استعرض سامح شكري وزير الخارجية محدّدات الموقف المصري من الأزمة السورية، وأهمية العمل علي كسر حالة الجمود التي تعتري العملية السياسية والتوصل لحل سياسي يُحقق تطلعات الشعب السوري، بالبناء علي القرار الأممي رقم 2254 وبعيدا عن أي تدخلات خارجية تستهدف النيل من استقرار سوريا، وهو الأمر الذي يجب أن يأتي بالتوازي مع دفع جهود مُكافحة الجماعات الإرهابية والمُتطرفة في سوريا. جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية أمس جير بيدرسون المبعوث الخاص الجديد للسكرتير العام للأمم المتحدة إلي سوريا، وذلك للتباحث بشأن آخر المُستجدات علي الساحة السورية. وقال المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن المبعوث الأممي ثَمّن من جانبه زيارته إلي القاهرة وتبادل الرؤي مع الوزير شكري حول مُستقبل تسوية الأزمة السورية، مُعرباً عن تطلعه إلي استمرار التنسيق والتشاور مع مصر في هذا الشأن خلال الفترة المُقبلة. كما بحث أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية مع بيدرسون تطورات الأزمة السورية. وصرح السفير محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام بأن اللقاء شهد تبادلاً موسعاً لوجهات النظر حول آخر التطورات، حيث استعرض الأمين العام أهم عناصر موقف الجامعة العربية تجاه الأزمة من واقع القرارات الصادرة عنها منذ عام 2011 والاتصالات التى جرت مؤخراً فى هذا الصدد بين الدول الأعضاء، مع تجديد التأكيد على محورية دور الجامعة فى التعامل مع الأزمة باعتبار أنها تتعلق أولاً وأخيراً بدولة عربية. ميدانيا، أكدت سوريا استعدادها لإحياء اتفاق أضنة مع تركيا إذا سحبت تركيا قواتها من الأراضى السورية وتوقفت عن دعم مقاتلى المعارضة. وقالت وزارة الخارجية السورية فى بيان لها، إن دمشق ملتزمة باتفاقية أضنة المبرمة عام 1998. ولكن دمشق قالت إن احياء اتفاقية أضنة، والذى أثاره الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خلال اجتماعه مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، يعتمد على وقف أنقرة دعمها لمقاتلى المعارضة الساعين إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد وسحب قواتها من شمال غرب سوريا. وفى لبنان، قال حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، إن الأمريكيين أبلغوا الروس أنهم مستعدون للخروج بالكامل من سوريا مقابل خروج الإيرانيين. وأضاف أن بوتين أبلغ روحانى بالمطلب الأمريكى والروس أبلغوا السوريين أيضا».وأضاف نصر الله أن الإيرانيين رفضوا الطلب الأمريكى «لأنهم موجودون فى سوريا بناء على رغبة دمشق، مشيرا إلى أن الروس اكتفوا بنقل الرسالة الإيرانية إلى الأمريكيين الذين عادوا ليكثفوا عملياتهم». وفقا له، رفض السوريون المطلب الأمريكى الذى نقله الروس بخروج الإيرانيين، ورأى نصر الله أن سحب القوات الأمريكية هو «استراتيجية جديدة وهو النسخة الترامبية فى المشروع الأمريكي»، إلا أن القرار هو «بحد ذاته فشل وهزيمة».