* المواطنون: نطالب برصف الطرق وإغلاق المقاهى العشوائية * رئيس الحى: مبادرات للتطوير والمواطن شريك فى الرقابة
«البساتين» الحى الذى لم يعد اسما على مسمي، بعد أن اختفت منه تماما الأراضى الزراعية والبساتين -التى كانت سببا فى إطلاق هذا الاسم عليه- وحل محلها مصانع الرخام والمبانى العشوائية، التى يقطنها نصف مليون نسمة، فأصبح واحدا من أكثر أحياء القاهرة ازدحاما. ويمتد الحى الذى تصل مساحته 102 كيلو متر من طريق العين السخنة إلى الطريق الدائرى حتى حدود دار السلام والخليفة، ومن امتداد شارع الخمسين ومنطقة نيركو لحدود حى المعادي، وتحتل العشوائيات أكثر من 66 كيلو مترا من تلك المساحة فى 8 مناطق، جعلته على مدار سنوات نموذجا لتراكم العشوائية وضعف البنية التحتية. جولة ميدانية فى جولة ل «تحقيقات الأهرام «داخل الحى رصدنا نماذج سلبية يعانى منها منذ سنوات، وأخرى ايجابية تسعى للتطوير وإيجاد الحلول. كانت البداية من حدود الحى فى اتجاه طريق العين السخنة، وهى منطقة سكنية تعد جديدة نسبيا بالمقارنة بباقى المناطق فى الحي، ويغلب عليها الطابع الصحراوي، وهو ما يتضح من وجود بعض الأراضى التى لم يتم بناؤها بعد، وعدد من المشروعات السكنية الحديثة، ويعانى اغلب شوارع هذه المنطقة ماعدا الرئيسية من عدم الرصف أو سوء حالته إن وجد، وهو ما أكده مايكل فريد أحد سكان المنطقة قائلا: اسكن هنا منذ خمس سنوات ولدينا مشاكل فى الكهرباء مع الشركة التى لم تسلم الحى المشروع حتى الآن، بالإضافة لعدم رصف الشوارع الداخلية لنفس السبب» أما جيهان محمد فقالت، حتى الشوارع الرئيسية مثل شارع الزهراء وشارع الخمسين التى تم رصفها بها العديد من العيوب، وبخاصة بالوعات الصرف التى إما أن تكون بارزة أو منخفضة فتكون أشبه بالحفرة ويضطر الأهالى لوضع أخشاب أو أى وسيلة لإنذار قائدى السيارات، وهو الأمر الذى يسبب العديد من المشاكل ويلفت ياسر عبد الله النظر إلى وجود مشكلة أخرى فى تلك المنطقة وهى سيارات النقل، التى تلقى بحمولتها من رمال و قمامة ومخلفات مبان فى احدى المناطق الجبلية القريبة من طريق العين السخنة، والتى تسببت فى تحوله إلى جبل للقمامة، كما أن حمولتها المتساقطة أثناء السير بسرعة جنونية أثرت على رصف بعض الطرق انتقلنا إلى منطقة نيركو فى حى البساتين والتى تبدو أكثر نظاما وان شكى بعض سكانها من وجود مقاه فى منطقة الخدمات، والتى بطبيعة الحال تحتل الشارع ولا تكتفى بموقعها. الجانب العشوائى من الحى هنا انتهت جولتنا فيما يمكن أن نطلق عليه الجزء الراقى من حى البساتين بمجرد الانتقال لمنطقة «صقر قريش» و»عرب المعادي» و»عزبة النصر» و»الكلحة» و»بير أم سلطان»، فقد انتقلت إلى الجانب العشوائى من الحي. وتبدو أن عشوائيته درجات أيضا، ففى منطقة صقر قريش التى تم رصف شوارعها منذ عدة سنوات وتبدو مبانيها متناسقة، يعانى السكان من ورش إصلاح السيارات المنتشرة بها والتى حولتها - وفقا لمازن رفعت أحد سكان المنطقة - إلى نسخة مصغرة من منطقة الحرفيين، ويقول: تقدم السكان بالكثير من الشكاوى لعدد من الجهات الرسمية ولكن لم يتم حل المشكلة، وقرأنا فى الصحف ان الحى قام ببناء ورش جديدة لهم فى طريق العين السخنة، بينما يؤكد أصحاب الورش أنهم لن يذهبوا لضيق المكان وبعده، وها نحن فى انتظار الحل! وبالانتقال من منطقة صقر قريش وشارع رئاسة الحى فقد انتقلنا فعليا وبشكل نهائى من المناطق الراقية من الحي، فبمجرد انتهاء الشارع الرئيسى تظهر مصانع الرخام ويختفى الاسفلت من الطرق وتضيق لتتحول داخل عزبة النصر إلى حوارى تكفى بعضها بالكاد عبور شخصين متجاورين، وتعانى المنطقة من مشاكل فى البنية التحتية والنظافة تراكمت على مدار سنوات، حتى أن بعض أكوام القمامة تحول إلى جبل صغير وسط المبانى فى منطقة بير أم سلطان، يطلق الروائح الكريهة والأدخنة من تفاعلات القمامة على سكان المنطقة! تطوير الحي فى منطقة «عزبة الكلحة» التقينا اللواء محمود ضياء رئيس حى البساتين أثناء تفقده لأعمال تطوير شوارع ومنازل العزبة، حيث تم «تبليط» نحو 1000 متر من شوارع العزبة بأحجار الأنترلوك، وتم طلاء واجهات المنازل بلون موحد استعدادا لتزيينها برسومات طلاب كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان ضمن مبادرة «هنجملها» ويقول رئيس الحى أن البساتين ميراث ثقيل جدا، فنحو 60% من مساحة الحى تتكون من العشوائيات، والتى يتطلب تطويرها جهد وموازنة كبيرة ليس فقط لتطوير المباني، ولكن لتطوير الإنسان أيضا، لذا فإننا نشرك سكان المنطقة مع المانحين فى كل محاولات التجميل والمشروعات والمبادرات، ليشعروا بدورهم فى التطوير، وهو ما تم هنا فى عزبة النصر(وكانت تسمى ترب اليهود سابقا) حيث تبرعت إحدى الجهات بتنفيذ الإضاءة وإنشاء مركز طبى وحديقة وبجهود الحى مع أهالى المنطقة، تم تبليط «الحواري» بالانترلوك وطلاء المنازل، وهو ما غير من شكل المنطقة تماما، فبالرغم من كونها عشوائية إلا أن الدولة تسعى لتوفير حياة كريمة للمواطن وتوفير الخدمات الضرورية له لحين دخول تلك المناطق حيز التطوير ضمن مشروع تطوير العشوائيات» وأضاف، نسعى لإشراك المواطن فى كل أعمال التطوير، وأيضا الرقابة فالحى مقسم لسبع مناطق للمتابعة الميدانية اليومية، فمخالفات البناء كثيرة جدا نتيجة أن المنطقة عشوائية وكذلك الإشغالات، وتحويل النشاط من سكنى إلى تجارى .. لذا طلبت أيضا تعاون الشباب مع الحى وسرعة إبلاغنا بأى مخالفة عن طريق الواتس أب والفيسبوك، لان إزالة المخالفة فى المهد أفضل. وعن البنية التحتية فى هذه المنطقة خاصة الصرف الصحى الذى يسبب العديد من المشاكل قال. إنه سوف يتم تركيب ماكينات لمنطقة الكلحة لان الصرف بها على منسوبين. التوك توك جبال القمامة وعن مشكلة القمامة التى تعانى منها منطقة البساتين أوضح اللواء محمود ضياء، أن النظام المعمول به فى البساتين هو نظام الجمع المنزلى وتم الاتفاق مع متعهدى النظافة أن كل800 وحدة تخصص لها عربة واحد طن، وتعمل من 8 صباحا وحتى 2ظهرا، وقال لدينا 14 متعهد نظافة لحى البساتين، وكل أسبوع أطلب من احدهم أن ينفذ طابور عرض للوحدات التى يعمل بها، والمقصر يتم إلغاء تعاقده فورا، ولكن مشكلة القمامة تحتاج أيضا وعيا وتعاون من المجتمع التوك توك شر لابد منه وعن ظاهرة التوك توك وانتشارها بكثرة فى شوارع البساتين أوضح رئيس الحي، أن الكثير من الشكاوى ترد بسبب قيادة أطفال له، وهنا يكون الإجراء من جانب الحى هو المصادرة وبعد ثلاثة أشهر يباع فى مزاد علني، أما المخالفة الثانية فهى السير فى الشوارع الرئيسية، وكانت مخالفتها دفع غرامة فقط، ولكن بالتنسيق مع قسم البساتين قرر رئيس الحى ضرورة تسليم قائد التوك توك «فيش وتشبيه» قبل استلامه، للحد أيضا من الجرائم التى ترتكب به، ولكن لا يمكن إلغاء التوك توك بشكل نهائي فالمناطق العشوائية التى لا يصلها وسائل نقل عام تحتاج لوسيلة مواصلات صقر قريش وعن مشاكل الورش بمنطقة صقر قريش قال رئيس الحي، إنه تم تجهيز احدى الأراضى بطريق العين السخنة لنقل الورش اليها، وتم بناء نحو 132 بمساحات مختلفة ومول تجارى لمحلات الإكسسوار، وتم تجهيز مسجد وخزان مياه، ولكننا مازلنا نناقش إمكانية النقل، حيث أن عدد الورش قد لا يكفى لنقل الجميع وأيضا بعض أصحاب الورش أوضح أن التصميم لن يتيح لهم حرية الحركة وعن التحديات التى تواجه الحى قال، اننا نعانى من عجز كبير جدا فى الموظفين، على سبيل المثال، فالإدارة الهندسية والتى تعد واحده من أهم الإدارات بها 5 مهندسين فقط ، أيضا نحتاج تعديل بعض القوانين، فعلى سبيل المثال تعانى كل الأحياء من مشاكل المقاهى وننفذ حملات مع شرطة المرافق والمباحث والمرور، ونرفع شاشات التليفزيون ونصادرها لحين دفع الغرامة، أما التى ليس لديها أصلا ترخيص فيتم غلقها، وهنا المشكلة، أنه بمجرد أن نترك المكان يفض صاحبه الأختام وعقوبة ذلك فى القانون دفع غرامة، ولكننا نحتاج لتغليظ العقوبة ليأخذ القانون مجراه ويرتدع المخالف.