حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية تسيطر علي كافة أجهزة الاعلام الكندية. وبالرغم من أن الكنديين مهمومون طوال الأسابيع الماضية بالانتخابات التي تجري اليوم الثلاثاء في كيبيك إلا أن الاهتمام الكندي بالانتخابات الأمريكية يطغي علي كل القضايا الأخري. وهذا الاهتمام ليس وليد اليوم, فالعلاقات السياسية والاقتصادية بين الدولتين والمصالح واتفاقات التعاون بينهما في مختلف المجالات والثقافة المشتركة والحدود الأمريكية الكندية التي تمتد لنحو أربعة آلاف كيلومتر, كل هذه الأمور تدفع الي هذا الاهتمام. 80% من الصادرات الكندية توجه الي الولاياتالمتحدة, وحجم التبادل التجاري بين الدولتين يتجاوز المليار دولار يوميا, إتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين حكومتي واشنطن وأوتاوا في عام1991 ضاعفت من حجم التجارة وسهلت من إجراءات التنقل بين سكان الدولتين. من هو الرئيس الأمريكي الذي يريده المواطن الكندي في عام2013 ؟ الموقف الرسمي الكندي دون أن يعلن عن نفسه صراحة يؤكد أن حكومة حزب المحافظين التي يرأسها ستيفن هاربر في أوتاوا تتفق الي حد كبير مع المحافظين اليمينيين من ممثلي الحزب الجمهوري في واشنطن في معظم قضايا السياسة الخارجية بينما لم تكن علاقات الود قائمة بين الدولتين خلال حكم الحزب الليبرالي في كندا. ففي السنوات الست الأخيرة ومنذ تولي المحافظون الحكم تحولت سياسة كندا الخارجية بنسبة180 درجة فيما يتعلق بالشرق الأوسط وأصبحت تتماشي مع نفس السياسة الأمريكية في الانحياز لإسرائيل والعداء للفلسطينيين. وقد كان ستيفن هاربر من أشد المؤيدين لسياسة جورج بوش فيما يتعلق بالحرب علي الارهاب وحروبه في العراق وأفغانستان. لكن الكنديين الذين صوتوا في بلادهم للمحافظين في الانتخابات التشريعية الثلاث الماضية وطبقالاستطلاعات الرأي التي جرت خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام2008- أيد70% منهم باراك أوباما ممثل الحزب الديموقراطي ضد الجمهوري المحافظ جون ماكين. أسباب كثيرة تسببت في هذا الموقف الذي يبدو من حيث الشكل متناقضا مع الواقع السياسي في الولاياتالمتحدةوكندا, سوف أعرضها في الأسابيع المقبلة. المزيد من أعمدة مصطفي سامي