« هيئة قصور الثقافة» أو «الثقافة الجماهيرية» أصلاً هى القوة الحقيقية الناعمة والفاعلة فى وزارة الثقافة وهى القاعدة الأصلية التى ترتكز على المبدعين الكبار الذين يتوجهون للشباب - أمل المستقبل - ويحتضنون نبتهم الأخضر حتى ينضج ويزهر ويثمر ويستكمل دائرة المنظومة الثقافية تراثها وحاضرها ومستقبلها. وفى ظل رئاسة د. أحمد عواض هيئة قصور الثقافة، ننتظر الكثير، لكن يكفى مؤقتاً الإشارة إلى فعلين ثقافيين كبيرين يستحقان الإشادة.. الفعل الأول هو تطور وازدهار «مجلة الثقافة الجديدة» الصامدة بعد اختفاء وانزواء مجلات ثقافية أخرى .. وهى مجلة شهرية منتظمة تصدر فى 176 صفحة من القطع الكبير بالألوان وتتميز بإخراج بديع ولوحات معبرة وموضوعات جادة وجيدة وأبواب تجمع بين الأصالة والمعاصرة فى الشعر والقصة والنقد وملفات وإطلالات بعناوين مبتكرة: فى وداع الأشجار، الشاطئ الآخر، الحفر بالألوان، روح المكان، عطر الأحباب. المبهج والمؤسف فى آن، أن نسخ الأعداد تنفد فور صدورها، فلماذا لا تتضاعف النسخ حتى تفى باحتياجات محبى وقراء هذه المجلة الغراء بفضل رئيس تحريرها الشاعر والكاتب مسعود شومان . أما الفعل الثانى والمهم فيرجع الفضل فيه للشاعر والناقد المسرحى جرجس شكري، أمين عام النشر الثقافى بهيئة قصور الثقافة ..فقد أقر مشروعا طموحا يقضى بإعادة إصدار المسرحيات المترجمة التى نشرت ونفدت فى الستينيات والسبعينيات وما بعدهما لكبار كتاب المسرح العالميين وكبار المترجمين المصريين .. وطرحت باكورة المشروع فى معرض القاهرة الدولى للكتاب «اليوبيل الذهبى» 25 كتابا تضم 28 مسرحية ومقدمات وافية بأسعار زهيدة.