اتابع الدكتور اسامة الازهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية منذ ظهر على الساحة الاعلامية، وشرفت بلقائه مصادفة فى مطار القاهرة حيث عرفنى عليه الصديق الدكتور جمال محمد على عميد كلية التربية الرياضية بأسيوط، وعرفت انهما ينتميان الى ذات البلدة فى صعيد مصر مركز المراغة محافظة سوهاج وان الشيخ الشاب ولد فى الاسكندرية لكنه تربى فى المراغة، وهناك حفظ القرآن وانخرط فى التعليم الازهرى حتى حصل على الدكتوارة، وتخصص فى علوم الحديث الشريف والعقيدة والمنطق، وخلال الحديث تعرفت على شخصية الشاب الذي كان فى طريقه الى العاصمة الاردنية للمشاركة فى مؤتمر علمي، وتطرق حديثنا الى امور كثيرة منها الصعيد والرياضة والدين والثقافة فوجدته موسوعة علمية مستنيرة، وأرجع الفضل بعد الله الى شيخه واستاذه الدكتور على جمعة الذى منحه فرصة أن ينهل من مكتبته الكبيرة، وبعد اللقاء ازداد اهتمامى بمتابعة أحاديث الدكتوراسامة التليفزيونية التى كان ابرزها عن الجامع الازهر الشريف وكان يقدمه بأبيات من قصيدته «الازهر يتحدث عن نفسه» على غرار قصيدة مصر تتحدث عن نفسها لشاعر النيل حافظ ابراهيم، حيث لخص الازهرى كل مايمكن أن يقال فى مدح الازهر الشريف وبيان أثره وفضله على الامة الاسلامية. حيث قال فى قصيدته الغراء فى وصف خريج الازهر الحق: والأزهريُّ الحقُّ يصنع نهضة َ ممزوجةَ بتلاوةِ القُرآنِ، الأزهريُّ هو الذى يَسعَى هُنا، وهناك ينشرُ قِيمَةَ العُمراَن، الأزهرىُّ يُعَلًّمُ الخلقَ التُّقَيَ ويقودُ نحو صيانة الأوطَانِ، يا طالب العلم الشريف فمنهجي, هو عصمةٌ للطالب الحيرَانِ، لا تَعدُ عَينَكَ عنه إنَّ مآله، خيرٌ مدى الأزمان والأكوانِ، وهى ابيات واضحة لالبس فيها تؤكد أن مهمة الازهر وعلمائه نهضة وصيانة الاوطان على مدى الازمان، ومن هنا كان طبيعيا ان يتصدى الدكتور اسامة الازهرى لكثير من المشككين فى كتب السنة النبوية المشرفة للبخارى ومسلم، ووجدت فى مناظراته ومنطقه ما يمكنه من فرض آرائه واقناع المتابعين والمتلقين، مايمنحه القدرة على التصدى لتجديد الخطاب الدينى دون تهوين او تجاهل لصحيح الدين وهاهو الدكتور اسامة بات خطيبا للجمعة فى مسجد الفتاح العليم الذى افتتح مطلع العام الجاري، وانتهز العالم الشاب الفرصة ليغرد خارج السرب من خلال خطب تحمل رؤى تنير الطريق امام الراغبين، وتعيد لخطب الجمعة بريقها واثرها فى النفوس، من خلال لغة متقنة مفهومة ومنمقة تخطف الأذان وتستميل القلوب وتعمل العقول، فكانت خطبه منصات اطلاق مبادرات كما قال فى خطبته الاولي: مبادرات تحول الامل الى عمل والحلم الذى يحقق العلم والارادة التى تصبح ادارة، وارهاب ينهزم وجرح يلتئهم وشعب مترابط ينسجم وجيش عظيم يحمى وشعب كريم يبني، هذه النوعية من الخطب التى تحتاجها الامة، فيوم الجمعة هو المدرسة التى يتخرج فيها كل اسبوع عدد كبير ممن يسعون للتعلم ومعرفة صحيح الدين فى العبادات والمعاملات، لكننا تركنا الساحة امام بعض مدعى العلم فتحولت خطب الجمعة الى موضوعات تدعو الى التشدد باسم التمسك بالدين، وتناقش موضوعات لاعلاقة لها بالحياة ومعاملات الناس بعضهم بعضا، وحتى عندما تدخلت الاوقاف من خلال تحديد موضوع للخطب، تحول الامر الى موضوعات انشائية يقرأها الخطيب من على المنبر دون ان تترك أثرا فى نفوس الملتقين، ومن هنا تأتى أهمية مبادرات الدكتور الازهرى فى خطبه بمسجد الفتاح العليم اسبوعيا، والتى خطفت انظار الناس، ليس فى مصر وحدها وانما فى العالم من حولنا قريبه وبعيده عربيه واجنبيه، اذ ترجمت خطبه الى العديد من اللغات، وتحولت الى رسالة سلام تصدر من مصر للعالم ليتعرف عن قرب على صحيح الاسلام الذى تعرض للتشويه وللاسف بيد بعض من ينتمون اليه، وجاء الازهرى ليسير على نهج الازهر المنارة الاسلامية ورؤى شيخه الجليل الدكتور احمد الطيب العالم الورع الذى يجاهد من اجل الحفاظ على ثوابت الدين ومعه العلماء الاجلاء ممن هم اعضاء فى مجمع البحوث الاسلامية او اساتذة فى جامعته ويتكاثرون بظهور علماء شباب يحملون مشعل التنوير ويؤمنون برسالة الازهر ودوره فى التبصير بصحيح الدين والوسطية التى ينتهجها، ليقود الدكتور الازهرى خطابا دينيا جديدا ينطلق من مصر الى العالم لكنه خطاب يرتبط بأصله من القرآن والسنة وعلوم الامة وحضاراتها، متصل بالعصر بمختلف أزماته وتحدياته وأسئلته، والاجمل كان فى مبادرة الوطن، مؤكدا أن الوطنية معيار من معايير التدين الصادق، وكذلك البر بالاوطان والانتماء اليها والسعى فى إعزازها، ولذا تستحق هذه المبادرة الدعم من الجميع، فحاجتنا إليها ملحة. لمزيد من مقالات أشرف محمود