* جمعة:المؤتمر يسعى لترسيخ القيم وبناء الإنسان ودعم المواطنة * عفيفى: الإسلام يهتم ببناء الشخصية الوطنية لدعم العلاقة بين شركاء المجتمع
أكد وزراء الأوقاف وعلماء الدين وقيادات المؤسسات الدينية بمصر والدول العربية والإسلامية والأجنبية، أن الخطاب الدينى والثقافى والإعلامى ينبغى أن يركز على بناء الشخصية الوطنية، بهدف الحفاظ على الأوطان ومواجهة الجماعات المتطرفة، التى تسعى للسيطرة على الشباب وتجنيدهم ضد بلادهم، من خلال المتاجرة بالمفاهيم ونشر الأفكار الخاطئة لتدمير الأوطان. وشدد العلماء على ضرورة التكامل بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والثقافية، لترسيخ القيم وبناء الإنسان ودعم قيم المواطنة، وكذلك مواجهة الأفكار الضالة التى تستهدف الشباب من خلال وسائل التواصل الحديثة. جاء ذلك فى افتتاح أعمال المؤتمر السنوى الدولى التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، والذى بدأت أعماله، أمس، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 130 من وزراء الأوقاف والمفتين والعلماء وقيادات المؤسسات الدينية من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، ويعقد المؤتمر تحت عنوان « بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها» ويستمر يومين. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ورئيس المؤتمر، إن موضوع المؤتمر يأتى تأكيدا على مشروعية الدولة الوطنية، وترسيخ مفهوم المواطنة المتكافئة، وبيان أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، لكن الجماعات المتطرفة قد حاولت أن تضع الناس فى تقابلية خاطئة بين الدين والدولة، فإما أن تكون،( فى منظورهم)، مع الدين أو مع الدولة،وكأنهما نقيضان، مع أن الدين لا يَنشأ ولا يحُمى ولا يُحفظ فى الهواء الطلق، إنما لا بد له من دولة تحميه . وأوضح الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشئون الدينية والدعوة بالمملكة العربية السعودية، أن بناء الشخصية الوطنية التى تدرك قيمة ومكانة الأوطان يعد ضرورة فى الوقت الحالي، فى ظل التحديات التى تواجه المجتمعات، وفى ظل التقدم الكبير فى وسائل التواصل التى يستغلها أعداء الإسلام فى التحريض على الدول وبث الشائعات، الأمر الذى يتطلب عملا وجهدا لتصحيح المفاهيم، وتوعية الشباب وترسيخ القيم وحب الأوطان . وقال الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر فى كلمته نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن التعليمَ هو الركيزةُ الأساسيةُ لبناءِ الشخصيةِ الوطنيةِ السويَّةِ وحمايةِ هُوِيَّتِها من الاختراقِ أو الذوبانِ فى الثقافات الوافدة أو المغلوطة، وَسَطَ ما نحياه الآن من أمواجِ العولمةِ العاتيةِ وفى ظلِّ هذا الفضاءٍ الإلكترونيٍّ المستباحٍ بلا رادعٍ من ضمير؛ مما يؤكد ضرورة التعليم ليكون نظامًا آخر أكثرَ فاعليةً وتأثيرًا بحيث يقومُ على الفَهْمِ والاستيعابِ ويُنمِّى ملكاتِ الإبداعِ والابتكارِ والبحثِ العلميِّ بمنهجيةٍ رصينةٍ، لا نظامًا يعتمد على الحفظ والتلقين. كما دعا إلى أن يكون هناك مقررٌ دراسيٌّ يدرسه أبناؤنا فى المراحل التعليمية المختلفة، بحيث يتناول هذا المقرر فى طياته موضوعاتٍ على رأسها: قيمُ الولاءِ للأوطان، والمواطنةُ والتعايشُ السلمي، وأهميةُ السلام، والتسامحُ، وثقافةُ الحوار، وشرعيةُ الاختلاف، وقبولُ الرأى والرأى الآخر، إلى غير ذلك من القواسمِ الإنسانيةِ المشتركةِ؛ لنحصنَ أبناءنا من الانزلاق فى براثنِ الفكرِ الإرهابيِّ المتطرف،ولنغرسَ فى عقولهم وقلوبهم تلك القيمَ الرفيعةَ. وأعلن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيى الدين عفيفى أن الإسلام حرص على بناء الشخصية الوطنية، وبين واجب كل فرد نحو هذا المجتمع الذى يعيش فيه، لذا عُنى الإسلام بإصلاح المجتمع، وجعله متماسكاً، لمواجهة التحديات التى يتعرض لها، ولأجل دعم أمن واستقرار الأوطان، من خلال ترسيخ أسس التعاون والعيش المشترك بين أفرادها. ومن جانبه قال الشيخ أبو بكر عثمان وزير الأوقاف السوداني، إن المؤتمر جاء فى الوقت المناسب فى ظل التحديات الكبرى التى تواجه الأمم والشعوب فى الوقت الحالى . وأوضح السيد محمود الشريف نقيب الأشراف ووكيل أول مجلس النواب، ان الوطنية الحقيقية ليست مجرد شعارات ترفع، بل هى إيمان وسلوك وعطاء واحساس بالتحديات التى تواجه الوطن . وقال الدكتور محمد مطر الكعبى رئيس هيئة الشئون الإسلامية بالإمارات، إن بناء الشخصية الوطنية يتحقق من خلال تكامل الجهود بين المؤسسات، وأشار إلى أن بناء الشخصية الوطنية له دور كبير فى مواجهة الجماعات المتطرفة التى لا تعترف بالدولة الوطنية، وتحاول السيطرة على عقول الشباب بمفاهيم خاطئة، وأوضح الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن الخطاب الدينى له دور كبير فى تقدم الأمم والمجتمعات.