يتحدث الفيلم عن العلاقات الزوجية المتشابكة فى إطار كوميدى مشوق، وربما هذه أولى إيجابيات الفيلم، ويحسب هذا للمؤلف «أيمن وطار»، فالكوميديا أصلح وأسرع وسيلة لتوصيل أى رسالة أو مضمون أو هدف. يدور الفيلم حول أدهم «كريم عبد العزيز» وهو طبيب أسنان ناجح، يعيش فى جو أسرى مستقر، مع زوجته هاجر «غادة عادل»، ولديه أيضا ولد وابنة لكن لأن الرجل خائن بطبعه وهذا ما ذهب إليه الفيلم، فى البداية يعطى الفيلم سببا أو عذرا لخيانة أدهم لزوجته لأنها تمارس عليه ضغوطا ورقابة مشددة , ومثل أى زوج عادى يعود أدهم إلى منزله آخر الليل مجهدا وفى أمس الحاجة إلى النوم، غير أنه وعلى أثر مكالمة من صديقه » حيرم » بيومى فؤاد يخبره فيها بموت صديق آخر لهما،ليتضح لنا أن الزوج غير مخلص. موضوع الخيانة الزوجية ليس جديدا على السينما المصرية, لكن الجديد فى فيلمنا الحالى هو النادى السرى الذى أسسه أدهم ليمارس من خلاله الخيانة دون أن يكشفه أحد، وفى الحقيقة فهذا النادى هو اختراع رائع ومبتكر من مؤلف الفيلم. فالسينما فعلا لم يسبق لها أن قدمت تلك الفكرة العبقرية، خاصة أنه صمم على شكل عصرى باستخدام أحدث أنواع التكنولوجيا لكى يمارس فيه الرجال خيانتهم دون علم الزوجة، وبمشاركة فعالة من جميع أعضائه وعلى رأسهم » حيرم » الذى يدير هذا النادى بشكل دقيق ومحبك ولا يدع أى مجال للخطأ. ورغم الحصار الحديدى المفروض على النادى، فإن الأمر ينكشف فى النهاية على يد الزوجة والحبيبة، وتبدأ رحلة انتقامها العظيم من البطل. رسالة الفيلم كما يريد صناعها طرحها هى أن خيانة الرجل تجرى فى دمه ، وأنه وإن كان يبحث لنفسه عن أعذار وهمية لكى يبرر أفعاله، إلا أن هذا ليس حقيقيا لأنه بعذر أو دونه سيخون فى جميع الأحوال. فيلم «نادى الرجال السرى» وإن لم يكن به أى شيء سوى هذه الجرعة غير المسبوقة من الكوميديا، وليست مجرد إفيهات كما تعودنا أن نراها مؤخرا فى أفلامنا. كريم عبد العزيز وماجد الكدوانى مازالا وبعد أكثر من 15 عاما هما نفس الثنائى الناجح المتجانس القادرين على تفجير الكوميديا الراقية بدون ابتذال ولا إسفاف، ويأتى بيومى فؤاد فى هذا الفيلم ليعد واحدا من أهم عناصر نجاحه بما قدمه من وهج كوميدى وتألق وحضور طاغ، فجعلنا نعتقد كأنه نادر الظهور بعكس الحقيقة وأنه لا يترك فيلما إلا وشارك فيه. ضيوف الشرف أيضا كان لهم الفضل فى إعطاء جرعة إضافية من الكوميديا بدءا من هشام ماجد وأكرم حسنى وحمدى الميرغنى وأحمد أمين. الإخراج المبهر من خالد الحلفاوى أدى بدوره إلى خروج الفيلم بهذا الجمال فى الشكل والمضمون والأداء الرائع لجميع الأبطال، نسرين طافش كانت حاضرة هى الأخرى بقوة وملفتة بجمالها وتألقها، أما غادة عادل فلم تضف للفيلم شيئا ولم يضف هو لها أيضا أى جديد. فى النهاية «نادى الرجال السرى» وهو فيلم رجالى إلا أنه أنصف المرأة بشكل لم تنصفها به أى أفلام من قبل، إذن فنحن أمام فيلم سيظل يمثل حالة فريدة استثنائية تجعله يضاف إلى قائمة كلاسيكيات الأفلام الكوميدية المصرية الخالدة.