* أساتذة العيون: المبادرة ستحقق طفرة كبيرة بتصنيف الأطفال والكبار حسب الإصابة بأمراض الإبصار * مسح طبى ل 147ألف مواطن واستهداف خمسة ملايين تلميذ ابتدائى * القضاء على مسببات العمى للفئات الأكثر احتياجا عام 2022 إجراء 20 ألف عملية مياه بيضاء وزرقاء مجانا العام الحالى
الألم والأمل كلمتان من الحروف نفسها، ولكن المعنى والإحساس مختلفان، «نور حياة» مبادرة ولدت الأمل من رحم الألم، صندوق تحيا مصر من خلال المبادرة الرئاسية لمكافحة العمى وضعف الإبصار يرسم البسمة على وجوه المصريين، الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أثناء إطلاق المبادرة قال إن «الدكتورة غادة والى قالت لى : هناك مشكلة كبيرة لأطفال المدارس بالنسبة لأمراض الإبصار، ونحتاج الى التدخل للعلاج الجراحى أو القرنية أو نظارات.. وكان هناك مبلغ مليار جنيه مخصص لمصلحة المبادرة، وبالتالى تم إطلاقها».
الدراسات العالمية الحديثة التى بحثت في العلاقة بين ضعف البصر ومستوى التحصيل العلمى أشارت إلى أن حالات قصر النظر تتفاقم لدى الشباب الأوروبيين .. فواحد من بين شابين أوروبيين يعانى من قصر النظر، فى المقابل «فى شرق آسيا، زيادة حالات قصر النظر فى السنوات الأخيرة كانت مدهشة والدراسة شملت أكثر من 60 ألف شخص، ومن هذه المخاوف انطلقت مبادرة «نور حياة» لعلاج المصريين من أمراض ضعف الإبصار ومسببات العمى لمدة 3 سنوات، تفاصيل المبادرة وأهدافها وخطة تنفيذها على مستوى الجمهورية فى هذا التحقيق. شركاء المبادرة فى البداية يقول محمد مختار المتحدث الإعلامى لصندوق تحيا مصر إن المبادرة الرئاسية «نور حياة» تستهدف القضاء على مسببات العمي وضعف البصر فى مصر، خاصة لدى الأطفال وطلاب المدارس، ويتم تنفيذها بتكليف من رئيس الجمهورية، وتتم بالتعاون بين الصندوق وشركاء المبادرة، إدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ومؤسسات الأورمان، وصناع الخير، وبنك الشفاء المصري، والجمعية الشرعية، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى ومنظمة الصحة العالمية، وتستمر 3 سنوات على 4 مراحل بتمويل مليار جنيه من الصندوق .. والمبادرة بدأت العمل الفعلي أمس «الخميس» للكشف على الكبار بعد أن أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أسبوعين تقريبا، وبدأت أمس بالمحافظات علي ان تبدأ قوافل الكشف الطبى فى المدارس الابتدائية بعد غد «الأحد» مع انطلاق الفصل الدراسى الثاني. نقطة البداية وكشف مختار عن أن تنفيذ المبادرة الرئاسية «نور حياة» تستهدف الكشف المبكر عن أمراض ضعف الإبصار وعلاج الحالات التى تعانى من المشاكل الصحية المتعلقة بالعيون مع توفير النظارة الطبية، حيث سيتم ذلك وفق خطة تنفذ علي أربع مراحل، تستهدف المرحلة الأولي إجراء المسح الطبى على 147 ألف مواطن فى محافظاتالشرقية والدقهلية والسويسوالإسماعيليةوالجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا، وإجراء 20 ألف عملية مياه بيضاء وزرقاء مجانا خلال العام الجاري، فضلا عن إجراء الكشف الطبى لنحو 660 ألف تلميذ بالمرحلة الابتدائية فى 6 محافظات هى الشرقية والإسكندرية ومرسى مطروح والمنيا وقنا والأقصر، وتسليم 132 ألف نظارة طبية للتلاميذ الذين يكتشف إصابتهم بضعف الإبصار خلال الكشف الطبى مجانا، وأضاف أن الصندوق قام بفتح حساب خاص لاستقبال المساهمات فى مبادرة »نور حياة« رقم (037037/ مبادرة »نور حياة«، كما يستقبل كافة الاستفسارات عن المبادرة عبر تخصيص الخط الساخن (15118) . وأشار المتحدث الإعلامى لصندوق تحيا مصر الى أن نقطة البداية ستكون من خلال توزيع العمل على شركاء المبادرة حيث تقوم جمعية الأورمان بتسيير القوافل الطبية فى محافظتى السويسوالشرقية والجمعية الشرعية فى الإسماعيلية والدقهلية أما مؤسسة صناع الخير ففى محافظتى الجيزة والفيوم .. بينما يبدأ بنك الشفاء المصري فى محافظتى بنى سويف والمنيا، وكل ذلك يتم توجيهه للعلاج بمستشفيات القوات المسلحة مجانا وبتوفير أحدث الأجهزة الطبية ، ومن خلال المراحل الثلاث المتبقية من المبادرة والتى تستمر لمدة 3 سنوات ..ومن المقرر إجراء المسح الطبى على 672 ألف مواطن فى 27 محافظة في 2020، 2021 وفى المرحلة الثانية يتم الكشف علي 2.1 مليون تلميذ بالمرحلة الابتدائية على مستوى الجمهورية، وفى المرحلة الثالثة فحص 2.28 تلميذ، وتوفير مليون نظارة طبية وإجراء ما يزيد على 250 ألف عملية جراحية مع العلاج والمتابعة وتقديم الخدمات البصرية ل2 مليون مواطن من الحالات الأولى بالرعاية، وتمكين ضعاف البصر، وخلال المرحلة الرابعة والأخيرة من المبادرة والمقرر انطلاقها عام 2022 ولمدة 6 أشهر سيتم إجراء المسح الطبى على 672 ألف مواطن وإجراء 62 ألف عملية جراحية. حملات المدارس ويقول شادى سالم نائب رئيس إدارة المشروعات فى صندوق »تحيا مصر« إن تنفيذ مبادرة « نور حياة « يرتكز على محورين أساسيين هما القوافل الطبية للكشف على المواطنين مع وضع الأولوية لرعاية الفئات الأكثر احتياجا بمختلف المحافظات، وحملات المدارس للكشف على تلاميذ المرحلة الابتدائية.. والمحور الأول يستهدف إجراء المسح الطبى على إجمالى مليونى مواطن يعانون من ضعف الإبصار من الفئات الأكثر احتياجًا، وإجراء 200 ألف عملية مياه بيضاء، و15 ألف عملية مياه زرقاء، و254 ألف جراحة بسيطة، و3 آلاف عملية قرنية، و18 ألف تدخل بالحقن. القوافل الطبية وأوضح نائب رئيس إدارة المشروعات فى صندوق»تحيا مصر« أن آلية تنفيذ محور القوافل الطبية للمسح الطبى للمواطنين تعتمد على عدة عناصر من أبرزها تجهيز 20 مستشفى بغرف العمليات وتوفير المستلزمات الطبية، كما سيتم إعداد أول نظام قواعد بيانات للقوافل الطبية بهدف إحصاء حيوى وإحصاء ديموجرافى لحصر مشكلات ضعف الإبصار فى مصر، وتنفيذ 16 قافلة أسبوعيا بمتوسط 350 مريض فى القافلة..أما حملات المدارس الابتدائية فتعتمد آلية التنفيذ فيها على عناصر رئيسية تتمثل فى تجهيز 17 وحدة طبية متنقلة بالأجهزة الطبية المطلوبة لتنفيذ المسح الطبى بالمدارس وتحديد 100 مدرسة بالمناطق الأكثر فقرًا بكل محافظة كأولوية للتنفيذ.. وأضاف أن حملة المدارس تستهدف إجراء المسح الطبى على 5 ملايين تلميذ ابتدائي، وتسليم مليون نظارة طبية لتلاميذ 10266 مدرسة ابتدائية فى المناطق الأكثر فقرا المكتشف إصابتهم خلال المسح الطبي، وإجراء 10 آلاف تدخل جراحى للأطفال. الكشف بالمجان ويقول مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسسة «صناع الخير» إحدى شركاء المبادرة إن المؤسسة سوف تقوم بالتنسيق الكامل مع صندوق تحيا مصر فى كافة مراحل عملها، حيث سيتم العمل وفقا لخطة منظمة تغطى كل القرى الأكثر احتياجا، مشيرًا إلى أن كافة التكاليف من كشف وفحوصات ونظارات طبية وعمليات بالمجان ولا يتحمل المواطن أية تكلفة، وأوضح أن المؤسسة ستشارك بتوفير النظارات الطبية، وتوفير الانتقالات للمرضى وتجميعهم وإجراء الكشوفات الطبية، وذلك بالتنسيق مع مستشفيات القوات المسلحة والتى يوجد بها أحدث الأجهزة الطبية للكشف على المواطنين غير القادرين بالمجان. هدايا عينية وأشار اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الأورمان الى أن مكاتب الجمعية منتشرة بشكل كبير فى كل محافظات الجمهورية، وأن الحملة ستبدأ بتجميع المرضى من خلال فروع مكاتبها والانتقال للكشف عليهم وعلاجهم بالمجان، وتوفير النظارات الطبية لمن يحتاجها فى نفس اليوم الذى يجرى فيه الكشف، بالإضافة إلى توفير وجبات غذائية للمرضى وتوزيع هدايا عينية عليهم، يلى ذلك الكشف علي طلبة المدارس، والقوات المسلحة قامت بتوفير الأجهزة الطبية للفحص، وتم التعاقد مع شركة فنية لإعداد النظارات الخاصة بالمرضي. قطاع الخدمات الطبية وأوضح مصطفى إسماعيل أمين عام الجمعية الشرعية أن الجمعية تمتلك بنية تحتية تساعدها على تنفيذ المبادرة بشكل سريع ودقيق .. حيث تمتلك قطاعا للخدمات الطبية مدربا ومجهزا لتقديم خدماته للمواطنين طوال العام، فضلا عن انتشار « 1137 « فرعا لها على مستوى الجمهورية و 4 آلاف نقطة توزيع تمثل مكاتب ولجانا بجميع المحافظات جاهزة لاستقبال المواطنين وتدبير وسائل المواصلات اللازمة لنقل القوافل ونقل المرضى من وإلى المستشفيات للكشف وإجراء العمليات الجراحية والمتابعة من خلال التنسيق مع القطاع الطبى بالقوات المسلحة وصندوق تحيا مصر. وعلى الجانب الأخر أكد محمد فرغل المدير التنفيذى لبنك الشفاء المصري أن البنك يمتلك من الأدوات والأجهزة والقوى البشرية وخبرة 7 سنوات فى عمل القوافل الطبية وعلاج المرضى ما يمكنه من المشاركة بفاعلية كبيرة فى مبادرة « نور حياة» بالإضافة إلى القدرة على توفير النظارات الطبية والعلاج المجانى وإجراء الجراحات من خلال التعاون مع مستشفيات القوات المسلحة فى كل المحافظات. الصورة من صندوق تحيا مصر أول إحصائية رسمية الدكتور شريف جمال أستاذ طب وجراحة العيون بمستشفى قصر العينى يشير إلى أننا نفتقد وجود إحصائية رسمية دقيقة عن عدد مرضى العيون والإبصار فى مصر .. والمتوافر مجرد إحصائيات على مناطق عشوائية خضع فيها بعض المواطنين للعلاج، والمبادرة الرئاسية « نور حياة « سيكون لها السبق فى تسجيل أول إحصائية رسمية يمكن الاعتماد عليها للعلاج للتخطيط والبحث فى أمراض العيون فى مصر، وهناك العديد من المشكلات التى تصيب العيون فى مصر مثل «المياه البيضاء والزرقاء» ومشاكل القرنية والعدسات والشبكية وغيرها، والتى قد تتطلب جراحات دقيقة، مؤكدًا أن المبادرة ستحقق طفرة كبيرة جدًا خلال الفترة المقبلة .. حيث سيتم تصنيف الأطفال والكبار حسب الإصابة فى أمراض الإبصار، وبعض الدراسات العلمية الحديثة أشارت إلى أن العين تسهم فى قدرة الإنسان على التعلم بما نسبته 83% مقارنة مع الحواس الأخرى (11% للسمع، 3.5% للشم، 1.5% للمس و1% للتذوق)،و أن 60% من التلاميذ يواجهون صعوبات فى التعلم، جراء ضعف النظر ومشاكل الرؤية،وأن نسبة ضعف البصر بين الأطفال تقدر بحوالي 20%، وما ينتج عنه من نقص فى المهارات الاجتماعية والقدرات الرياضية والتحصيل العلمى خاصة بعد انتشار وسائل السوشيال ميديا واستخدام أجهزة التليفون المحمول والألعاب التى تغرى الصغار على استخدامها بصورة كبيرة وخاطئة، وأضاف أن التقديرات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى أن ما يقرب من 253 مليون شخص مصابون بضعف الإبصار فى جميع أنحاء العالم، منهم 36 مليون مصاب بالعمي، وأن الغالبية العظمى تعيش فى الدول ذات الدخل المنخفض.