اليونسكو باعتباره فنانا متعدد المواهب. «الهاشا باشا تِك ..يعني وبعدين معاك.. يا ساقيني المر سِك».. إنه شكوكو الذي لم يندثر، بل وضعه الشباب في جدولهم العصري، وأعادوه إلي الحياة ليستمر نابضا بالتفاؤل والأمل.