يعتقد البعض من صناع المهرجانات السينمائية المصرية، أن مهمتهم هى إقامة فعاليات لمدة أسبوع يتم من خلالها عرض عدد من الأفلام، يحصل بعضها على الجوائز، بالإضافة لإقامة بعض التكريمات التى يتم اختيارها طبقا لرؤية صناع الحدث السينمائى، والحقيقة أن هذا أسلوب خاطىء، خاصة وأن معظم المهرجانات لا تستطيع عرض أفلام متميزة تساهم فى تطوير السينما المصرية التى أصبحت تعانى بشدة خلال السنوات الماضية. لذلك فمن وجهة نظرى أن القيمة الحقيقية لأى مهرجان تكمن فى ما سوف يقدمه للنهوض بالصناعة، وهو ما تحقق بالفعل من خلال مهرجان الجونة السينمائى الدولى، ذلك المهرجان الذى لا يعتمد على أى دعم من الدولة، بل يتحمل عاشق السينما المهندس نجيب ساويرس التكلفة المالية بالكامل، كما اختار مجموعة عمل متميزة بقيادة انتشال التميمى مدير المهرجان، من أجل المساهمة فى النهوض بالصناعة، وتم عمل "منصة الجونة السينمائية" والتى تهدف لتطوير ودعم صُنَاع الأفلام من الشباب المتميزين، ومساعدتهم في الحصول على الدعم الفنى والمالي لإنجاز مشاريعهم السينمائية، في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، حيث اختارت شركة "iefta" مشروعين تم عرضها في منصة الجونة السينمائية للمبادرات العالمية للتعبير عن الأفلام، وهما "يام وأنا" للمخرجة نادين صليب، والذي سيشارك في مهرجان روتردام السينمائي الدولي من خلال منصة الجونة و"فيلم أوفسايد الخرطوم" للمخرجة مروة زين، والذى سيشارك في حلقات العمل الصناعية للأفلام في مهرجان "كان". وقد شاهدنا جميعا ثمرة نجاح مهرجان الجونة عندما أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة الترشيحات النهائية لجوائز الأوسكار2019، والتى سيتم الإعلان عنها يوم الأحد المقبل، حيث اختارت 3 أفلام تم عرضها في المسابقات المختلفة لمهرجان الجونة، وهى السوري "عن الآباء و الأبناء" والذى فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي عربي ونجمة الجونة الفضية، حيث تم ترشيحه لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الأوسكار، والفيلم البولندى "الحرب الباردة" الذي فاز بجائزة أفضل ممثلة وجائزة النقاد في مهرجان الجونة وتم ترشيحه لأفضل فيلم أجنبي وأفضل إخراج وأفضل تصوير في الأوسكار، وفيلم "سارقو المتاجر" الذى تم ترشيحه لأفضل فيلم أجنبي. الاحترافية التى يعمل بها مهرجان الجونة نجحت سريعا فى أن تؤتى ثمارها ليصبح المهرجان من أهم المهرجانات العربية والدولية خلال فترة قصيرة، وهو ما جعل هناك حرصا كبيرا من صناع السينما على حضور فعاليات الدورة الماضية، لتحقيق أقصى استفادة فنية ممكنة من خلال الأفلام العالمية، التى تم عرضها مثل الفيلم اليابانى "سارقو المتاجر"، الذى فاز بجائزة جمعية نقاد السينما المصرية كأفضل فيلم أجنبى عرض تجاريا فى مصر خلال العام الماضى. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب