وفق بيان الهجرة لعام 2018 والذى نشرته الوكالة اليهودية منذ عدة أيام فإن أكثر من 29.600 مهاجر جديد وصلوا إلى إسرائيل العام المنصرم من شتى أنحاء العالم مقارنة بأكثر من 28,220 مهاجرا وصلوا إليها عام 2017 بزيادة نسبتها حوالى 5% .. وأكبر عدد من المهاجرين فى 2018 جاء من روسيا, حيث وصل عددهم إلى أكثر من 10.500 شخص بارتفاع نسبته 45% عن عام 2017 . أما المهاجرون القادمون من أوكرانيا فقد بلغ عددهم أكثر من 6500 مهاجر بارتفاع نسبته 9% مقارنة بعام 2017 . أما المهاجرون اليهود من فرنسا فقد وصل عددهم العام الماضى إلى حوالى 2600 مهاجر بانخفاض نسبته 25% ومن البرازيل وصل أكثر من 660 مهاجرا بانخفاض نسبته 4% ومن بريطانيا وصل حوالى 500 مهاجر أيضا بانخفاض نسبته 4% ، ومن الأرجنتين وصل أكثر من 330 مهاجرا بارتفاع حوالى 17% ومن جنوب إفريقيا وصل العام الماضى 320 مهاجرا بانخفاض نسبته حوالى 2% . وفى تعليقه على زيادة عدد المهاجرين إلى إسرائيل قال رئيس الوكالة اليهودية يتسحاق هرتسوج إن كل يهودى ويهودية يهاجرون إلى إسرائيل ويقيمون بيوتهم هناك يكملون قطعة إضافية من الفسيفساء الرائعة لشعب إسرائيل. واضاف انه بعد 70 عاما من قيام إسرائيل فإن الهجرة إليها ستظل هدفا أساسيا من أهداف الوكالة اليهودية . وفيما يتعلق بالمدن التى توجه إليها المهاجرون العام الماضى فهى القدس وتل أبيب و بيت شيمش .وبالنسبة للمجالات التى يعمل بها المهاجرون فهى الصحة والتعليم والتسويق والشئون المالية والقانون والمحاسبة . يذكر أن الطائفة اليهودية فى فرنسا هى الأكبر فى أوروبا ويقدر عدد أفرادها بحوالى نصف مليون يهودى، لذا تسعى إسرائيل جاهدة لتهجيرهم إليها ، وفى عام 2016 هاجر لإسرائيل 1923 يهوديا فرنسيا بالمقارنة ب 3780 هاجروا إليها فى الفترة من يناير حتى يوليو 2015 والسبب الرئيسى لقلة عددهم فى تلك الفترة يرجع، كما قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية آنذاك، إلى موجة الإرهاب، فحوالى 200 يهودى فرنسى هبطوا فى مطار بن جوريون يوم 18 يوليو 2016 جاءوا على متن رحلة طيران خاصة نظمتها الوكالة اليهودية بالتعاون مع وزارة الهجرة والاستيعاب. وعند هبوطهم من الطائرة كان فى استقبالهم بالمطار رئيس الوكالة اليهودية ووزيرة الهجرة الاسرائيلية ووزير الداخلية آرييه درعى، وتقول صحيفة معاريف إن المعطيات الرسمية التى وصلت إليها تقول إنه فى عام 2016 قل عدد المهاجرين عن العام الذى سبقه بنسبة 49%، وترجع الصحيفة سبب ذلك إلى خوف اليهود من مغادرة فرنسا إلى دولة أخرى تعيش فى قلاقل. ويتوقع مساعدو وزيرة الهجرة الإسرئيلية من جانبهم زيادة معدل هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل خلال الفترة المقبلة وهم على قناعة أى الوكالة اليهودية انه لا يوجد يهودى فرنسى لا يفكر فى الهجرة إلى إسرائيل. وهناك مزايا تقدمها وزارة الهجرة لتشجيع اليهود على الهجرة منها مساعدة كل أسرة ب 800 شيكل شهريا فى إيجار السكن واستيعاب اطفال المهاجرين مجانا فى دور الحضانة. والأمر لا يقتصر على يهود فرنسا فقط، فالحكومة الإسرائيلية بالتعاون مع الوكالة اليهودية تسعى لتهجير يهود العالم خاصة الغربى إلى الدولة العبرية وتسلك فى سبيل ذلك طرقا عديدة آخرها تنظيم برنامج خاص باسم «رحلة» للإقامة لفترة معينة فى الدولة العبرية لتشجيع يهود أوروبا خاصة الشباب على ترك دولهم والهجرة إلى إسرائيل. لكن يبدو أن طريقة تفكير الشباب تختلف عن طريقة تفكير الآباء والأمهات فمن يخططون لعملية التهجير لديهم إشكالية وهى رفض كثير من الشباب اليهودى ترك الدول التى نشأوا فيها للانتقال للإقامة فى إسرائيل، وقد طرحت صحيفة معاريف سؤالاً يقول: لماذا يرفض جيل الشباب اليهودى فى أوروبا الهجرة إلى إسرائيل؟ وكتبت الصحيفة تقول إن هؤلاء الشباب الذين تعرضوا لموجة من الكراهية أو ما يسمى بمعاداة السامية فى الغرب صرحوا بأنهم لا يرون سبباً منطقيا يدفعهم لترك اوروبا. وهو ما دفع بعض خبراء إسرائيل للمطالبة بضرورة تطوير وسائل الجذب ووضع خطة هجرة تهتم بالاحتياجات الفعلية للمهاجرين فلا يمكن الادعاء بأن احداً يعانى فى اوروبا فالحياة هناك أكثر راحة من اسرائيل. الصحفى اليهودى بمجلة أتلانتك جيفرى جولدبرج نشر تحقيقا صحفيا منذ عدة سنوات بعنوان «هل اليهود فى حاجة إلى مغادرة أوروبا» ؟ استطلع فيه رأى العديد من الشباب اليهودى حول مستقبلهم كيهود وجاءت إجابة أحدهم وتدعى ياعيل لوبيز ياقطين 25 سنة من هولندا كالتالى: مستقبلى يمكن ان يكون فى امستردام أو فى تل ابيب لكن هذا لا يتعلق بمعاداة السامية انا سأختار المكان الذى أحبه فأنا يهودية وهولندية لذا سأظل فى هولندا ولن أغادرها وإذا كان الآخرون يريدون الهجرة فهذا شأنهم. أما بورشا لوكوش 28 سنة من بودابست بالمجر فتقول إنها مستعدة للخيارين وهما إما الهجرة إلى إسرائيل أو البقاء فى المجر، وإذا قررت الهجرة لاسرائيل فإن هذا لن يكون بسبب ما يسمى بمعاداة السامية . ويقول مارك توملينسون 24 سنة من بريطانيا إنه لا يشعر بأى قلق وانه يخطط للبقاء فى بريطانيا لأنه يحيا حياة جيدة للغاية فى بريطانيا وانه لا يرى سبباً يدفعه لمغادرتها أو مغادرة اوروبا. ويعلق جيفرى جولدبرج على ذلك بقوله : اعترف بان إجابات الشباب كانت مفاجأة لى ليس هذا فقط بل ان احاديثى مع بعض الأسر اليهودية فى اوروبا أكدت انهم أيضا لا يرغبون فى الهجرة إلى إسرائيل خاصة من يعيشون فى دول مثل بلجيكا والسويد والدانمارك.. وقد طرح مسئولو برنامج «رحلة» سؤالا على الشباب المشاركين فى البرنامج وهو: هل يوجد مستقبل لليهود فى الدول التى يعيشون فيها ؟ قالت لوبيز ياقطين نعم يوجد مستقبل للطائفة اليهودية فى أمستردام وهو نفس ما ذهب اليه توملينسون حول يهود بريطانيا، فالحكومة البريطانية على حد قوله تحافظ على حقوق اليهود فيها وهو نفس ما أكدته لوكوش حول يهود المجر حيث تقول ان هناك مائة ألف يهودى يعيشون فى المجر اليوم لا يشاركون فى نشاط الطائفة اليهودية وعدد كبير منهم لا يعلم عن جذوره اليهودية شيئاً وهو عكس ما ذهب اليه الدكتور ديف ميمون وهو باحث فرنسى من أصل يهودى حيث يرى انه خلال 15 عاما سيهاجر 50% من يهود أوروبا بسبب ما يسمى معاداة السامية فلا يوجد مستقبل جيد لليهود فى اوروبا .