إن تخليد أسماء الشهداء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم فداء تراب الوطن والرعاية الكاملة لأسرهم هو أقل تقدير لعطائهم الأسمى، وأقل مايمكن أن تقدمه الأم مصر إليهم، مصر التى لا تنسى أبناءها الذين يدافعون عنها فى حربها على الإرهاب. ولعل ما قامت به الدولة المصرية الاسبوع الماضى بتعيين 1156 من مصابى وأسر شهداء العمليات الأمنية فى الوظائف الحكومية أكبر دليل على أنها لا تنسى أبناءها، وهو المنهج الذى قام بإرساء دعائمه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرعاية الكاملة لأسر الشهداء، فتمتد هذه الرعاية إلى أبنائهم وزوجاتهم بتعيينهم فى المصالح والإدارات الحكومية التابعة للدولة، وهذا عرفان بحقهم علينا للذين جادوا بأغلى مايملكون وهى أرواحهم الطاهرة فداء للوطن العزير. وما تقوم به الدولة تجاه المصابين وأسر الشهداء أمر عظيم ونبيل فى نفس الوقت ويخفف جزئيا عن هذه الاسر فى بعض ما تشعر من آلام لحقت بهم نتيجة فقد عائلهم الوحيد، سواء كان أباً أو ابنا، ولأن أموال الدنيا لاتعوض هذه الأسر عن مرارة الفقد، لكنهم يشعرون بالفخر والزهو عندما يقوم الوطن ممثلاً فى الدولة بإسباغ رعايته عليهم وتعيين بعض أبنائهم وزوجاتهم فى مصالحها الحكومية، عندها يشعرون بأن ماقدم ذووهم لم يذهب سدى ولو فى مردود مادى يعينهم على مواصلة الحياة وصعابها. والأمر يجب ألا يقتصر على ما تقدمه الدولة لهذه الأسر، وإنما يجب أن يتعداها ليصل إلى باقى المؤسسات التابعة للقطاع الخاص والشركات الكبرى ورجال الأعمال للقيام بنفس النهج أو صور أخرى، كإعطاء منح لأولاد الشهداء لاستكمال دراساتهم الجامعية أو ما فوقها، أو مساعدة بعضهم لتأسيس أو إنشاء شقق سكنية لمن يحتاجون لهذا النوع من المساعدة، أو أن تنتهج نفس نهج الدولة بتعيين أبناء وزوجات الشهداء فى الشركات الخاصة التى يملكونها، ويكون ذلك الحد الأدنى لما يمكن أن يقدموه للشهداء والمصابين فى الحرب ضد الإرهاب الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا جميعا. إنها دعوة للجميع للتفكير بما يمكن أن يقدمه كل منا لرعاية أسر الشهداء عرفانا واعتزازا بما قدموه للوطن العزيز فى تلك الحرب التى مازالت رحاها تدور ويسقط فيها شهداء من القوات المسلحة والشرطة الذين حملوا على عاتقهم تطهير أرض سيناء من دنس الإرهاب. لمزيد من مقالات محمد شومان