فى الزمن الماضى كان الحوار الأسرى له تأثيره فى تعزير الشعور بالانتماء للوطن، والسؤال هنا لماذا لم نعد نرى ذلك الشعور لدى الأجيال الجديدة من الأطفال والشباب؟ د.أحمد حسن الليثى استشارى الصحة النفسية جامعة حلوان يقول: يعتبر الشعور بالانتماء حاجة إنسانية يسعى الإنسان لإشباعها ليشعر بالتواصل والالتحام مع مجتمعه ووطنه، فلا يوجد إنسان يعيش لذاته فقط، كما حدثنا العالم النفسى «إبراهام ماسلو»، بل يعيش وهو ينتمى لمجتمع ووطن أكبر، يستمد من تاريخه وإنجازاته الشعور بتقديره لذاته وثقته بنفسه ودوافعه للإنتاج والعمل الجاد، وقد أشار العالم النفسى «ويليام جلاسر» إلى أنواع عديدة من الانتماء، كالانتماء للأسرة، العقيدة، الوطن والقيم الإنسانية.. ويشهد المجتمع المصرى ظاهرة تستدعى الانتباه، فبعد أن كان الانتماء وحب الوطن هو الشعور العام بين أفراد المجتمع فى العقود السابقة أصبح مفهوم الانتماء أقل وجودا فى قلوب وأذهان الأجيال الجديدة، فلم تعد الأناشيد الوطنية تلقى تفاعلاً من الأطفال والشباب، كما يتجلى ذلك فى المدارس فى أثناء عزف النشيد الوطنى وتحية العلم بالمدرسة التى لم تعد تشغل بال الغالبية العظمى من الطلاب فى مدارس التعليم الأساسي، حيث تحولت من تعبير رمزى لحب الوطن وتقديسه إلى أداء روتينى يؤديه التلاميذ دون وعي، وذلك على الرغم من حاجة المجتمع لكل الدعم والانتماء والعمل الجاد فى كل الميادين فى وطن يقتلع جذور الإرهاب بيد، ويبنى مستقبله باليد الأخري. ويشير د أحمد إلى الدور المحورى للأسرة والمدرسة فى استعادة روح الانتماء وحب الوطن، حيث يجب على الأسرة غرس قيم الانتماء من خلال إشباع حاجات أطفالهم إلى الحب والتقدير والاعتزاز بالذات والحديث معهم عن تاريخ الوطن وإنجازاته وبطولاته وغرس قيم الوطنية بالحوار الأسري، والتشجيع على الإيجابية واستحضار معارك الكفاح التى قادتها الأمة حفاظاً على أرضها وشعبها، كما أن للمدرسة دورا أساسيا من خلال الأنشطة القائمة على مخاطبة العقل والوجدان الإنسانى التى تحث التلاميذ على حب الوطن من خلال الندوات التثقيفية وعرض الأفلام التسجيلية التى تجسد تاريخ الوطن وبطولات أبنائه وتنظيم الرحلات المدرسية للمناطق التاريخية العريقة الشاهدة على أصالة وعراقة مصرنا الحبيبة وحضارتها العظيمة. فالوطن هو البيت الكبير والسكن الذى نلجأ إليه فى الشدائد، فحدثوا أطفالكم عن مصرنا الغالية وتاريخها العظيم عبر العصور ومستقبلها الواعد حتى تنشأ أجيال لديها الوعى والحماس للتعلم والعمل والإنتاج.. فالأطفال هم الدرع والسيف لهذا الوطن.