أوراق المتقدمين لمسابقة التعيين بالتربية والتعليم.. أزمة بالمصالح الحكومية

* طوابير فى سوهاج ..والدقهلية تمد المهلة.. ومطالبات باستكمال الأوراق بعد النتيجة
* القيد العائلى سبب التأخير والمواطنون يخشون ضياع الفرصة عليهم

شروط معقدة وزحام شديد، وتكدس أمام بعض المصالح الحكومية، ومكاتب السجل المدنى بعدد من المحافظات، وذلك بسبب كثرة الأوراق المطلوبة للتقديم لمسابقة التعيينات بالتربية والتعليم، خاصة أن المتقدمين مطالبين بقيد عائلى ضمن الأوراق، وهذا المستند يحتاج إلى 15 يوما لاستخراجه، وناشد كثيرون وزارة التربية والتعليم بتأجيل موعد المسابقة أسبوعين لحين الانتهاء من الأوراق.
فقد شهدت مكاتب السجل المدنى بالمنصورة والمدن الرئيسية زحاما شديدا على مدار الأيام الماضية، لاستخراج الوثائق المطلوبة للمسابقة، لكنها تراجعت بعض الشيء منذ أمس بعد إعلان وزارة التربية والتعليم، أن التقديم إلكترونيا حتى الخميس القادم، وبعده هناك مهلة أسبوعا آخر لتقديم الأوراق إلى الإدارات.
تقول فاطمة حسين معوض من أهالى دكرنس انها وجدت زحاما شديدا على مكتب السجل المدنى لإستخراج صحيفة الحالة الجنائية والقيد العائلي، وظلت تقف منذ الصباح الباكر حتى الرابعة عصرا فى طوابير لا تنتهي، بخلاف طوابير المستشفى لاستخراج الشهادة الصحية.
فيما يقول محمد على حسن: انه وجد تعسفا شديدا فى السجل المدنى فى منطقة أحمد ماهر بالمنصورة، حيث طلب الموظف من رجل مسن أن يحضر يوم السبت القادم، هذا بخلاف إنجاز مصالح المعارف والأصدقاء بسرعة وعدم الالتزام بالنظام، مبديا استغرابه من أن تكون المسابقة أسبوعا، وفترة استخدام القيد العائلى تحتاج وحدها إلى أسبوع ليتم استخراجها.
أما أزهار السيد من مدينة المنزلة فتقول ان الموظفين يتركون الناس فى الطوابير ويتحدثون فى التليفون، وهناك سيدات كبيرات فى السن يقدمون لأبنائهن، والمعاملة ليست جيدة، ويؤيدها فى الرأى محمد التهامى فيقول أحد المتقدمين للمسابقة إنه وجد صعوبة فى فتح الموقع الإلكترونى لتسجيل البيانات، فتوجه بأوراقه إلى مديرية التربية والتعليم بالمنصورة، ليجد المئات من زملائه، دون أن يتمكنوا من تقديم أوراقهم.
وأوضح على عبدالرؤوف وكيل وزارة التربية والتعليم بالدقهلية أن التقديم لشغل الوظائف وفحص الطلبات يتم إلكترونياً، ويستمر التقديم حتى الخميس المقبل، بدون أى أوراق، وأن الوزارة ستتولى عملية تصفية رغبات المتقدمين، وترسل كشوفاً لإجراء مقابلات شخصية معهم ووقتها سيتم تقديم الأوراق المطلوبة فى الإدارات التعليمية.
ولم يختلف الحال كثيراً فى سوهاج، حيث عانى الخريجون المتقدمون للمسابقة من صعوبة شروطها وكثرة الأوراق المطلوبة للتقديم التى تحتاج الى اسابيع لاستخراجها، حيث يقول أسامة عبد الرحيم ليسانس لغة عربية وأحد المتقدمين ان من بين الأوراق المطلوبة صحيفة حالة جنائية، وقيد عائلى حتى الدرجة الرابعة ، وشهادة من مستشفى حكومي، بأنه لائق طبيًا، وكذلك شهادة الخدمة العسكرية للشباب والخدمة العامة للفتيات ، وهى إجراءات تحتاج الى وقت كبير لإستخراجها، خاصة فى ظل الاعداد الكبيرة للمتقدمين للمسابقة، الامر الذى ادى الى إحداث زحام وطوابير تمتد لمسافات طويلة امام السجلات المدنية والمستشفيات وبقية المصالح، ومطلوب تجهيز تلك المستندات وتسليمها خلال اسبوع، وكأن الوزارة تضع شروطا تعجيزية امام الخريجين.
وأجمعت أمانى رشاد من مركز سوهاج ومشيرة فاضل من المنشأة على ان كل تلك المعاناة تتكرر مرة أخرى اثناء تقديم الاوراق فى الإدارات التعليمية، مستنكرة طلبات الوزارة فى الأوراق، حيث إنها مسوغات للتعيين، فلماذا يتم طلبها الان فى بداية التعاقد؟، فى حين كان يجب على الوزارة الاكتفاء بشهادة التخرج والبطاقة الشخصية، وتأجيل بقية المستندات لحين إعلان نتيجة المسابقة، على ان يتعهد المقبولون باستكمالها بعد تسلمهم العمل خاصة ان مدة التعاقد 3 شهور فقط من شهر مارس وحتى يونيو، مضيفة ان القيد العائلى مثلا يعد مستندا لضمان عدم وجود قرابة بين المتقدم للوظيفة وبين شاغلى الوظائف القيادية والإشرافية بالمديرية والإدارة التعليمية حتى درجة القرابة الثانية، وهذا جيد لاحداث حالة من تكافؤ الفرص، ولكن ضيق الوقت سيؤدى الى ضياع الفرصة امام الكثيرين.
وأضاف خريج آخر، ان المستندات المطلوبة للتعاقد تمثل عبئاً مادياً على الكثيرين والبعض ليست لدية المقدرة على ذلك، متسائلا اذا كان هذا هو الحال فى عمل مؤقت لن تزيد مدته على 6 أشهر فكيف يكون الحال لو كان العمل دائما.
وطالب عدد كبير من الخريجين الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم التيسير على المتقدمين للمسابقة بتأجيل بعض الاوراق التى تحتاج لفترة كبيرة لاستخراجها، على ان يتم استكمالها فيما بعد للمقبولين ، وذلك لمنح الفرصة للجميع نظرا لظروف المصالح الحكومية التى تعانى من الروتين والترهل والزحام الدائم.
ومن جانبه قال النائب احمد قدرى المشنب عضو مجلس النواب ورئيس مجلس الأمناء والآباء والمعلمين : انه سوف يناقش الموضوع مع المحافظ د. احمد الانصارى لمخاطبة وزير التربية والتعليم لمد فترة التقديم حتى يتمكن الخريجين من الانتهاء من تجهيز المستندات المطلوبة، ومناقشته أيضاً فى إجتماع مجلس الأمناء والآباء والمعلمين بالقاهرة، الذى سيحضره الوزير أو نائبه لإيجاد حل للمشاكل التى تواجه الخريجين فى استخراج المستندات.
فيما أوضح د. عمرو شلتوت وكيل وزارة التربية والتعليم ان العدد المقرر للمحافظة حوالى 4 آلاف معلم لسد العجز فى مختلف الإدارات التعليمية، لافتا الى ان المشكلة الوحيدة التى تواجه المتقدمين هى القيد العائلى، وهناك تواصل مع المحافظ لإيجاد حل لهذه المشكلة.
المشكلة أيضاً تسبب أزمة بمحافظة الفيوم، وحسب قول كثيرين من أبناء المحافظة ، فهناك معاناة كبيرة فى إستخراج الأوراق، حيث إن المدة الزمنية قصيرة جداً.
ومن جانبه أكد عبدالفتاح الجندى مدير إدارة إطسا التعليمية الأسبق ورئيس لجنة التعليم بحزب الوفد بالفيوم أن القيد العائلى يمثل عقبة كبيرة أمام المتقدمين للمسابقة بسبب مدة إستخراجه التى لاتقل عن أسبوعين، ونتيجة للتواصل بين الحزب والوزارة سيتم التقديم للمسابقة عبر البريد الإلكترونى الأربعاء القادم، ويمنح المتقدم فرصة أسبوعاً آخر حسب تعليمات الوزارة لإستكمال الأوراق المطلوبة بما فيها القيد العائلي، ويناشد حزب الوفد بالفيوم برئاسة عبد العظيم الباسل الوزارة بإتاحة الفرصة لأبناء القيادات التعليمية بالتقدم بأوراقهم إلى أقرب إدارة لهم تطبيقاً لمبدأ الشفافية، بالإضافة إلى قبول المتقدم الذى لا يزال يؤدى الخدمة العامة.
فيما شهد مركز معلومات استخراج الوثائق الرسمية والقيد العائلى بمدينة الاسماعيلية أمس، زحاما شديدا خلال تقدمهم للحصول على القيد العائلى بإعتباره أهم شروط التقدم لمسابقة التعاقدات بوزارة التربية والتعليم بالاسماعيلية، وطالب المتقدمون للمسابقة بالتدخل لإلغاء شرط القيد العائلي، مؤكدين ان هناك مركزا واحدا فقط لإستخراج القيد بالمحافظة.
وأكد اسلام محفوظ أحد المتقدمين للمسابقة أنه ولأول مرة فى تاريخ المسابقات يتم طلب تقديم قيد عائلي، وهو يحتاج الى وقت، بينما المسابقة تنتهى الخميس القادم، مما يحول دون تقديم الآلاف من الخريجين والخريجات للمسابقة.
من ناحيته كشف مصدر بمديرية التربية والتعليم ان عدد المتقدمين للمسابقة تعدى ال 5 الآف بينما المطلوب هو 700 وظيفة فقط.
زحام شديد لاستخراج الاوراق المطلوبة