حسنا فعلت الحكومة ببدء اقتحامها مخالفات منطقة الهرم ونزلة السمان، وبدء تنفيذ مشروع تطوير المنطقة الصادر عام 2014 وظل حبيس الأدراج حتى بداية هذا العام. فما يحدث بمنطقة الهرم ونزلة السمان من بلطجة وتخريب وانتشار للبناء العشوائى القبيح وأنشطة ملوثة وضوضاء وتجارة غير مشروعة فى العملة وغيرها، كلها مظاهر مهينة لحضارة مصر القديمة والحديثة، وتشويه لأبرز عناصر التراث الحضارى والإنسانى، وقتل بطيء لأهم ما تملكه مصر من موارد سياحية، وإذا كان هناك من مخطئ ، فهو الحكومات المتعاقبة عبر عشرات السنين التى سمحت بنمو هذه البؤرة العشوائية فى صمت يعنى الرضا عما يحدث. وللأسف الشديد قوبل بدء تنفيذ الحملة بهجوم ممن لا يرى المشكلة من زاويتها الصحيحة، وكأن الدولة قد ارتكبت خطأ، فى حين أن تنفيذ خطة استعادة منطقة الأهرامات كان يجب أن ينفذ منذ فترة طويلة، وهو مشروع يقضى بتخصيص أكثر من ألفى وحدة سكنية للسكان المتضررين ومحال بديلة لأصحاب الأنشطة، ثم إعادة تخطيط المنطقة لتصبح جاذبة للسياحة. ولقد سمحت لى ظروف مهنتى بأن أزور بعض المناطق السياحية أو الأثرية فى بعض الدول منها الأكروبوليس فى اليونان وبرج إيفل فى باريس أو خليج هالونج باى فى فيتنام، فلم أجد فيها إلا كل اهتمام ونظافة ورقى واحترام يسعد الزائر ويترك لديه انطباعا طيبا عن البلد وحكومته وأهله، فى حين أن مرورى أمام مدخل الأهرامات بكل ما يحويه من فوضى وبلطجة وتلوث يشعرنى بالحسرة لأننا لا نحسن إدارة مثل هذا المكان المتفرد فى العالم. أتمنى ألا ترضخ الحكومة لأى ضغوط، وأن تكمل خطتها للتطوير، فالأهرامات ملك مصر وليست ملك سكان المنطقة. لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم