رئيس معمل المجرات: لدينا وكالة فضاء ومعهد للفلك والقبة مغلقة ! تم تفكيك أجهزتها من قبل و وضعها فى قصر ثقافة 15 مايو وظل المبنى مهجورا تعتبر القبة السماوية بمنزلة استعراض مسرحى للحالة الفلكية فى الكون لعرض حركة الكواكب والنجوم ودوران المجموعة الشمسية وذلك بمصاحبة تعليق علمى لتوضيح العرض الحى، وغلق القبة السماوية بالقاهرة سنوات طويلة أثار تساؤلات عديدة فى الوسط العلمى والفلكى. الدكتور أشرف شاكر رئيس معمل المجرات بالمعهد القومى للدراسات الجيوفيزيقية والفلكية يشير إلى أن القبة السماوية بالقاهرة والمهملة تعد الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط وفكرتها عبارة عن جهاز يعرض تخيل للسماء فى عرض سقفى ثلاثى الأبعاد، وهى لها دور عظيم فى نشر الوعى الثقافى والبيئى خاصة لطلاب الجامعات والمدارس، وبداية إنشائها فى مكانها فى منطقة الجزيرة بجوار الأوبرا الحالية يرجع لعام 1968 حيث أشرف على بنائها الراحل الدكتور محمود خيرى رئيس المعهد، حيث كان للمعهد دور كبير فى عمل واستمرار القبة التى كانت تسع عدد 500 كرسى فقد أشرف عليها لمدة 6 سنوات ثم آلت تبعيتها لوزارة الثقافة، ومنذ عام 1988 وحتى وقتنا الحالى وهى مغلقة لأكثر من 30 عاما !! وكان المعهد يتولى الشرح المصاحب للعرض وكان له الإشراف العلمى الكامل من خلال العرض العلمى والذى كان يستمر لمدة ساعتين وكان دخلها يدر مبالغ مالية، وعند اقتراح إنشاء معهد الحضارات مكانها تم تفكيك أجهزتها من قبل وزارة الثقافة وتم وضع الأجهزة فى قصر ثقافة 15 مايو، وظل المبنى مهجورا حتى يومنا هذا خاصة بعد أن أقيم متحف الحضارات فى منطقة الفسطاط وتم الاعتماد على القبة السماوية المقامة فى مكتبة الإسكندرية، لكنها تقدم عروضا جيولوجية وبيولوجية ولا يعقبها إجراء مناقشات علمية لأن التعليق العلمى المصاحب للعروض من غير متخصصين فلكيين، وفى احتفالية العام الدولى للفلك وفى حضور سفير اليابان عرض أن تزود دولته القبة السماوية -عند إعادة تشغيلها - بجهاز العرض ثلاثى الأبعاد والذى يتعدى تكلفته أكثر من مليون دولار. ويضيف د.شاكر أن تكوين خلفية علمية لدى الطلاب عن الفلك وعلومه خطوة للبنية الأساسية خاصة ونحن مقبلون على إنشاء وكالة للفضاء لتخريج كوادر فلكية وجيوفيزيقية بالإضافة إلى إطلاق الأقمار الصناعية واكتشاف باطن الأرض، وليس الهدف أن يشرف المعهد على القبة بل يمكن أن تديرها وزارة الثقافة ولكن الهدف هو عودتها للافتتاح وأن يشرف المعهد عليها علميا، ولنا أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى، ففى ايطاليا القبة السماوية فى مدينة العلوم صنعت من الأحجار ويقوم بالشرح المصاحب للعرض طلاب الجامعة ونحن لدينا وكالة فضاء ومعهد للفلك والقبة مغلقة ثلاثين عاما. من جانبه يوضح الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد أن القبة هى إحدى أدوات تعريف الجمهور ما هو علم الفلك ودوره فى البيئة والحياة اليومية والزراعة والمناخ، وقد تعاون المعهد مع وزارة التربية والتعليم من خلال تدريب عدد من المدرسين بلغ 100 مدرس للتعريف بماهية الفلك وتم توزيع 100 تليسكوب للمدارس لنشر هذا العلم المهم وتحفيز الشباب لدراسة الفلك والعلوم وتكنولوجيا الفضاء لأن أجهزة الجى بى إس والتصوير وأجهزة التليفون المحمول واللاسلكى كلها تقنيات تقوم على أساسيات علوم الفلك والفضاء. الدكتور السعيد رجب رئيس وحدة تنمية المجتمع والبيئة بالمعهد يضيف قائلا : إن الدولة يجب أن تهتم بنشر علم الفلك وأهميته ونأمل فى إنشاء معهد عالى للفلك، ويمكن القول إن القبة عند إعادة افتتاحها سوف تدر دخلا كبيرا من زيارة ومشاهدة العروض من قبل المدارس والجامعات فضلا عن الاستفادة العلمية . من جانبه أكد سيد حجازى عضو لجنة البيئة والطاقة بمجلس النواب أن إعادة هذا الصرح العلمى يعظم من القيمة العلمية لأساليب البحث العلمى سواء للباحثين فى علوم الفلك أو الطلاب بدلا من اللجوء لأماكن غير مصرية للاطلاع على علوم غير مصرية ، ولذلك نحن بدورنا مستعدون لتبنى تلك القضية فى مجلس النواب ومتابعة إعادة افتتاحها ومحاسبة المقصرين والبحث عما كانت تحتويه من أجهزة، وهى كمبنى علمى يدل على تقدم العلم المصرى ومواكبته العلوم الحديثة . د.أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب يقول إن وجود مبنى القبة السماوية فى القاهرة أدعى لعودة عملها من جديد وفقا للأغراض التى أنشئت من أجلها للاستفادة منها علميا واستثماريا . وللتعرف على رأى وزارة الثقافة أشار محمد الطويل مدير الإعلام لقطاع الفنون التشكيلية بالوزارة إلى أن القبة السماوية كانت جزءا من متحف الجزيرة و تم نقل جميع الأجهزة إلى القبة السماوية الملحقة بمكتبة الإسكندرية، و مبنى القبة تم استغلاله فى الشكل الإنشائى والهندسى للمتحف كمصدر إضاءة، حيث يضم المتحف مقتنيات أسرة محمد على من الكنوز الموجودة بالقصور الملكية والأعمال الفنية من لوحات ترجع للعصرين 13 و14 الميلادى بجانب بعض المنحوتات والسجاد اليدوى وهو الآن فى المرحلة الثالثة من التطوير حيث تم وضعه على خريطة المتاحف المصرية، فضلا عن كونه يرتقى للعالمية مثل اللوفر باعتباره متحفا على طراز عالمى وتسعى الوزارة الآن إلى الانتهاء من أعمال التطوير .
للمواطنين رأى على الجانب الآخر وباستطلاع آراء بعض المواطنين الذين سبق لهم زيارة القبة منذ زمن عملها تقول المهندسة نصرة السيد أنها زارت القبة السماوية عام 1985 عندما كانت طالبة بكلية الهندسة لمشاهدة السماء والنجوم والكواكب والمجرة الأرضية، حيث كان الجلوس على مقاعد لها مواصفات خاصة لأن المسند كان يرجع للخلف لإتاحة الفرصة لمشاهدة العروض السقفية وكأنها السماء وكانت المشاهدة رائعة بالنسبة لنا بجانب الاستفادة العلمية والمعلومات الجديدة علينا وقتها، وحزنت حينما علمت بغلقها وكنت أتمنى أن يزورها أولادى وأتطلع لعودتها للعمل وضرورة اتصالها بوكالة ناسا لمتابعة أهم الأحداث الفلكية بجانب أنها استثمار. الدكتور مجدى المالكى يقول إنه زارها فى بداية السبعينيات من القرن الماضى وهو فى المرحلة الثانوية خلال رحلة مدرسية حيث كان العرض الذى استمر لمدة ساعتين يتسم بالاستمتاع وغزارة المعلومات العلمية التى يتلقاها الحضور حيث ينقسم العرض الثلاثى الأبعاد إلى جزءين.. فالجزء الأول لكوكب الأرض داخل المجموعة الشمسية أثناء النهار ليوضح حركة الكواكب حول نفسها وحركة الأقمار حولها وأيضا حركتها حول الشمس كما يوضح المجرات الأخرى الموجودة فى الكون، أما الجزء الثانى من العرض فكان يوضح وجود كوكب الأرض داخل المجموعة الشمسية فى أثناء الليل وكيف نرى الكواكب والنجوم فى السماء وكان لها مسميات متعددة والتى كان الإنسان القديم يسير على هديها فى الصحراء فى أثناء الليل ويحدد خلال مشاهدتها الاتجاهات الأربعة، وهذا كان له أثر كبير فى التحاقى بكلية العلوم أما المهندس عطا حسين زكى فيقول إنه زار القبة السماوية فى أثناء دراسته بكلية الزراعة بجامعة الأزهر من خلال رحلة بالجامعة، حيث استمتع بالعرض العلمى الشيق بالإضافة إلى الشرح الحى الذى كان له الأثر الكبير فى فهم علم الفلك وحركة الكواكب والنجوم والمعلومات القيمة عن سرعة الضوء التى تصل الى 300 ألف كيلومتر فى الثانية وكيف أن ضوء الشمس يصل إلى سطح الأرض خلال 8 دقائق، ويتساءل لماذا لا تنقل مقتنيات متحف الجزيرة الموجود فى مبنى القبة إلى متحف الحضارات الموجود فى مدينة الفسطاط بمصر القديمة، ويعاد افتتاح القبة للجمهور؟ فمن غير المعقول أن القاهرة التى بها نحو ربع سكان مصر لايوجد بها قبة سماوية ومن يريد أن يشاهد عروضها يسافر إلى مكتبة الإسكندرية.