جاءت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة تعميم استخدام عدادات المياه الذكية مسبقة الدفع فى جميع المدن الجديدة والمحافظات لتحرك المياه الراكدة فى هذا القطاع الذى مازال يستخدم عدادات بدائية الصنع تتسبب فى مشكلات لا حصر لها. فمن جهة تظلم للمواطنين من خلال الفاتورة المغلوطة التى تفوق قيمتها الاستهلاك الفعلي، وفى الجانب الآخر تؤدى لضياع حق الدولة، حيث يسهل التلاعب فى العدادات القديمة الميكانيكية وإيقافها وكذلك إهدار كميات كبيرة من المياه، حيث لا يهتم الغالبية بالاستخدام الرشيد للمياه نظرا لعدم المحاسبة عليها.. فما هى فوائد تلك العدادات؟ وهل الطاقة الإنتاجية فى مصر تكفى حتياجات السوق المحلي؟ وما هى معوقات استخدامه؟ وما الذى يمنع تعميم استخدامها حتى الآن؟... بداية تشير الإحصائيات إلى أن الطاقة التصنيعية فى مصر تكفى احتياجات السوق المحلي، حيث يتم سنويا إنتاج أكثر من نحو مليونى عداد مسبق الدفع فى المصانع المصرية سواء الإنتاج الحربى أو القطاع الخاص، وهذا كاف جدا لاحتياجات الشركة القابضة لمياه الشرب وكذلك المدن الجديدة، بما يعنى عدم الاحتياج للاستيراد من الخارج. ووفقا لأحد الخبراء، الذى رفض ذكر اسمه، فإن ما تم استيراده من هذه العدادات لا تنطبق عليه المواصفات القياسية المصرية، فقد تم استيراد أردأ الأنواع سواء العدادات العادية أو مسبقة الدفع، من حيث جودة الخامات ودقة القراءة والقياس، كما أنها تعرض المستخدمين لأضرار صحية لأن جسم العداد مصنوع من أسوأ أنواع السبائك النحاسية. ويوضح أن الاستيراد يتم من تركيا والصين، أى أننا ندعم هاتين الدولتين على حساب المنتج المحلى بحجة أن أسعارها رخيصة، وهذا صحيح لكنه بسبب رداءة التصنيع وسوء المواصفات، وهو ما يشجع التجار والسماسرة على الاستيراد وبيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة. وأشار إلى أن المشكلة الأكبر التى حدثت هو أنه تم أخيرا تركيب مائة ألف عداد مسبق الدفع وبعد تركيبها تم اكتشاف أن برنامج تشغيل هذه العدادات (السوفت وير)، الذى يضم كل بيانات المستخدمين تمتلكه شركة خاصة، وهذا يمثل خطورة كبيرة فكيف نأمن لشركة خاصة امتلاك بيانات العملاء، مشيرا إلى أن الحل هو انتاج سوفت وير جديد يتبع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ويتم تصنيع العدادات داخل المصانع المصرية من خلاله، على أن يكون البيانات تحت تحكم الشركة القابضة فقط، كما حدث فى قطاع الكهرباء، حيث كانت توجد مشكلة فى السوفت وير تم حلها وأصبح السوفت وير الموحد يتبع الشركة القابضة للكهرباء، لافتا إلى أن مشكلة السوفت وير هى كبرى العقبات أمام تعميم تلك العدادات، وإذا تم حلها فسيتم بعدها استخدامه بسهولة. وأشار إلى أن فوائد استخدام العدادات الذكية مسبقة الدفع مشتركة بين الدولة والمواطن، فبالنسبة للدولة فإنها تحصل على ثمن المنتج مقدما وبالقيمة العادلة وهو ما يساعد فى الصرف على تطوير شبكة المياه والصرف الصحي، كما يؤدى إلى ترشيد الاستخدام بما يوفر كميات كبيرة من المياه المهدرة كذلك فإن المواطن سيدفع القيمة الفعلية للاستهلاك، وليس أكثر من ذلك وسيقضى على مشكلة التقديرات العشوائية للاستهلاك. وأوضح أن العدادات الذكية تتميز بالقدرة على قراءة الاستهلاك الفعلى لحظيا ويمكن فتحه وغلقه عن بعد بواسطة شركة المياه إذا احتاجت ذلك، مع ملاحظة أن السيستم مختلف بين عدادات المياه والغاز والكهرباء، فعداد المياه يعمل بالبطارية وعداد الكهرباء يعمل بالأسلاك، وأنه لابد من الحصول أولا على السوفت وير وأكواد التشغيل وتحديد جهة الصيانة وهل هى شركة العدادات المصنعة أم شركة المياه.