يبدو أن الاستهداف السياسى ونشر الشائعات الكاذبة والتى تتجاوز سيلا وطوفانا من الأكاذيب الداخلية كما رأينا طيلة العامين الماضيين لم تعد تتوقف على الوضع الداخلي، كما تفعل بعض القوى المأجورة لحساب جماعات مغرضة إرهابية هدفها خلق حرب التشويش والإلغاء لأى نجاح تشهده مصر حاليا حيث يتجاوز حجمها فى الشهر الواحد عشرات المئات تتصدى لها الحكومة بكل قوة وحسم بالنفى والتفنيد، والكشف لكل هذا الزيف، ونشر الحقائق الكاملة فى الحال. ولكن الكارثة أن هناك استهدافا آخر خارجيا أيضا تتسع أخطاؤه التى تتحول مع مرور الوقت إلى خطايا تكبر ككرة الثلج مع كثرة تكرارها وترديدها، ولكن الأمر الأكثر إيلاما عندما يأتيك هذا الاستهداف من أشقاء فى دولة مجاورة فى محيطك العربى المشرقى كلبنان ومن أشخاص يفترض أنهم نخبة ورجال اعلام وكتاب ومحللون ورجالات سياسة لا يشق لهم غبار ولكن كيف يحدث هذا الاستهداف فتلك قصة تستحق أن تروى عندما تجد نفسك ككاتب فى خضم هذا الاستهداف للدفاع عن وطنك مصر عبر إطلالات إعلامية تليفزيونية لبنانية أو عربية لمحطات محترفة مع أشخاص سياسيين وصحفيين لبنانيين يفترض أنهم ثقات وأهل خبرة أو من خلال متابعة الوضع لصحفى مثلى مهتم بالشأن العربى حول ظروف وترتيبات عقد القمة الاقتصادية التنموية العربية الأخيرة فى لبنان، حيث تجد نفسك مضطراً لمتابعة التناول الإعلامى اللبنانى للتحضير والأجواء لهذه القمة فتجد كما من الأخطاء والاستهداف لا يتوقف حول اسم مصر وعدم مشاركة الرئيس السيسى وعدم حضور سوريا حيث حمله البعض صراحة وعلى الهواء أيضا لمصر ومن أسف من قبل أشخاص وأصحاب مواقف سياسية وإعلامية متناقضة حيث هالنى ثلاث أكاذيب فى ثلاث وقائع شاركت فى التصدى لها تليفزيونيا وعلى الهواء لنفيها ودحضها، والبعض الآخر استمعت إليه وتابعته فى الإعلام اللبنانى قبل عقد تلك القمة بأيام معدودة، أولى تلك الأكاذيب لا يمكن أن يصدقه عقل أو طفل مبتدئ فى مرحلة التعليم الأساسى حول عدم مشاركة مصر بوفد رفيع فى هذه القمة، ممثلا فى شخص الرئيس السيسى أو حتى رئيس الحكومة مصطفى مدبولى بسبب الضغوط الأمريكية التى مارسها بومبيو وزير الخارجية الأمريكية على مصر خلال زيارته الأخيرة لعدم الحضور والمشاركة الرفيعة فى هذه القمة بالطبع قلت إن هذا حديث سخيف لا يمكن القبول به حيث إن مصر دولة كبرى فى الإقليم وصاحبة ارث ودور، وأكبر عاصمة عربية وصاحبة مواقف وتاريخ فى قيادة العالم العربى والاقليم وعادت بقوة فى السنوات الأربع الماضية لتمارس هذا الدور وتقود إقليمها من جديد، وبالتالى لا يمكن أن تسمح لأمريكا ولا بومبيو ولا غيرها من دول العالم أن تمارس عليها أى ضغوط حيث قرارها مستقل وتمارس الندية والعلاقات المتكافئة مع كل دول العالم انطلاقا من تاريخها وثقلها ودورها وزخمها وحضورها قديما وحديثا فى الاقليم. ثانية الأكاذيب أيضا أن نفس الضغوط الأمريكية، ومن ونفس الشخص أيضا بومبيو الوزير الأمريكى مورست على مصر خلال زيارته لمنع عودة سوريا للجامعة العربية وحضورها للقمة الاقتصادية العربية فى بيروت واستغل أحدهم تصريحات وزير الخارجية المصرية سامح شكرى والذى كان أطلقها خلال لقائه بنظيره المغربى ناصر بوريقة فى القاهرة بشأن عودة سوريا للجامعة ليلوى عنق هذه التصريحات ويقرأها بنية سيئة وملتوية لتمثل إسقاطا غير حقيقى بأن مصر تقف وراء عدم عودة سوريا، وهذا عكس الحقيقة وعكس ما قاله الوزير سامح شكرى الذى قال إن سوريا بلد مهم وحيوى للعالم العربى ولمصر، ولكن يجب على القيادة فى دمشق اتخاذ عدة خطوات لتحسين الأوضاع فى سوريا فى الداخل وتستجيب للمصالحة السياسية الداخلية والتعاطى مع القرار الدولى 2254 بشأن الحل السياسى فى سوريا والبحث فى إمكانبة حدوث توافق عربى لحل أزمة عودة سوريا، وهذا سيحتاج إلى بعض الوقت بالطبع، هذا كلام وحديث جيد ومنطقى وإيجابى بشأن الدور المصرى الوحيد الذى وقف عمليا مع سوريا، ويطالب بالحفاظ على وحدة أراضيها وشعبها ومؤسساتها الوطنية ووحدة جيشها ثالثة الأكاذيب وكانت ثالثة الاسافى عندما خرج كاتب وصحفى كبير ومعروف يدعى رفيق وفى محاولة للدفاع عن سوء فعلة حركة أمل لإنزال العلم الليبى من بين أعمدة الأعلام المرفوعة للدول العربية المشاركة فى شوارع بيروت وحرقه، الأمر الذى اضطر حكومةالوفاق الليبية برئاسة فائز السراج للاحتجاج وعدم المشاركة والحضور للقمة فى بيروت، وكل هذا كان على خلفية قضية اختفاء الإمام موسى الصدر فى ليبيا عام 1978 أيام حكم العقيد القذافى ولتبرير سوء الفعلة اللبنانية من حركة أمل يخرج الصحفى اللبنانى نصر الله ويدعى كذبا اختفاء الإمام موسى الصدر فى ليبيا فى تلك الأثناء تقف وراءه السلطات المصرية فى ذلك الوقت بالطبع هذه أكاذيب ممجوجة وافتراءات وتسطيح وترهات لأن مصر ليس لها أى علاقة من قريب أو بعيد بمثل هذه القضية، والأمر لا يمت لها بصلة، كما أنه أول مرة يقال فيها هذا الكلام المسموم. فى تقديرى أن خطورة ترديد مثل هذه الأكاذيب عن مصر فى الخارج من قبل لبنانيين واعلامهم تسارع بعض المنصات ووسائل الاعلام والمحطات القطرية والتركية والتابعة لجماعات الاخوان الإرهابية فى تركيا ولندن وتنقلها على أنها حقائق لتبث سموما حاقدة موتورة عن مصر وتتعامل مع تلك الأقوال المرسلة على أنها حقائق وتحوله إلى خنجر خيانة ضد مصر. خاصة أن كل هذه الأكاذيب وغيرها التى ذكرناها ليست صحيحة وحسنا فعل الوزير المحترف المبدع فى الاداء سامح شكرى الذى زار الرئاسات الثلاث للبنان الدولة والحكومة والبرلمان ليوضح حقائق الموقف المصرى بصفة عامة ويشرح ظروف وارتباطات الرئيس السيسى التى حالت دون مشاركته وحضوره إلى لبنان. ولكن الأمر المثير لكل ذلك لماذا الاهتمام بالحضور المصرى من عدمه فقط فى هذه القمة فى حين لم يحضر من القادة العرب سوى اثنين فقط وكيف يحضر العرب ولبنان بلا حكومة منذ ثمانية أشهر، والأوضاع الأمنية غير ممسوكة فضلا عن أن لبنان من أسف تحول إلى دولة أسيرة فى حضن الوصاية الإيرانية . ولذا فان مصر لن تلتفت إلى كل هذه الأكاذيب. لمزيد من مقالات أشرف العشرى