نتابع بفرح عميق عودة مصر التى فى خاطرنا جميعا، التى هزمت الإرهاب الشرس والممول بسخاء كريه، والذى تصور رعاته أنه سينجح فى تنفيذ مخطط التخريب فى أم الدنيا.. فمصر تترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، وهو ما يعنى التنسيق والشراكة الكاملة بين القاهرة ودول القارة السمراء، لمصلحة جميع شعوب القارة التى تتمتع بثروات هائلة ومعادن نادرة، ومساحات زراعية تلبى حاجة ابنائها من الغذاء، بل وتصدير الفائض والذى سيكون كثيرا، اذا ما كرس الأفارقة جهودهم للبناء والنهوض ببلدانهم بعدما تمكنت مصر من هزيمة الإرهاب، بل أكاد أقول إن جماعة الإخوان الإرهابية قد أفلست، ولا ينقصها إلا إعلان هذا الإفلاس، تشهد على ذلك سيطرة الدولة المصرية على كامل أراضيها وتطهيرها من البؤر الإرهابية، والرسالة الخائبة التى حاولت الجماعة أن تبعث بها مع بداية مؤتمر ميونيخ للأمن، الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان الهدف هو تشويه اقتناع دول المؤتمر بأن مصر قد سيطرت فعلا على الإرهاب ومناهجه المنحطة وطهرت اراضيها تماما من دنسه، فكانت العبوات الناسفة التى اختار الناس - الذين يدعون أنهم - «بتوع ربنا»! وضعها بالقرب من مسجد فى الجيزة، بحيث يوقع الانفجار عددا كبيرا من المصلين ويظهر الرئيس السيسى بمظهر من أخفق فى القضاء على الإرهاب، لكن الشرطة المصرية أحبطت الهدف الخسيس.. وقد شاهد العالم بأسره مدى الحفاوة البالغة التى لقاها رئيس مصر فى أديس أبابا لدى افتتاح دورة الاتحاد الإفريقي، حيث لمصر رصيد مشرف، لم ينسه الزعماء كما لم تنسه شعوب القارة السمراء..فقد ساعدت مصر جمال عبد الناصر عددا كبيرا من الدول الإفريقية على نيل استقلالها والتحرر من ربقة الاستعمار الأجنبي. هذا الرصيد المشرف يستكمله الآن الرئيس السيسى الذى اكد استمرار مصر فى العمل مع أشقائها الأفارقة على النهوض بهم وإنجاز كل ما يمكن من مشروعات تحقق رفاهة أبناء القارة.. شدد الرئيس السيسى على أن مصر ستعمل على تحقيق التواصل بين البحر الأبيض المتوسط وبحيرة فيكتوريا، وأرسى قواعد عدم الإضرار بمصالح شعوب وادى النيل وفتح آفاق التنمية المستدامة لجميع دول القارة فى المجالات الاقتصادية والصناعية والثقافية، مشددا على ان تحقيق أكبر قدر من العدالة، وفتح ابواب الأمل أمام الشباب من شأنه القضاء على ظاهرة الهجرة غير المشروعة.. وبعد أديس أبابا توجه السيسي، رئيسا لمصر والاتحاد الإفريقي، الى مؤتمر ميونيخ للأمن حيث حظى بحفاوة واضحة من جميع المشاركين فى هذا المؤتمر المهم، الذين اطلعوا ومعهم العالم بأسره ،على الإنجازات الكبيرة التى تمت فى مصر خلال السنوات القليلة الماضية هذا بالطبع اضافة الى الانتصار الاسطورى على الإرهاب ومخططيه ومموليه، بحيث غيرت مصر وجه المنطقة، بل وجه العالم الذى أيقن أن سلاح الإرهاب، سلاح أعمى يصعب التكهن بتوجهاته، بدليل أن الإرهاب لم يقتصر نشاطه التدميرى على الدول العربية التى استهدفها الأعداء، بل امتدت آثاره الى الولاياتالمتحدة والى دول أوروبية. وإلى خبراء الغبرة الذين يعارضون شق الطرق واستكمال البنى التحتية فى مصر، بدعوى ان مصر ليست فى حاجة ملحة لها، هناك سؤال لا مفر منه، هل كان يمكن ان يتباحث الرئيس مع الدول وكبريات الشركات العالمية ويدعوهم الى الاستثمار فى بلد ليس به طرق صالحة للانتقال من المصنع الى السكن مثلا؟..ان مصر تتحدث الآن عن نفسها، بصوت عال، وينصت الجميع حيث يتابع العالم بانبهار حقيقى تتويج نضال الشعب المصرى بقيادة السيسى ضد الإرهاب بانتصاره انتصارا لا ريب فيه، رغم التضحيات وتحمل آثار الإصلاح الاقتصادي..إن السيسى يتم استقباله الآن رئيسا لدولة محورية كبرى يحتاج العالم إلى خبراتها وإلى مكانتها الجغرافية الفريدة، وحرصها على بناء علاقات سوية ومحترمة مع جميع الدول والجهات التى تعرف قدرها حق المعرفة. لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى