نتحدث عن التطوير والتحديث فى المعاملات الحكومية للنجاة من غياهب البيروقراطية والروتين، وغزت حياتنا مصطلحات معقدة من عينة الشمول المالى والحوكمة وآليات الدفع الإلكترونى وغيرها فاعتبرنا أننا نسير أخيرا فى طريق التقدم الذى افتقدنا بوصلته منذ عقود طويلة، لكن للأسف يأتى التطبيق العملى لخطة تطوير شكل الحياة فى بر مصر من جانب بعض المسئولين بشكل يجافى الأهداف المرجوة ويحمل كل المتناقضات لعناصر سرعة الأداء، الشفافية، احترام وقت المواطن والحفاظ على مصالحه! هناك مسئولون فى الجهاز التنفيذى لم يبتلعوا بعد أفكار تحرير التعاملات مع المواطن من وطأة الطوابير وزهق الوقت الطويل الضائع، ففى الوقت الذى تستطيع فيه مثلا استخراج شهادة ميلاد أو وفاة وخلافه فى دقائق معدودة، تجد أنك تقضى وقتا مضاعفا لإنجاز معاملة كانت تستغرق منك وقتا أقل بكثر، ناهيك عن الاصطدام بطوابير طويلة من المتعاملين والتخبط بين أكثر من شباك رغم أن عملا أكثر تدقيقا وحساسية وهو فتح نشاط استثمارى نسمع إعلانات حكومية تروج عن كونه يتم بنظام الشباك الواحد! وحدة تراخيص السيارات التى أتعامل معها ودأبت كلما ترددت عليها،على متابعة التطور المستمر لتسهيل تعاملات المواطنين، فوجئت فيها قبل أيام بفوضى عارمة محت سنوات التألق السابقة، حيث قضيت نحو 5 ساعات فى تجديد رخصة السيارة (كانت تستغرق فى السابق ساعتين)، وعندما سألت رئيس الوحدة اعترف بأننى محق فى شكوتى لكن الأمر ليس بيديه ولكن بيد نظام كمبيوتر جديد يضاعف وقت أية معاملة لكنه أى النظام له فوائد أخري، ولا أعلم ما هو أهم من الحفاظ على وقت المواطنين واحترام آدميتهم وسط أجواء خانقة لم تفلح موجة البرد فى ترطيبها. ذكرتنى تلك الواقعة التى تعد ضمن الأسوأ فى تعاملاتى الحكومية بالنظام الجديد الذى وضعته وزارة التعليم وظهرت كراماته فى امتحان التيرم للصف الأول الثانوي،فقد بشرت الوزارة بنظام تعليمى جديد يقود الطلاب بعيدا عن التلقين والحفظ بل وسمحت لهم باصطحاب الكتب فى الامتحان، لكنها نست أن تدرب الطلاب على طريقة الامتحانات المستحدثه، وكانت النتيجة صدمة أصابت الطلاب والأسر ولسان حالهم يقول (بلاها تطوير)! [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات شريف عابدين