الأزهر الشريف هو المؤسسة الدينية الوحيدة التى لها عمق تاريخى وتواجد دائم فى إفريقيا، مما ساهم بشكل كبير فى توطيد العلاقات المصرية الإفريقية، عن طريق استمراره فى تقديم الدعم التعليمى والدعوى والإغاثي، من تدريب للأئمة والخطباء، وإنشاء معاهد أزهرية ومراكز ومدارس إسلامية، وتسيير قوافل دعوية وفكرية وطبية وإغاثية لمختلف الشعوب الإفريقية،وسوف يُسير الأزهر قوافل أخرى عديدة لتلبية كافة احتياجاتهم، بالإضافة الى زيادة المنح التعليمية للطلاب الأفارقة. واستعدادا لتولى مصر الرئاسة المقبلة للاتحاد الافريقى جاء قرار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بتشكيل لجنة مختصة بالشئون الإفريقية بالأزهر واستكمالًا لدور مصر والأزهر فى دعم شعوب القارة الإفريقية على كافة المستويات، فالأزهر يؤمن بأن السلام الاجتماعى يتحقق بإقرار مبدأ المواطنة المشتركة الذى يساوى بين جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات. وتختص اللجنة بالعمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التى من شأنها، تدعيم أبناء دول وشعوب القارة الإفريقية، من خلال زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين فى الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين من المدرسين فى دول إفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ بها، بالتوازى مع القوافل الدعوية التى يرسلها الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة التى تبثها الجماعات المتشددة ونشر الفكر الوسطي، فضلًا عن تيسير القوافل الإغاثية والطبية للدول الإفريقية الأشد احتياجا، والتى تشهد عجزا فى الفرق الطبية لرفع المعاناة عنهم، والعمل على ترتيب عدة زيارات خارجية لشيخ الأزهر لغرب إفريقيا، وبحث إمكانية افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية بها، وتبادل الزيارات بين المؤسسات التعليمية والدعوية فى الأزهر ودول إفريقيا. ويترأس اللجنة الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر والدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والسفير عبدالرحمن موسى مسئول العلاقات الخارجية بالمشيخة، كما سيضم لها مساعد وزير الخارجية للشؤون الافريقية. ولذلك فقد أدت القوافل التى أرسلها الأزهر من قبل إلى إفريقيا دورها على أكمل وجه، وبدأت بقوافل دعوية فى السنوات الماضية، ثم جاءت قافلة السلام الأولى وقافلة السلام الثانية، ثم القافلة الطبية الموفدة إلى دولة تشاد، والتى قامت بإجراء 375 عملية جراحية، وفحص أكثر من 24 ألف مريض، تم صرف العلاج لهم بالمجان، ثم القافلة الطبية الموفدة إلى الصومال وجنوب السودان، وقامت تلك القوافل بعمل بعض الندوات لنشر ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك بين أبناء أفريقيا الوسطي، والوقوف على احتياجات المسلمين هناك من الناحيتين التعليمية والدعوية، والعمل على زيادة المنح الدراسية بالأزهر والمساهمة فى ترميم المساجد والمعاهد التى دمرتها الحرب الأهلية فى القارة. والأزهر الشريف لديه 562 مبعوثا موزعين على أكثر من 30 دولة إفريقية لتلبية احتياجات القارة من حيث تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعض التخصصات الثقافية.