حُرم زوجان مُسلمان من الجنسية السويسرية لرفضهما مصافحة الجنس الآخر خلال مقابلة للحصول على الجنسية، وقبل ذلك تسبب رفض طالبين مسلمين مصافحة المعلمين من النساء والرجال، فى تعليق إجراءات تجنس عائلتيهما بالجنسية السويسرية. لا جديد فى الواقعتين ولا تخصان سويسرا وحدها، فالمشاهد الشبيهة تتكرر فى إدارات الجنسية بدول المهجر وتشكل عنوانا كبيرا لمعضلة تواجه المهاجرين هى (فشل الاندماج بالمجتمعات الجديدة). المعروف أن قرار الهجرة (المنظمة) على وجه الخصوص يستغرق وقتا من راغب الهجرة لتحديد بلد المهجر الذى تتناسب ثقافته المجتمعية مع معتقدات المهاجر ومدى توافر سبل العيش الكريم به، أى أن المهاجر يكون على علم بما سيواجهه منذ لحظة أن تطأ قدماه أرض بلد المهجر، فما سبب الصدمة التى تلحق بمعظم المهاجرين خاصة القادمين من العالم الإسلامي؟ قد يعيش المهاجر مشاعر الحرمان والحنين إلى الوطن، وهى مشاعر مؤقتة لدى المهاجر المتوازن لا تمنعه من الذوبان فى مجتمعه الجديد دون أن يتخلى عن ثوابته الدينية، لكننا نستغرب سلوك هؤلاء الذين استسلموا طواعية لاضطرابات نفسية تلت الصدمة الحضارية التى تلحق بمن انتوى العيش بدولة غنية قادما من مجتمع فقير، حيث يعانى هؤلاء صعوبات فى الاندماج، مما يدفع بهم إلى آتون العزلة النفسية والاجتماعية. وهذه الحالة قد تتطور للأسوأ فيسقط المهاجر فى براثن (الشيزوفرينيا)، حيث يستسلم لأحاسيس زائفة بالاضطهاد مما قد يدفعه للعنف، كما رأينا فى تورط المهاجرين فى العنف والإرهاب بفرنسا وبلجيكا وألمانيا، وهى حالة متأخرة من الفشل فى الاندماج ربما قاد إليها الانغماس فى تناول الكحوليات والمخدرات بما يتناقض مع التمسك بالعقيدة الدينية وهى حجة المهاجر الأصلية فى عدم قدرته على التكيف مع مجتمعه الجديد (الكافر) على حد وصفه! لا نتجاهل بالطبع أن المهاجرين يواجهون العديد من التحديات مثل التمييز فى العمل والسكن والأجور فضلا عن تحريض الإعلام الغربى ضدهم، لذا سرعان ما يشعرون بأنهم فى منفى ولو كان اختيارياً، لكن قدرتهم على التكيف (المرحلى المتوازن) مع مجتمعهم الجديد حتما ستقودهم للتغلب على الصدمة الحضارية وهو ما يبدأ بقبول مصافحة الجنس الآخر ما دامت مصافحة بريئة!